تلقت أولى محاولات التعافي من الوباء العالمي COVID-19 ضربة قاتلة الأسبوع الماضي، تحديداً في مدينة ماكاو الصينية، حيث تراجعت المدينة التي حاولت العودة إلى وضعها الطبيعي وعادت إلى وضع الإغلاق مرة ثانية.
تعتبر ماكاو واحدة من الوجهات الترفيهية الأكثر شعبية للكثير من سكان الشرق الأوسط وآسيا، وتوصف في بعض الأحيان بأنها لاس فيغاس في الشرق. وعلى هذا النحو يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة، وإغلاق المدينة في وجه السائحين يزج بها إلى أوضاع إقتصادية خطيرة.
إجراءات سريعة لمكافحة انتشار الفيروس
تفاعلت ماكاو بسرعة مع فيروس COVID-19 ، وأغلقت منشآتها الترفيهية في أواخر فبراير وتوقفت السياحة فيها بشكل كامل، في تصرف يبدو متطرفاً بعض الشئ في ذلك الوقت، لكن هذه الخطوات القاسية اتبعتها دول أخرى بعد تفشي الوباء وعلى رأسهم إيطاليا والمملكة المتحدة البريطانية وحتى مدينة لاس فيغاس الأمريكية.
وسرعان ما نجحت هذه الخطة القاسية في تطهير المدينة، وأعلنت الحكومة مدينة ماكاو مدينة خالية من الفيروسات في بداية مارس. لكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن.
بعد فتح المدينة السياحية أبوابها مرة أخرى أمام العالم، سرعان ما دخل إليها الفيروس متسللاً في صورة سائح أسباني في الأربعينيات من عمره تبعه رجل آخر يوم 19 مارس، ثم جائت سائحة تبلغ من العمر 20 عاماً من لندن وصلت إلى المدينة عبر هونج كونج وهي محملة بالفيروس هي الأخرى. وهنا جاء القرار مرة أخرى بغلق ماكاو لتجنب إنتشار موجة ثانية من الفيروس.
التعافي الاقتصادي
بعد أسابيع من المكوث في المنزل ومشاهدة التلفاز وتصفح الإنترنت والإنغماس في لعب ألعاب الإنترنت أو حتى ممارسة اليوغا والرياضة المنزلية، بالتأكيد كان من المتوقع قدوم فيضان من السائحين إلى ماكاو للإحتفال بنهاية وقت من أصعب الأوقات التي مرت علينا في التاريخ الحديث.
لكن تلك الزيارات الغير مرحب بها من حاملي الفيروس أطاحت بخطة ماكاو للتعافي إقتصادية، حيث كانت المدينة في حاجة ماسة إلى الربع الثاني القوي بعد البداية الكارثية لعام 2020، وكان من المفترض أن تجذب الآلاف من الباحثين عن الترفيه بعد أسابيع من الحجر المنزلي وسط إغلاق معظم الواجهات السياحية أبوابها.
للأسف مازال أمام العالم شوطاً طويلاً ليقطعه مع فايروس كورونا “COVID-19″، فالوباء مازال مستمراً في الانتشار في دول آسيا والشرق الأوسط وباقي دول العالم.
على الجانب المحلي للمدينة، أعلنت حكومة ماكاو مؤخرًا عن حزمة تحفيز مالي للحفاظ على الاقتصاد ومساعدة السكان المحليين على الصمود أكثر، بالتأكيد هذا الوضع لن يستمر إلى ما لانهاية لكنه يحمل تبعات اقتصادية سيئة لا يمكن اغفالها.
كوان فنغ من قسم الاقتصاد بجامعة ماكاو، صرح بأن الأمة لا يمكنها الآن إلا أن تأمل في أن تتحسن الأمور في النصف الثاني من العام. ومع ذلك، اعترف بأن الطريقة التي ينتشر بها الوباء تشير إلى أنه من الناحية الواقعية، قد تنتظر المدينة حتى الربع الرابع قبل إعادة فتح ماكاو بالكامل واستقبال الآلاف من الزوار من واجهات مختلفة مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة ، وبالطبع الصين.
التنبؤ بما لا يمكن التنبؤ به
وعلق السيد فنغ قائلاً: “قبل بضعة أسابيع ، كنا نتوقع أنه بمجرد السيطرة على الوضع في الصين، يمكن لماكاو أن ترحب مرة أخرى بالسياح وأن تعود الأعمال إلى طبيعتها . ولكن الآن أصبح الوضع أكثر تعقيدًا ولا يمكن التنبؤ به “.
إن عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل أمر يمكن لجميع الحكومات في أنحاء العالم أن تواجهها، خاصة وأن هذا أوقات عصيبة غير مسبوقة، ويتعين على الجميع أن يتميز بقدر كافي من الشفافية للسيطرة على الموقف، وبالنسبة لمدينة مثل ماكاو تستقبل الزائرين من مختلف بقاع العالم فإن إتخاذ الإجراءات السريعة أمر في غاية الأهمية.