صراحة نيوز – أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة، أن التنوّع الإعلامي يؤدي دورا رقابيا على أعمال الحكومة، بما يسهم في تجويد أدائها، ويرتقي بمستوى مؤسّسات الإعلام الرسمي في ظلّ أجواء المنافسة التي تسود.
وأشار العضايلة خلال كلمة له في الجلسة الأولى من ملتقى الاتصال الحكومي تحت عنوان “الاتصال والتناغم الحكومي” الذي أقيم اليوم السبت بتنظيم من معهد الإدارة العامة وبالتعاون مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن توفير المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب يعد من أهم عوامل الاتصال الحكومي الناجح لدرء رواج المعلومات المغلوطة والإشاعات.
وأضاف أن الاتصال الحكومي الناجح يتطلب تطوير الأدوات المستخدمة بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور؛ بما في ذلك الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها أدوات مهمّة لإيصال الرسائل، إضافة إلى ضرورة الانفتاح على مختلف وسائل الإعلام، بما في ذلك الإعلام الخاصّ.
وقال العضايلة: إنّ الحكومة تدرك أهميّة الاتصال الناجح، وضرورة تعزيز أدواته وتطويره؛ بما يخدم رسالة الدّولة الأردنيّة، ويسهم في الحفاظ على منجزها الوطنيّ، وموروثها الحضاريّ الكبير الذي يقترب عمره من مئة عام.
وأضاف: بدأنا في بناء استراتيجيّة إعلاميّة من أهمّ أهدافها تعزيز الاتصال الحكومي وتطويره، ومأسسة عمل الوحدات الإعلاميّة في الوزارات والمؤسّسات الحكوميّة.
وتابع “أصدرنا الدليل التنظيمي للوحدات الإعلاميّة في الوزارات والمؤسّسات الحكوميّة الذي نسعى من خلاله إلى تحديد المهام والأدوار الأساسيّة لهذه الوحدات،كما سنعمل على تعزيز دور الناطقين الإعلاميين لمساندة الحكومة على إيصال رسائلها، وشرح سياساتها للرأي العام، وإبراز جهود المؤسّسات الحكوميّة”.
وفيما يتعلق بمنصة ” حقك تعرف”، أكد العضايلة أن الحكومة تتطلع لتعزيز عمل المنصة لتكون أداة من أدوات الاتصال الحكومي الناجح، بحيث لا يقتصر دورها على تفنيد الإشاعات وحسب، بل تقدم المعلومات والحقائق للمواطنين بكل شفافية ومصداقية.
وشارك الوزير العضايلة وأمين عام مجلس الوزراء الإماراتي عبد الله بن طوق في جلسة نقاشية أعقبت الجلسة الأولى للملتقى، طرحت خلالها استفسارات وأسئلة من مدراء وأمناء عامين حول العديد من المواضيع التي تتعلق بالاتصال والعمل الحكومي.
وقال العضايلة، خلال الجلسة النقاشية: إن إحدى الأدوات التي تعمل الحكومة على تطويرها لغايات توحيد الرسالة الإعلامية والخطاب الرسمي حيال مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام، هي تطبيق إلكتروني يوفّر لوزراء الحكومة ومسؤوليها أهم المعلومات والتفاصيل الفنية الضرورية لتمكينهم من تقديم رواية موحدة ومقنعة، لافتا إلى أن العمل جار ليصبح التطبيق متاحاً في مراحل لاحقة على مستوى الناطقين الإعلاميين في الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وأكد أن الوحدات الإعلامية في رئاسة الوزراء على تواصل دائم مع نظيراتها في الوزارات والمؤسسات الإعلامية، للوصول إلى معرفة أبرز احتياجات هذه الوحدات وتعزيز أدواتها بهدف تطوير أدائها.
وأضاف أن مرجعية ومسؤولية الناطقين الإعلاميين في الوزارات والمؤسسات الحكومية يجب أن ترتبط بالأمناء العامين، نظرا لمعرفتهم بالسياسة العامة وأهداف المؤسسة أو الوزارة، مشددا على أهمية أن تكون القرارات الحكومية مرتبطة بخطط إعلامية مدروسة تضع في عين الاعتبار توجهات الرأي العام ومدى تقبله لتلك القرارات.
وشدد على أهمية الظهور الإعلامي للمسؤول وتواصله مع وسائل الإعلام، بما يسهم في ايصال المعلومات والحقائق بشفافية ومصداقية، ما يمنع تدفق الإشاعات والأخبار الكاذبة في المجتمع.
وأشار العضايلة إلى أن الحكومة أطلقت مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية بهدف بناء ثقافة النشء حول المعرفة الرقمية المطلوبة وتحصينهم من مخاطر الإشاعات، مبينا أن هناك دروسا للتربية الإعلامية، ضمن كتب التربية الوطنية والاجتماعية للصفين السابع والثامن وفي كتاب الحاسوب للصف العاشر، مؤكدا ان “هناك خطة لتدريس مساق التربية الإعلامية كمنهاج مستقل في المدراس والجامعات قريبا”.
وحول المنصات الحكومية، أكد العضايلة أن منصة “حقك تعرف” مستمرة في عملها، وكان هدفها خلال العام الماضي الرد على الإشاعات، والآن يجب أن تتوسع في عملها من خلال تقديم المعلومات والحقائق للمواطنين”، مشيرا إلى أن هناك دراسة حكومية لتقييم المنصة ومدى رضا الرأي العام عن أدائها.
وبين أن منصة ” بخدمتكم” هي منصة خدمية هدفها الرئيس ايصال شكاوى وملاحظات المواطنين للمسؤول، داعيا العضايلة إلى تفاعل وتواصل الوزارات والمؤسسات الحكومية وخصوصا الخدمية مع المنصة.
ولفت العضايلة إلى أهمية دور السفارات الأردنية في الخارج، بالترويج للأردن اقتصاديا وتحفيز الاستثمار، مشددا على أهمية ايصال المعلومات والتواصل بين المؤسسات الحكومية والسفارات.
وكشف الوزير العضايلة، في نهاية الجلسة النقاشية، عن قرار رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الأخير والمتعلق ببدء جلسات مجلس الوزراء عند الساعة الثامنة والنصف صباحا بدلا من الجلسات المسائية لإتاحة المجال أمام الإعلاميين للاطلاع على القرارات وتسليط الضوء عليها بشكل أوسع من خلال التقارير الصحفية والمتابعات الإعلامية.
من جهته، عرض أمين عام مجلس الوزراء الإماراتي عبد الله بن طوق، للتجربة الإماراتية في تصميم “الهوية الإعلامية للإمارات” ، وكيفية وضع الخطط الإعلامية المتعلقة بالتشريعات الحكومية، بما يفضي إلى تعزيز الثقة مع المواطنين، إضافة إلى ملتقى السفراء الذي تعقده دولة الإمارات مع سفرائها في الدول العربية والأجنبية.
ووجه العضايلة في نهاية مشاركته بملتقى الاتصال الحكومي، شكره لقطاع القيادات والقدرات الحكوميّة في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، على دعمهم وتعاونهم الوثيق مع مؤسّساتنا العامّة والذي يجسّد العلاقات الأخويّة الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، مثنيا أيضا على دور معهد الإدارة العامة في تنظيم الفعالية التي شارك بها عدد من الخبراء والمتخصصّين.