صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
الوطن أُمٌ رؤوم ، وأبٌ حنون ، وحضن دافيء ، عندما يكون كل حق من حقوق ابناءه مصان ، عندما يحقق العدالة بين ابناءه ، كحد السكين ، عندما يتحصل كل ذي حقٍ على حقه ، دون جأر أو أنين .
عندها ينتصر الوطن ، لانه انتصر لكل أبناءة ، وبالتأكيد لن ينكسر ، لانهم سيحملونه ، في القلوب ، وسيحمونه من كل غدار مهين ، ومن كيد كل الكائدين ، وتربص المتربصين .
المعلمون هم بناة الأوطان ، هم القدوة ، هم في المقدمة دوماً ، هم من يصنعون ، ويقولبون ، ويشكلون ، ويدربون ، ويعلمون ، بناة الوطن ، ودرعه الحصين . بدون المعلم ، المواطنون في جهالتهم يعمهون ، هم الذين يغرسون حب الأوطان في البنات و البنين . بدون المعلمين ، جهالة ، وضحالة ، ووضع مهين .
شَهر من الزمان ، غير وجه الوطن ، أزاح الفِتن ، واضاء وجه الوطٌن . المعلمون ، علمونا حب الوطن ، وان نتجنب الفتن ، وفتحوا العيون على ان لا نسكت على ضيم ، أو قهر ، أو تمييز ، أو غبن ، أو تنكر ، أو تنمر من أحد . المعلمون هم رُسل العلم ، المعلمون مبجلون ، المعلمون لا يختلفون في شيء عن الوالدين ، لا بل يكادوا ان يزيدون عن الوالدين ، لان الأب والأم يربون ، والمعلمون يربون ويعلمون وينشؤون جيلاً على الخلق والعلم إذا كان المعلمون مُنْصَفون ، وإذا غير ذلك ، سينشئون جيلاً ذليلاً مستكيناً خاضعاً خانعاً . لهم نزف التهاني ، على ما حققوا ، وغيروا في وجه الوطن في إضرابهم الأخير .
لكن ، لم ، ولن ، ينتصر الوطن ، الا بتحقيق العدالة ، العدالة الدنيوية ، وليس العدالة الإلهية المطلقة ، بين كل ابناءه دون إقصاء ، أو استثناء .
يتحقق انتصار الوطن ، بتوحيد كوادره ، والمساواة بينهم في الرواتب وكل المكتسبات . ينتصر الوطن عندما يتم إلغاء كل الهيئات المستقلة التي انتزعت صلاحياتها من الوزارت ، ودمج كوادرها مع كوادر الوزارت ، حسب التخصصات . ينتصر الوطن بتوحيد الرواتب بين كل موظفي القطاع العام ، وتوزيع المبالغ المستقطعة على الفئات المظلومة ، لرفع الحيف والظلم عنهم ، ومساواتهم بأقرانهم .
أتمنى على الحكومة ، ان تقوم بعمل بمستوى حجم الوطن ، وان لا تغفل عن إنصاف بقية شرائح موظفي القطاع العام ، بان تقود ثورة ادارية لإنصاف كل المظلومين ، المقهورين ، حتى ينتصر الوطن بانتصاره لكل ابناءه ، لان الدول لا تدار بالانفعال ، أو التحيز ، أو تجزأت المعوقات والاختلالات .
ان لم تكن العدالة نهجاً في الوطن ، سيجلب عليها هذا الخلل كل المِحن ، والفتن ، وسيدفع الفئات الأخرى للإستقواء والمغالبة ، والاقتناع بان الحقوق لا توهب ، وإنما تؤخذ بالانتزاع ، ونحذر الحكومة من تولد هكذا اقتناع .