صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
رغم عدم قناعتي بـ “المتسوق الخفي” اهدافه وانجازاته والذي لا نعرف مواصفاته وخصائصه وطريقة عمله ومردوه المالي على مالكه الا انني ارغب بمعرفة فيما اذا كان من مهامه أيضا اكتشاف الموظفين المتمزيين وفيما اذا يتبع ذلك تكريمهم من قبل الحكومة .
فالتميز المحبب والمقدر في أداء وتعامل موظفي القطاع العام مع المراجعين بات مضرب مثل وما زالت الحكومة بمختلف اداوتها عاجزة عن معالجة الترهل الوظيفي الذي تعاني منه بالرغم من وجود تشريعات مجودة لكن من يُعلق الجرس فالواسطة والمحسوبية باتت متجذرة وبالنسبة للبعض مفخرة انهم انحازوا بالخدمات المكلفين بها الى اقرباء ومعارف وشلل ينتمون اليه ولا استثني احدا في الجهاز الحكومي وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الحالي وأغلف اسلافه حيث التنفيعات غير المشروعة حديث الناس في مجالسهم .
أستذكر في هذا المجال جائزة الموظف المثالي التي اطلقها ديوان الخدمة المدنية في عام 2017 مستفسرا عن مصيرها ان كانت ما تزال قائمة واسس منحها وانعكاسات ذلك على من يعملون في محيط من تم تكريمهم والأهم هل هناك فريق خاص مؤهل لاختيار من يستحقونها أم ان ذلك يأتي بتقدم الموظفين بطلبات عبر اجراءات ورقية روتينية لتقرر اللجنة المكلفة منحها أو حجبها .
ووفق ما قرأت عن جائزة الموظف المثالي تهدف الى تشجيع التنافس الإيجابي بين الموظفين من مختلف الفئات الوظيفية لخلق حالة من الإبداع ورفع سوية أداء مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية حيث تسعى الجائزة لضمان قيام القطاع الحكومي بالواجبات والمهام الموكلة إليه على أكمل وجه وبمستويات عالية من الجودة والكفاءة والاحتراف.
وتهدف ايضا إلى توفير مرجعية إرشادية وأسساً معيارية لقياس مدى التقدم والتطور في أداء الوزارات والمؤسسات الحكومية، وتعزيز تبادل الخبرات بين مؤسسات القطاع العام ومشاركة قصص النجاح فيما بينها حول الممارسات الإدارية الناجحة.
لكن أين نحن من هذه الأهداف ومن ورفع سوية أداء مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية …..
قبل ايام كنت بمراجعة في قصر العدل ولفت نظري تعامل ” كاتب عدل ” اسمه طه العفيشات الذي يستقبل المراجعين بوجه بشوش وابتسامة عريضة محببة ويتعامل معهم بمستوى عالي من الأخلاق وأكثر من ذلك احترامه للكبير قبل الصغير ويُنجز العمل المطلوب منه بدقة ووقت قصير وهو أمر بات نادرا ان نشاهده لا بل بتنا نتمناه وان صدف يُصبح ذاك الموظف مضرب مثل في مجالس المواطنين .
المواطنة الحقة ليست شعارا نتغنى به بل ان ينطلق كل شخص مواطنا كان أم مسؤولا ليقوم بواجباته خير قيام وكذلك أن يحصل على حقوقه التي حددها الدستور ومثل ذلك لا يتحقق الا للصادقين مع انفسهم أولا عملا لا قولا وشعارات .