صراحة نيوز – قال الرئيس التنفيذي لأورانج الأردن تيري ماريني، إن أزمة كورونا جسدت مفهوم التعاون في قطاع الاتصالات المحلي، واظهرت أهمية الإنترنت والتكنولوجيا، وغيرت عادات المواطنين الرقمية بشكل كبير.
وأكد ماريني في لقاء مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الشركة منذ اليوم الأول من الأزمة أعلنت حالة التأهب وقامت بتجهيز شبكاتها المختلفة للتعامل مع زيادة حجم الاستخدام المتوقع وبشكل استباقي، خاصة بعد التشديد على ضرورة بقاء الناس في منازلهم وما رافقه من قرارات استكمال الفصل الدراسي والأعمال رقميا.
وقال إن الشركة تبنت مبادرات مالية ومجتمعية لتكون داعماً فاعلاً للجهود الرسمية المبذولة لتجاوز هذه الجائحة ، مشيرا الى مساهمة أورانج الأردن بتقديم دعم لمواجهة الازمة بلغ نحو2 مليون دولار ما يعكس مسؤوليتنا وقيمنا الاجتماعية. وأضاف إن مشغّلي الاتصالات بادروا لمواجهة الزيادة الكبيرة على البيانات، حيث شهدت شبكات شركتنا زيادة الاستخدام بنسبة 60 بالمئة، مشيرا إلى تعزيز شركات القطاع شبكاتها للتعامل مع زيادة الاستخدام الهائلة المترتبة على اعتماد التعلم عن بعد والعمل من المنازل، تسهيلاً على الناس في ظل هذه الظروف الاستثنائية. واشار ماريني الى ان المملكة شهدت زيادة كبيرة في استخدام شبكة الإنترنت جراء الإغلاق العام وتوقف الكثير من الشركات والمصانع عن العمل في مبانيها حفاظاً على الصحة والسلامة العامة، إضافة إلى القرار الرسمي بالمضي قدماً في الفصل الدراسي عن بُعد سواءً لطلبة الجامعات أو المدارس.
وبين إن شركات الاتصالات أول من أسهم في إنجاح القرار الرسمي برقمنة التعليم المدرسي والجامعي، حيث سخرت شبكاتها لتوفير التصفح المجاني لمنصة وزارة التربية والتعليم “درسك” لطلبة المدارس، كما قدمت عروضاً خاصة لطلبة الجامعات وحزم إنترنت إضافية بأسعار تفضيلية ، وكان لقوة هذه الشبكات الأثر في إنجاح المنصات الرقمية الخاصة كالطبية والتموينية التي زاد الطلب عليها خلال فترة الحجر المنزلي. واوضح ان اورنج الأردن اتخذت إجراءات سريعة من بداية الازمة استعداداً للتغير المتوقع في الطلب على مستوى الاتصالات والبيانات، فكانت كوادرنا الفنية والهندسية، وما زالت، على أتم الاستعداد لمعالجة أي عطل أو انقطاع وإصلاحه خلال فترة زمنية وجيزة.
وقال ان هيئة تنظيم قطاع الاتصالات زودت الشركات بترددات إضافية، مقدّمةً بذلك سعات أكبر لمشغلي الشبكات.
وقال ماريني ان الزيادة في استخدام البيانات كانت هائلة في فترة الحجر وجاءت متوافقة مع التوقعات، حيث أظهرت التقارير الفنية الصادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات زيادة حركة البيانات اليومية بمقدار 1260 تيرابايت، أي بنسبة 31 بالمئة على الشبكات الخلوية الخاصة بالجيل الرابع لوحدها.
فيما تراوح تحسن معدل الزيادة في سرعات التنزيل ما بين 36 بالمئة- 73 بالمئة، بين الشركات الخلوية، علماً بأن شبكات الإنترنت المختلفة أثبتت قدرتها على التعامل مع أي طارئ، ما يثبت وبجدارة جاهزية البنية التحتية في قطاعنا للمحافظة على ديمومته في كافة الظروف وبالرغم من الضغط الكبير.
واضاف انه بالتوازي مع الزيادة غير المسبوقة في استخدام الإنترنت، شهدت المملكة كذلك زيادة استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي “واتساب” و”انستغرام “بنسبة 40 بالمئة، بينما شكلت وسائل التواصل الاجتماعي للتدفق المرئي مثل الفيسبوك فيديو واليوتيوب والتيك توك، ما نسبته 52 بالمئة من مجموع تدفق البيانات.
واشار الى ان شبكات اورنج الأردن خلال هذه الأزمة اظهرت مدى جودتها وكفاءة أدائها، حيث ارتفعت حركة البيانات بنسبة 60 بالمئة على شبكة الفايبر و”ايه دي سي إل”، كما ارتفع حجم استخدام الإنترنت من خلال تقنيات(جي 4 وجي4+) بنسبة 40 بالمئة، في حين زاد حجم استخدام شبكة الموبايل بنسبة 60 بالمئة خلال ساعات الذروة، لتنجح الشركة في هذا التحدي وتحافظ على مستوى أداء متميز.
