صراحة نيوز -برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، نظم المنتدى، أمس الأحد، مؤتمر “أعمدة الأمة الأربعة”، التي تعرف بأنها العرب والترك والفرس والكرد، بحضور مثقفين وأكاديميين وممارسين سياسيين وناشطين مدنيين من دول منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا.
وفي كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر، قال سموه إن المكونات الديموغرافية الأربعة تعاني من اختلافات فكرية وسياسية وثقافية، وأن التحديات التي تجمعها كثيرة، وعلينا أن لا ندع الفوارق تسيطر على المشتركات.
وأشار سموه إلى ضرورة مواجهة التحديات التي تفرض نفسها علينا بأسلوب القضايا الجامعة مثل تحقيق الأمن الشامل بمفهوم التصدي لأسلحة الدمار الشامل، ومفهوم مواجهة التحديات الحياتية في تحقيق كرامة الإنسان وحاجاته الأساسية، والتحرر من الجوع والخوف.
وأكد أهمية إيجاد مشروع ثقافي حضاري جامع، يعيد لأمتنا ومنطقتنا دورها الإنساني والحضاري كما كانت مصدر إشعاع فكري لمدة خمسة قرون متوالية في العصور الوسطى، ومركز ربط بين الشرق والغرب، وإلاّ فإن أهميتنا الجغرافية والبشرية والمواردية ستصبح بيد الآخرين يتصرفون بها حسب مصالحهم.
وطرح، خلال المؤتمر، عدد من المثقفين الأتراك وجهات نظرهم ومفهومهم على أساس أن تاريخنا وديننا المشترك هو الذي أثبت أنه المرجع الذي يجمعنا، خصوصاً في الإشارة إلى موضوع اللاجئين السوريين. فبينما ضاق العالم ذرعاً باللاجئين عندما وصل إليهم عدد محدود، نرى أن كلاً من تركيا والأردن ولبنان قد استقبل الملايين منهم بكل رحابة صدر.
وأكدوا أهمية الإبتكار الثقافي ودور المرأة في بناء السلام وضرورة تمكين الشباب وأهمية دورهم في بناء المستقبل.
كما تناول عدد من المثقفين الإيرانيين واقع ومستقبل العلاقات حيث يشهد التاريخ على أنه لما تضافرت حضارات الأندلس والوطن العربي مع الحضارة الفارسية تحت راية الإسلام، فقد حققت الأمة إنجازات علمية لا تضاهى، لافتين إلى أن الانغلاق على المواقف الضيقة والاستقطابية سيؤدي إلى الشرذمة.
أما بخصوص الرؤية الكردية فقد تحدّث عنها عدد من المثقفين الكرد، بإشارتهم إلى المعاناة التي عاشوها، وأكدوا أهمية البحث في الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، وأنهم يؤيدون أن الحوار بين الأطراف المختلفة يجب أن لا ينحصر في الإطار السياسي، أو بين الدول، بل يجب ان يكون بين مكونات المجتمع وقادته الفكريين. ودعوا إلى تعزيز مبدأ المواطنة الحاضنة للتنوع والتي تضمن الحياة الإنسانية الكريمة.
كما تحدث عدد من المثقفين العرب وأشادوا بمبادرة منتدى الفكر العربي في توسيع دائرة الحوار الذي بدأ قبل نحو أربعة أشهر بعنوان “الحوار العربي الكردي” وأِشادوا بدور ورعاية سمو الأمير الحسن بن طلال والاستجابة الكبيرة التي لقيتها هذه المبادرة.
ودعوا، مع زملائهم الكرد والترك والفرس، إلى تشكيل فريق عمل يجمع شخصيات من أعمدة الأمة الأربعة والعمل على تنظيم ندوة أو مؤتمر سنوي بإشراف المنتدى لبحث جوانب العلاقات المختلفة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وكل ما يتعلق بالتنمية والتعاون بروح القيم الإنسانية، ولا سيّما الحرية والمساواة والعدالة والشراكة والمشاركة والتسامح والسلام، والعمل على نقل الحوار إلى عواصم ومدن الإقليم الأربعة.
واتفقوا على مدّ الجسور بين فريق العمل ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالحوار وأصحاب القرار والجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات وتشجيعها على إطلاق منصة معرفيّة، بهدف تجسير الفجوة من جهة بين المفكر والمثقف والأكاديمي، وبين المؤسسات من جهة أخرى لتعزيز التكامل والتفاعل والتواصل والمشاركة في إطار خطط التنمية والتعاون، مشيرين إلى أهمية أكتساب المهارات اللغوية للأعمدة الأربعة ودورها في تعزيز التفاهم والفهم المشترك.
كما أكّد المشاركون أهمية الاهتمام بالشباب لأنهم يشكلون الغالبية السكانية من مجتمعات الأعمدة الأربعة وضرورة إعدادهم للمستقبل وتهيئة الأجواء المناسبة للحوار والشراكة فيما بينهم.
وناشد المجتمعون الإعلام في بلدان أعمدة الأمة الأربعة أهمية إبراز الجوامع والمشتركات والسعي لتعظيمها، خصوصًا وهي تمثل رسالة أساسية لمنتدى الفكر العربي.