صراحة نيوز – بقلم د.حازم قشوع
الامين العام لحزب الرساله الاردنى
لا يختلف إثنان بأن الهم الأول لجلالة قائد الوطن الملك عبدالله الثانى كان ومنذ أن تسلم دفة الحكم منذ عشرون عاما خلفا لجلالة القائد الملك الباني المرحوم بإذن الله الحسين بن طلال طيب الله ثراه تمثل بالمحافظة على الأردن مكانة ورسالة .
إستهل جلالة الملك عبدالله الثانى مشواره فى الحكم قبل عشرون عاماً سعى خلالها للمحافظة على الأردن مكانة ورسالة وأسس عبرها أرضية تنموية شرع بتنفيذ بنودها ضمن خطة إستراتيجية إستندت للارتقاء في العامل الذاتي فى مجابهة متغيرات المشهد الاقليمي التي حملت عواصفا جارفة أثرت على مستقرات المنطقة وبدلت أولوياتها من أولويات تنموية إلى أخرى أمنية كانت تستلزمها درجة التعامل مع الإهتزازات العميقة التي تعرضت لها المنطقة وهذا ما أدى إلى إنعكاس ذلك على الحالة الاقتصادية والمعيشية للمواطن الأردني كما على البرنامج التنموي .
ولأن رسالة البناء الوطني التي يقودها جلالة الملك تقوم على ثلاثة مرتكزات هى” الحماية والرعاية والرفعة” لذا إستندت مسيرة البناء الوطني عليها كأساس فى تقديم المنفعة الضرورية والحماية الاكيدة وفق خطة عمل تقوم على حماية المواطن بما فيها موجوداته العينية ومكتسباته القيمية وهنا لا نتحدث عن ممتلكات بل نتحدث أيضا عن مساحة حريات جسدت الحماية ضمن إطار الحفاظ على المواطن وحريته كما على موجودات الوطن ورسالته .
ولقد إستطاعت إستراتيجية العمل أيضا التي وضعها جلالة الملك عبدالله الثانى في الرعاية بتقديم الرعاية الأساسية فى المجالات التأمينية والصحية والتعليمية إضافة لتطور البنية التحتية ، ففي المجالات التأمينية يتصاعد الخط البياني للتأمين في إطار الضمان الإجتماعي أو من خلال شبكات التأمين الأخرى وهذا ما جعل من الخطة الموضوعة فى هذا المجال تقترب من تحقيق إستهدافاتها ، أما في المجالات الصحية فإن الأردن مازال يخطو خطوات واسعة للوصول ببرنامح التأمينات الصحية إلى إستهدافاته ضمن برنامج عمل وطني يسعى للتوسع الافقي تمهيدا للدخول فى البرنامج النوعي في المرحلة التي تلي ، ومن ناحية أخرى مازالت الدولة الأردنية تقوم بدورها خير قيام على صعيد التوسع فى بناء الجامعات والمدارس على الصعيد الافقي فى خطوة تسبق وثبة الإنتقال بالمستويات التعليمية والمستوى النوعي أو التعلم المعرفي .
وتجدر الإشارة هنا أن الإستراتيجية التنموية التي وضعها جلالة الملك كانت دائما تبدأ في بناء البنية التحتية من خلال التوسع والإنتشار الافقي ثم تشرع في إنجاز البنية الفوقية اللازمة للتفعيل والتشعيل وهذا منسجم مع ضرورات الإمكانات المادية المتوفرة وهذا ما أدى إلى وصول بواقع الخدمات إلى كل المحافظات والألويه لكل ذلك مازال بحاجة إلى هكلية إدارية ضمن وصف وظيفي يرتكز على الجانب النوعي في التعيين لإيجاد تلك العلامة الفارقة التي ستميز الأردن وطابع خدماتها .
وعلى الرغم من دخول المنطقة في منزلق اللحظة التاريخية التي نعيش وما تخللها من صعوبات أمنية ومعيشية إلا أن الدولة الأردنية إستطاعت أن تحقق درجات من النمو وصفت بالإستثنائية حيث تم بناء مدينة العقبة بحلة جديدة وتوسيع مدينة عمان إلى ثلاثة أضعاف وتوسيع الزرقاء وإربد كما المفرق وهذا مرده لإستراتيجية العمل التنموية الإستدراكية الذي يقوم على تحويل المنعطفات السياسية إلى منطلقات تنموية .
ولقد كان لإستراتيجية العمل التى وضعها جلالة الملك عبدالله الثاني ، الدور المباشر فى الإرتقاء بالمحاور البنائية الأمنية منها والتنموية والتي سعت بدورها على الصعيد الامني من أجل حماية الوطن وموجوداته دوره ورسالته السياسية والأمنية كما عملت فى الجانب التنموي من أجل الإرتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن وسعت في ذات السياق على توسيع حجم المشاركة الشعبية تجاه صناعة القرار وعملت أيضا على توسيع رقعة العمل التنموي فى إطار رسالة البناء الوطني لتشمل الكل الجغرافي للدولة وهذا ما كان له صدق الأثر فى وقائية الأردن ومجتمعيه من إهتزازت الربيع العربي ومن مناخات التعرية والتجويع التي خيمت على مجتمعات المنطقة التي راح ضحيتها أنظمة ومجتمعات .
إن الشعب الأردني وهو ينظر إلى حقبة الإنجاز التي ميزت قيادة جلالة الملك لدفة الحكم فإنه يقرأها بموضوعية القارئ ويقيمها بدرجة الإنسان المنصف فلا يسعه إلا أن يهنأ جلالة الملك على مستويات الإنجاز التي تحققت والتي غدت بفضل الله وتوفيقه وتميز إدارة شؤون الدولة نحو تلك العلامة الفارقة التي تميز طابع شرعية الإنجاز .