واكد ماريني ان هذه الأزمة ألقت بظلالها على شريحة واسعة من المجتمع، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الاجتماعية ساهمنا في صندوق همّة وطن بمبلغ مليون دينار للتخفيف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية ولتعزيز الجهود الحكومية في مساندة المتضررين والوقوف صفاً واحداً بمواجهة هذه التداعيات.
كما قدّمت عائلة اورنج الأردن تبرعاً قيمته 100 ألف دولار لدعم جهود وزارة الصحة، ودعما بمبلغ 20 ألف دينار لمبادرة منصة نوى التي تهدف للتخفيف من الأعباء التي تلقي بكاهلها على عمال المياومة ، فضلاً عن رفع سعات الإنترنت مجاناً لفنادق الحجر الصحي من خلال شبكاتنا، ودعم وزارة الصحة بـ120 ألف يورو تشمل مساهمة نقدية ومجموعة من المعدات الطبية اللازمة.
واضاف ان اورنج قدمت 4500 خط خلوي مجاناً مشحونة لمدة ثلاثة أشهر للممرضين والممرضات في المستشفيات المخصصة لاستقبال الأشخاص المحتمل أو المؤكد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، لافتا الى ان إجمالي الدعم المقدّم من الشركة بلغ نحو مليوني دولار انطلاقاً من مسؤولية الشركة الاجتماعية وقيمها المتمثلة في تعزيز أواصر التعاون والتكافل والالتزام بتسخير إمكاناتها لدعم وخدمة الوطن.
واشار الى قرار الشركة بعدم فصل خطوط الاشتراكات بما فيها تلك المستحقة الفواتير، ومنح 5 جيجا مجانية لجميع مشتركينا في جميع أنحاء المملكة، و20 جيجا لسكّان محافظة إربد حين تم عزلها بشكل كامل.
كما مكنت الشركة الاشخاص ذوي الإعاقة من الوصول للدعم عبر خط الطوارئ، والإجابة على استفساراتهم وربطهم بالجهات المختصة بغض النظر عن شبكات اتصالهم ، وعززت منظومة الخدمات الإلكترونية، مثل تطبيق “ماي اورانج”، “إي فواتيركم”، وموقعها الإلكتروني Orange.jo، ومحافظ “اورانج مني” الإلكترونية التي تم إتاحة خيار تفعيلها من المنزل لجميع مشتركي الهاتف الخلوي ودون الحاجة لزيارة المعارض.
وفيما يتعلق بالخطط الاستراتيجية والسياسات التي اعتمدت عليها الشركة لمواجهة الأزمة وضمان استمرارية العمل، داخلها وخارجها قال ماريني، ان استجابة اورنج العالمية كانت استباقية في هذا الجانب، وانعكس ذلك على تعاملنا مع الأزمة الحالية، فعندما بدأ تفشي الفيروس في عدة دول، وبالرغم من أن الأردن لم يسجل أي حالة آنذاك، حرصنا على تبني إجراءات وقائية داخل الشركة.
واشار الى انه لدى انتقال شركتنا للعمل من المنزل بشكل تام في ضوء القرارات الحكومية استكملنا عملياتنا وفق خطتنا لاستمرارية العمل، وسخرنا مواردنا التقنية للتميز والنجاح في هذا التحدّي، وقد ساعدنا كوننا رائداً رقمياً في التحوّل إلى العمل من المنزل بسلاسة، وقد اعتمدت فرقنا على الأدوات والتطبيقات الرقمية لضمان الفعالية، ما مكّننا من إتمام المهام الوظيفية المعتادة على أكمل وجه.
وأشار الى ان موظفي مركز خدمة الزبائن يعملون من المنزل حالياً باستخدام أجهزة اللابتوب والـ “في بي ان”، ما يعكس أحد إنجازات تنظيم سير عمل الشركة.
وبين ماريني: اننا على خطى رقمنة المملكة بسبب أزمة كورونا، فقد اضطر جميع المواطنين إلى تغيير عاداتهم بشكل جذري، وقد تستمر هذه التغيرات الملحوظة في المستقبل، ليس فحسب لقناعتنا جميعاً بأنها تلبي احتياجاتنا خلال فترة الاحتواء، بل لأنها ستجعلنا أكثر كفاءة. واستدلّ على ذلك بالتعلم الإلكتروني، الذي سيدفع الجامعات والمدارس الثانوية بالتفكير في كيفية توفير جزء من مناهجها عبر الإنترنت، لاثبات فاعليتها وملاءمتها لكل من المعلمين والطلاب.
وبالنسبة لنظام “العمل من المنزل” بالاعتماد على الـ”في بي ان” وأدوات الوسائط المتعددة المتخصصة ومنصات الأمن، قال إنها تمكّن الشركات والموظفين من مواصلة مهامهم وأعمالهم خلال هذه الأوقات الصعبة. واضاف ان المحافظ الإلكترونية وقطاع الدفع الإلكتروني، شهد نمواً كبيراً خلال هذه الفترة، ومنح المستخدمين الراحة والأمان، مشيرا الى عنصر الترفيه الذي اتيح للمشتركين في ظل ازدهار منصات الاشتراك في الفيديو حسب الطلب والألعاب عبر الإنترنت، والتي يمكن الاستفادة من جودتها العالية عند استخدامها ضمن عروض أورانج للفايبر.