صراحة نيوز – أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة أن الأردن وسوريا يقفان اليوم أمام تحديات كبيرة، تتطلب تعاوناً في المجالات كافة، للنهوض بالمسؤوليات المشتركة، على طريق تحقيق مصلحة الشعبين الشقيقين.
حديث الطراونة جاء لدى استقباله في مجلس النواب اليوم الأحد، نقيب المحامين السوريين عضو مجلس الشعب السوري نزار السكيف والوفد المرافق، بحضور نقيب المحامين الأردنيين مازن ارشيدات.
وقال الطراونة إن موقف الأردن منذ اندلاع الأزمة السورية، كان واضحاً وعبر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني باكراً، بالدعوة إلى الحل السياسي مخرجاً للأزمة، والذي نحفظ به وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وقد برهن هذا الرأي صوابه.
وأكد الطراونة أن الأردن لم يتورط في الحرب السورية وهذا كان قرار قيادتنا وجميع مؤسساتنا، ولم نتاجر بدماء الأشقاء السوريين، كان همنا على الدوام أمن وسلامة سوريا، وبالوقت ذاته كان هناك جهد كبير لأجهزتنا وجيشنا طيلة سبعة أعوام في حماية حدودنا من زمرة الإرهاب، فكان هناك أخبار مغلوطة تنشر بين الحين والآخر، هدفها اللعب على وتر تدخلات أردنية في الجنوب السوري، وهذا ليس صحيحاً، فحدودنا كانت آمنة، وبذلنا جهداً مضاعفاً في حماية حدودنا ومنع تسلل الإرهابيين إلينا وكذلك كنا حريصين على عدم تواجد أي ميليشيات خارجة عن إطار الدولة السورية وجيشها على حدودنا، وكذلك بذلنا جهداً في منع الدخول إلى الأراضي السورية.
وتابع الطراونة إن المنطقة تشهد اليوم تبدلات وأحلاف تتشكل، ونحن نؤكد ثباتنا على أساسيات لا جدال ولا نقاش فيها، لا تدخل في شؤون الأشقاء، ولا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا، فالأردن دولة ذات سيادة، واكثر معرفة بمصلحة شعبها وعلاقاتها مع جوارها، والأردن بالوقت ذاته حريص على تحالفاته التاريخية والتقليدية في المنطقة والإقليم، ونؤكد أن العمل على لم الصف العربي هو هاجس أردني، ولن نكون في يوم من الأيام مغذين لأي خلاف، فأدبيات الدولة الأردنية تقوم على أننا عروبيون ندافع عن قضايا أمتنا ونسعى إلى لم شملها، فنحن أشقاء في مختلف أقطارنا العربية ومن واجبنا الدعوة إلى الحوار، وننطلق أيضاً من ثوابت الإسلام الحنيف ولذا لم نتردد في الحرب على الإرهاب وزمرته الضالة، وعلى مسار آخر فإننا ندافع بكل قوة وحزم عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية، انطلاقاً من الوصاية الهاشمية.
وأضاف رئيس مجلس النواب إننا نرحب بأي خطوة تخفف من الأعباء الملقاة على عاتق اللاجئين السوريين، وندعم عودتهم إلى ديارهم طواعية، ونحن تقاسمنا معهم في الظروف الأصعب أعباء مالية كبيرة جداً، وتعرضنا إلى ضغوط ومن ثم خرجنا بأقل الأضرار.
وتابع الطراونة، ندرك أهمية التنسيق والتعاون بين الأردن وسوريا لا سيما في الشأن البرلماني ولذا جاءت الدعوة لرئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ لحضور أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، فكلانا له مصلحة بذلك، ونحن أشقاء وما يربطنا من تاريخ وهموم وتطلعات، يستدعي الدفع بخطوات التعاون إلى الأمام، وطالما نظرنا إلى سوريا عمقاً عربياً أصيلاً، ومصلحة شعبه واستقراره ووحدته لا بد وأن تكون حاضرة لدى الكل، فلا مصلحة لأي طرف بسوريا مفككة، ممزقة، يرتع فيها الإرهابيون وقوى التدخل الخارجي، فهذه الأرض العروبية لا يصح إلا أن تكون لأهلها، ومصلحة الأمة العربية في سوريا موحدة أرضاً وشعباً.
وقال الطراونة إن إعادة معبر نصيب كانت خطوة في الاتجاه الصحيح، وخطوة على طريق عودة العلاقات بين البلدين الشقيقين لسابق عهدها، ونتمنى مزيداً من الخطوات على هذا النحو، وعودة اللجان المشتركة بين البلدين للاجتماع والعمل وفق نسق يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، مؤكداً أن الدبلوماسية البرلمانية بين البلدين يقع على عاقتها دور كبير في تقريب المسافات، وهو ما نعمل عليه في مجلس النواب.
من جهته أكد نقيب المحامين السوريين تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات الأردنية السورية في المجالات كافة، لافتاً إلى أن دعوة رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة إلى رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ لحضور أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في عمّان، لها مدلولات سياسية، وهي آفاق ستجد تلبية من الطرف السوري.
وثمن الموقف الأردني تجاه ما جرى في سوريا، مؤكداً أهمية البناء على علاقات البلدين التاريخية نحو مزيد من التعاون بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد، وصولاً إلى عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها