صراحة نيوز –
رغم أن عدد السياح الذين زاروا المواقع الأثرية الدينية في محافظة مادبا خلال العام الحالي يفوق نصف مليون سائح، إلا أن الحركة التجارية في المدينة ما تزال تراوح مكانها، وهو ما يعيده مهتمون ومستثمرون إلى قصر مدة إطالة اقامة السائح في المدينة، والتي غالبا لا تتجاوز الساعة فقط.
ووفق إحصائيات مديرية سياحة مادبا فقد بلغ عدد السياح الذين زاروا المواقع السياحية والاثرية الدينية في محافظة مادبا منذ بداية العام الحالي أكثر من نصف مليون سائح.
وأكد مهتمون ومستثمرون وعاملون في القطاع السياحي، أن كل هذه الأعداد لم تكن ذا فائدة ملموسة على الحركة التجارسة بالمدينة، مشيرين إلى ضرورة وضع خطة شاملة لحل هذه المعاناة القديمة الحديثة، وهي مدة اقامة السائح القصيرة في مادبا.
وقالوا إن المنتج السياحي الديني في المحافظة، يعتبر من أهم اماكن الجذب التي تسهم بارتفاع أعداد السياح الوافدين إليها، وخصوصا بعد اعتماد الفاتيكان موقعين منهما، هما جبل نيبو الذي يوجد فيه مقام النبي موسى عليه السلام، وقلعة مكاور التي يوجد فيها مقام النبي يحيى عليه السلام، إضافة لوجود كنائس من أبرزها كنيسة الخارطة الفسيفساء”سان جاورجس”، في وسط المدينة، وكنيسة مزار يوحنا المعمداني في دير اللاتين، وكنيسة الرسل.
ويؤكد مستثمرون في القطاع السياحي، إن مادبا ليست مقراً للسياح القادمين من مختلف ارجاء العالم، رغم أن هناك تطورا ملحوظا في اعدادهم هذا العام، على خلاف السنوات السابقة، التي شهدت انتكاسات للحالة السياحية الوافدة، ولأسباب منها وضع بلدان الجوار التي كانت تشهد عدم استقرار أمني.. ودعوا وزارة السياحة والآثار إلى التدخل السريع لوقف تحكم المكاتب السياحية والأدلاء في البرامج السياحية، وزيادة مدة إقامة السياح لتتجاوز ثلاث ساعات، بدلا من الزيارة السريعة.
ويقول مدير بازار القصر الأموي لبيع التحف الشرقية أحمد نصار، ان هناك معاناة في عملية التعامل مع السائح الذي لا تتجاوز فترة اقامته بالمحافظة أكثر من ساعة، وتقديم الخدمة المثلى له بطريقة حضارية ومستحبة، وذلك لعدم وجود كوادر مؤهلة من قبل وزارة السياحة ترافق السياح طيلة فترة اقامتهم وزيارتهم للمواقع السياحية والاثرية، بالإضافة إلى عدم ربط المواقع السياحية داخل المدينة التي تمكن السائح من التنقل بيسر وسهولة، مشيرا إلى عدم وجود مواقف في متحف آثار مادبا الذي لا يرقى للطموح، وغياب حافلات تصل للمتحف وكنيسة الرسل.
وأكد ليث عواد أن مادبا، تعتبر متحفاً متنقلا ما يسهم بشكل كبير إلى ضرورة وضعها على سلم الاولويات، لما تدره من أموال لخزينة الدولة.
وأضاف أن المنتج السياحي يدر على خزينة الدولة ما نسبته 14 % من ايراداتها، وهذا مؤشر إلى درجة الاهتمام التي يتوجب على الجهات الرسمية والاهلية اعطائها للمواقع الأثرية، لما لها من إرث تاريخي حضاري وإنساني.
وقال المهتم بالشأن السياحي عامر حمارنة، إن السياحة الشعبية مغيبة بشكل كامل، حيث لا يوجد تماس مباشر بين سكان المدينة والزوار، مرجعا ذلك الى فترة اقامة السائح القصيرة والتي لا تتجاوز الساعة، رغم ان من أهم أهداف السائح التعرف على أهالي المدينة التي يزورها.
