تحدى متظاهرون مناهضون للحكومة حظر تجول على مدار الساعة في بغداد ومدن أخرى ، بينما استخدمت قوات الأمن العراقية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع خلال اليوم الثالث من الاضطرابات التي خلفت 31 قتيلاً، معظمهم من المتظاهرين.
في محاولة يائسة لقمع الاحتجاجات، التي كانت عفوية ومدفوعة في أغلبها بالمشاكل جراء تدهور اقتصاد العراق ونقص الوظائف والخدمات، حجبت السلطات الوصول إلى الإنترنت في معظم أنحاء البلاد.
بحلول ظهر يوم الخميس، تم تمديد حظر التجول ليشمل ثلاث محافظات جنوبية أخرى.
كان السبب الرئيسي وراء هذه التجمعات التلقائية الشباب الراغبين في الحصول على وظائف وتحسين الخدمات مثل الكهرباء والمياه ووضع حد للفساد المستشري في البلاد. كان معظم المتظاهرين سلميين. وكان العديد منهم وجوههم مغطاة بالأقنعة أو الأعلام العراقية.
وامتلأت شوارع بغداد بعبوات الغاز المسيل للدموع وأغلفة الرصاص الفارغة. ارتفع الدخان من الإطارات المحترقة فوق الشوارع بينما حاول متظاهرون منع قوات الأمن من التقدم. قامت القوات بنشر الأسلاك الشائكة والعربات المدرعة لإغلاق طريقها.
وقالت خبيرة الشرق الأوسط جينيفر كافاريلا، من معهد دراسات الحرب في واشنطن، إن الاستخدام الفوري والواسع النطاق للقوة ضد المتظاهرين في عدة محافظات يدل على “أن قوات الأمن تغرق بسبب حجم المظاهرات ومعدل انتشارها”.
وفي أحدث الوفيات، قُتل ما لا يقل عن ستة متظاهرين بالرصاص يوم الخميس في مدينة الناصرية، على بعد حوالي 320 كيلومتراً جنوب بغداد، حسبما صرح مسؤول طبي لوكالة أسوشيتيد برس. وشهدت الناصرية أشد أعمال العنف منذ بدء الاحتجاجات يوم الثلاثاء.
وتم الإعلان عن حظر التجول في بغداد في وقت مبكر من يوم الخميس بعد اجتماع حول الاحتجاجات لكبار قادة العراق.
تقول السلطات إن حظر التجول يهدف إلى “حماية السلم العام” وحماية المتظاهرين من “المندسين” الذين شنوا هجمات ضد قوات الأمن والممتلكات العامة. ويستثني من قرار الحظر المسافرين من وإلى مطار بغداد، وقالت الخطوط الجوية العراقية إن الرحلات الجوية كانت تعمل كما هو مقرر.
كانت شوارع بغداد مهجورة إلى حد كبير صباح اليوم الخميس، باستثناء مركبات الجيش العراقي. تم إغلاق بعض الطرق الجانبية بالأسلاك الشائكة.
عندما حاول المتظاهرون الوصول إلى جسر الجمهورية القريب الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء صباح الخميس، فتحت قوات الأمن العراقية النار من بنادق آلية، كما أطلقت عبوات الغاز المسيل للدموع، وفقا لمصور من أسوشيتد برس تواجد في الموقع.
أفادت منظمة نتبلوكس، التي تراقب أمن وحوكمة الإنترنت، إن الاتصال بالإنترنت انقطع في معظم أنحاء العراق وأن تطبيقات التواصل الاجتماعي والمراسلة محجوبة وسط الاضطرابات المتزايدة.
قام عراقيون في الخارج بحملات على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع مصورة وأخبار من داخل البلاد، باستخدام وسم أو هاشتاغ أنقذوا الشعب العراقي باللغة الإنجليزية. لم ينضم أي حزب سياسي إلى الحملة حتى الآن.