صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
قطاع المقاولات الاردني من أهم القطاعات التنموية ذات التأثير المباشر والفاعل للنهوض بالإقتصاد الوطني ليس فقط من جهة تنفيذ مشاريع الانشاءات والمقاولات في القطاعين العام والخاص بل ايضا من جهة توفير فرص العمل وتحريك الأدوات الاقتصادية الأخرى حيث يعمل فيه ما يزيد عن مئة الف اردني ويُسهم بتحريك اكثر من 140 قطاعا موازيا بحسب بيانات رسمية .
على مدار السنوات الماضية وبسبب أحوال وظروف محلية وأقليمية أثرت على الاردن قلت المشاريع المطروحة على المقاولين بصورة كبيرة وعجزت الحكومة عن دفع مستحقاتهم ما ادى الى تحملهم خسارات مالية تجاوزت قدراتهم وبلغت ديونهم على القطاع العام في احدى السنوات أكثر من 140 مليون دينار لكنهم تمكنوا من الصمود وقبول التحدي .
الجديد وقد هدأت الأوضاع في الأقليم الى حد كبير تمثل في اطلاق مشاريع اعادة اعمار الشقيقتين العراق وسوريا بأن بادرت نقابة مقاولي الانشاءات الاردنية الى استغلال المستجدات بتنفيذ زيارات الى الدولتين واجراء مباحثات مع الجهات المعنية لافادة المقاول الاردني من مشاريع اعادة الاعمار ويُسجل للنقيب المهندس احمد اليعقوب ورفاقه حسن ادارة هذا الملف حيث ركزت مباحثاتهم على توطيد وتعزيز علاقات الاردن مع الشقيقتن ليس في مجال المقاولات فقط بل في كافة المجالات التي تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين ما فتح الباب على مصراعيه لتتعدد وتتنوع مجالات تبادل المصالح والمنافع .
والثمرة الأولى لجهود مقاولي الانشاءات الاردنية تمثلت في استغلال اقامة المعرض الدولي الـ13 للبناء والانشاءات الذي درجت النقابة على اقامته منذ 12 عاما الى تنظيم الملتقى الثاني للبناء والإنشاءات والصناعات الهندسي بعنوان” الاردن والعراق شراكة وبناء” بعد ان اعلن العراق الشقيق قائمة المشاريع التي سيبدأ بتنفيذها والتي تصل كلفتها الى نحو 56 مليار دولار وقام بتزويد الجانب الاردني بمسميات هذه المشاريع وشروط التقدم لها والذي هو حصيلة المباحثات الناجحة والطيبة التي اجرتها النقابة مع الجانب العراقي .
والملفت هنا اردنيا اننا ما زلنا نعاني من زمرة اعتادت وضع العصي في الدولايب لغايات وأهداف بعيدة كل البعد عن المصالح الوطنية والتي استنفرت مستخدمة شتى السبل والوسائل لتعطيل هذا الانجاز الوطني مشككين بالمخرجات والانجازات .
لقد وضعت نقابة مقاولي الانشاءات الاردنية الكرة بملعب كافة المقاولين الاردنيين للاستفادة من هذه المعطيات وبرز ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا النقيب اليعقوب للاعلان عن فعاليات المعرض الدولي الـ13 للبناء والانشاءات والملتقى الدولي الثاني للبناء والانشاءات والصناعات الهندسية اللذان سيتم افتتاحهما يوم الثلاثاء المقبل برعاية رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز .
وخلال المؤتمر تحدث اليعقوب بشفافية كاملة لافتا الى أهمية عقد الشراكات والأئتلافات سواء بين المقاولين الاردنيين أو مع مقاولين من العراق الشقيق والذي من شأنه ان يمكنهم من تكتيل قدراتهم وامكانياتهم المالية والفنية والدارية للدخول في مشاريع اعادة الأعمار وكذلك بالاشارة الى مسؤولية الحكومة الاردنية في دعم المقاول الاردني الذي هو حصيلة تفاهمات أخرى جرت بين النقابة والجهات الرسمية المعنية والذي تمثل في تسهيل حصول المقاولين الاردنيين على كفالات من البنك المركزي بسقف يصل الى 100 مليون دينار لتمكينهم من المساهمة في المشاريع الخارجية مشددا بضرورة استفادتهم من هذه التسهيلات والأجراءات التي تصب في مصلحة الدولتين الشقيقتين .
خلاصة القول ان ما قامت به نقابة مقاولي الانشاءات الاردنية انجاز وطني بكافة المقاييس وتبقى الكرة بملعب المقاولين أنفسهم لتنظيم حسن استفادتهم من مشاريع اعادة اعمار العراق والذي من شأنه ان يساعدهم للاستفادة من مشاريع اعادة اعمار سورية .
وأما بالنسبة للزمرة التي اعتادت على وضع العصي في الدولايب فنذكرهم بالاية الكريمة ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ” صدق الله العظيم .