صراحة نيوز – بقلم م. مدحت الخطيب
#بحكم عمل والدي امد الله في عمره بالجيش العربي…كنا من أوائل البيوت التي تم تركيب تلفون أرضي لها في قريتي…
#لن أتحدث عن الارشادات والترهيب من هذا الكائن الغريب القادم عبر الاسلاك ، والتي تم تعميمها علينا من الجميع بمن فيهم الشركة والجيران والأهل والأقارب والأصدقاء وخصوصا سكان المدينة فهم سبقونا بالتقدم والحضارة في هذا المجال ..
#ولأن الانتقال إلى التلفون المباشر يحتاج إلى وعي المستخدم، لا يقبله شخص مثلي (شعث) حتى عند النوم #كان يقردن الجميع من وجع رجليه من كثر #النط بالنهار …
(لا يغركم وضعي الآن فصاحب هذا الحساب) ابو الهدوء والوقار تكلم بطلاقة( حتشوتشي) قبل عامه الأول (أقل من تسع أشهر) والباقي عندكم.. قرفت الناس قبل ما ادخل المدرسة وختمت الحكي..
#عندها لم اكن اعلم ما هي الأرقام ولا اعلم اي رقم لاقاربي…فحاولت اللعب بالقرص ولكن دون نتيجة…
#في هذه الأثناء دخل أحد عمامي….وقال لأمي رحمها الله وين ركبولكم التلفون ، واراد ( رش علف)تفقد الاسلاك والتوصيلات ، والاهم اعطاني عشر قروش عشان ازحلق..وما أحكي لابوي انه بدخن.. حكى لأمي خلينا نجرب نتصل خارج الأردن ورن على عمتي كانت في الكويت في ذلك الوقت.
طبعا حكت كل العيلة معها إلا إنا ….ففي ذلك الوقت كنت مشغول بما هو أخطر بدي العب فيه يعني بدي العب فيه…
وبعد ان أغلق الهاتف وجلس في الغرفة الأخرى ليشرب الشاي ازداد فضولي فقررت العبث بهذا الملعون مهما كلفني الثمن…
أغلقت الباب على نفسي
وعندها وقع نظري على علبة بسكوت وما زلت اذكر صورة الغلاف الها ..على طرفها الأيمن يوجد رقم طويل علمت فيما بعد أنه رقم الشركة الأم …فاسرعت في تدوير القرص على الأرقام وكانت المفاجئة أن الرد بلغة لا أعلم ما هي حتى الآن قد يكون الخوف هو من أنساني كلامها…
بعد شهر اتت الفاتورة وبعد أن شاهد والدي عدد المكالمات الدولية والمحلية وانكرنا جميعا مصدر المكالمة الملغوم..
قرر كباقي من يملكون هواتف في ذلك الوقت وضع قفل عليه استمر لأكثر من عامين لا يسمح لاحد أن يتكلم إلا أمام امي رحمها الله…( بس للأمانة عادي كان بس يرن نرد عليه)…
اليوم شفت صور الهش والنش والطلعات بالشوارع الفايضة بالسيارات فأيقنت جزء من الشعب ما بنفع معهم أن اغرورقت عيون سعد جابر ولا كلامه الطيب
بدهم قفل ومفتاحه مع سلامه حماد وخلي واحد يحكي بعدها حرف او يبعث مسج….