وأضاف حمارنة، ان كنيسة سان جاورجس “الخارطة” والتي تم بناؤها ما بين العام 525 إلى 560 ميلادي في عهد الامبرطور البيزنطي، تعتبر نقطة مهمة لاستقطاب السياح الذين يؤمها يوميا، حيث تم اكتشاف أرضية خارطة الفسيفساء العام 1884 في القرن التاسع عشر لمنطقة الشرق الاوسط، كون كنيسة الخارطة أقدم خارطة جغرافية للديار المقدسة تضم183 تسمية لمدن ومواقع.
وأكد التاجر مهند القعايدة، ضرورة العمل على إطالة إقامة السائح في مادبا، من أجل أن تعود الفائدة على الجميع، والمساهمة في رفع عجلة الاقتصاد الوطني، الذي من شأنه فتح مشاريع استثمارية، وتسهم في تشغيل الأيدي العاملة وتخفف من وطأة البطالة بين الشباب.
ويؤكد عروة الجمعاني وهو صاحب استثمارات سياحية، أن المحافظة تقدم مجموعة من المواقع السياحية والأثرية التي تعطي شمولية، بأهمية البعد الحضاري لمادبا، ووجود مواقع تعود لفترات عصور ما قبل التاريخ عن الإنسان كيف عاش وتعايش مع الطبيعة واستغل مصادرها الأولية ليشكل بداية الحضارة في هذه المدينة، ومنها موقع “المريغات” في بلدة ماعين، والذي يمثل حضارة “الدولمنز” وتمثل الأنصاب الحجرية في بداية فكر الإنسان عن العبادات وفن العمارة.
وأضاف الجمعاني، أن مادبا شكلت حضارة على المستوى الإنساني وشجعت على استيطان الإنسان في المنطقة وساهمت في البعد الحضاري العالمي، مشيرا إلى ان أهم المواقع السياحية داخل مدينة مادبا هي كنيسة الخارطة التي يعود تاريخها الى نهاية القرن السادس الميلادي.
وأشار إلى أن مادبا تمثل وثيقة جغرافية مهمة على المستوى التاريخي والجغرافي، حيث تعتبر اقدم وثيقة جغرافية فسيفسائية مثلت مناطق الأردن وفلسطين وشمال دلتا النيل، ولها أهمية في البعد الديني، إذ أن مادبا تضم موقعين من مواقع الحج المسيحي.
وقال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، إن المواقع الأثرية لها أهمية دينية بالنسبة للديانات السماوية في المساهمة باستقطاب السياح إلى مادبا، حيث بلغ عدد السياح نصف مليون سائح منذ بداية العام، وهذا الرقم يشير إلى أن هناك ارتفاعا يفوق الضعف عن العام الماضي.
وأضاف لعل العامل الأمني والاستقرار الذي يشهده الوطن، هو سر مجيء السائح لزيارة الأردن، إضافة إلى البرامج والنشاطات الترويجية التي تعدها الوزارة سنويا.
وقال الجعنيني، إن أعداد السياح الزائرين لمحافظة مادبا وصل إلى رقم قياسي غير مسبوق، مشيراً إلى أن اكثر الجنسيات التي زارت مادبا هي من الجنسيات الأميركية والايطالية والاسبانية والصين والهند والسياحة الداخلية من الأردنيين.
وإشار مدير السياحة، إلى أن اعداد الزائرين من الداخل لمحافظة مادبا قد تزايد بشكل ملفت، حيث وصل العدد إلى 35 ألفا، لافتا إلى أن محافظة مادبا تتميز بمنتجها السياحي المتنوع ما بين الثقافي والديني والعلاجي وسياحة المغامرات وغيرها ما يجعلها جاذبة للمجموعات السياحية ومكاتب السياحة والسفر.
وبين ان عدد المنشآت السياحية في محافظة مادبا وصل الى 103 منشآت سياحية موزعة على 18 فندقا يعمل فيها 304 عمال، ووصل عدد غرفها الى 550 غرفة بعدد اسرة وصل الى 957 سريرا، فيما يتوفر في المحافظة 26 مطعما سياحيا يعمل فيها 183 عاملا و52 مشغلا للصناعات والحرف اليدوية من بسط وفسيفساء ورمل ومطرزات ويعمل فيهم 145.
كما يوجد في المحافظة 7 مكاتب سياحية وسفر وحج وعمرة ويعمل فيها 32 موظفاً، فيما وصل عدد الادلاء السياحيين فيها الى 34 دليلا سياحيا.