صراحة نيوز – وجهت محكمة أمريكية إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مذكرة استدعاء، تطالبه بالرد على الادعاءات ضده في قضية رفعها المسؤول الأمني السابق سعد الجبري.
وجاء في المذكرة أن على محمد بن سلمان أن يرد على مقدم الدعوى أو محاميه في غضون 21 يوما، وإلا فإن المحكمة ستصدر حكما ضد المدعى عليه.
وكان المسؤول الأمني السعودي السابق، سعد الجبري، القريب من الأمير محمد بن نايف، قد رفع دعوى ضد محمد بن سلمان في الولايات المتحدة.
وبحسب ما نشرته روسيا اليوم اتهم الجبري رجال أمن محمد بن سلمان بمحاولة اغتياله في بلد إقامته في كندا.
وبحسب ما نقلته ” القدس العربي ” علقت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لمراسليها بن هبارد ومارك مازيتي على الدعوى القضائية التي اتهم فيها مسؤول أمني سابق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمحاولة اغتياله.
ووردت الاتهامات في دعوى قضائية قدمها فريق سعد الجبري، المستشار البارز في مكافحة الإرهاب في أمريكا، يوم الخميس، وورد فيها اتهامات بمحاولات ولي العهد قتل الجبري لمنعه من تشويه علاقاته مع الولايات المتحدة وإدارة دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إن الدعوى هي أول مرة يقوم فيها مسؤول سعودي سابق باتهام محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، بالقيام بحملة واسعة، أحيانا عنيفة، لإسكات المعارضين له. ويعيش الجبري، الذي كان كبير مستشاري محمد بن نايف وزير الداخلية وولي العهد السابق، في منفى اختياري بتورنتو.
ويحاول محمد بن سلمان حث الجبري على العودة إلى السعودية، وفي آذار/مارس قامت السلطات باحتجاز ابنه وابنته وشقيقه مما دعا إلى اتهامات من أقارب وعائلة الجبري والمسؤولين الأمريكيين بأن السعودية تقوم باحتجازهما كرهائن لتأمين عودة والدهما إلى المملكة.
وتكشف الدعوى القضائية أن عملاء سعوديين حاولوا استهدافه في كندا وقبل أسبوعين من قتل الصحافي جمال خاشقجي وتقطيعه في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتوصلت الاستخبارات الأمريكية إلى أن بن سلمان هو الذي أمر بقتل خاشقجي. وقالت الصحيفة إن دعوى الجبري احتوت على أدلة قليلة لدعم الاتهامات عن عملية القتل في كندا ولم تكن “نيويورك تايمز” قادرة على التثبت من صحتها بشكل مستقل.
ولم يرد متحدث باسم السفارة السعودية بواشنطن على رسالة للتعليق، وقال الأمير محمد إنه لم يعلم مقدما بعملية قتل خاشقجي.
وتعلق الصحيفة أن الدعوى القضائية هي أحدث رد فعل في معركة تدور منذ سنوات بعد سيطرته على بنية السلطة في السعودية ومحاولته تثبيت دعائم سلطته.
وعمل الجبري لعدة سنوات كمساعد لولي العهد السابق محمد بن نايف، والذي عمل وزيرا للداخلية والتي تشرف على الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب. وهو ما منح الجبري الفرصة للعمل مع المسؤولين الأمريكيين والدول الأخرى. وفي عام 2015 صدر مرسوم ملكي يعفي الجبري من عمله حيث أصبح مع محمد بن نايف في مرمى الهدف.
وغادر الجبري السعودية بعد عامين. واتهم الجبري محمد بن سلمان بتطبيق وسائل قاسية لإجباره على العودة إلى المملكة حيث عرض عليه وظيفة وهدده بالترحيل بناء على اتهامات الفساد واعتقل ابنه وابنته حيث استخدمهما كورقة ضغط.
وفي عام 2017 تقدمت السعودية بطلب إلى الشرطة الدولية (إنتربول) للقبض على الجبري وترحيله إلى السعودية بتهم الفساد. وبعد دراسة الطلب اعتبرت إنتربول أن ملاحقة الجبري تحمل دوافع سياسية، وتخرق قواعد المنظمة وقررت شطب الجبري من نظامها، حسب الوثائق التي اطلعت عليها “نيويورك تايمز”.
وتضيف دعوى الجبري عددا من الاتهامات ضد محمد بن سلمان، وهي نشر فريق من العملاء في الولايات المتحدة لتحديد مكانه، بالإضافة لإرسال فريق من العملاء إلى كندا. تم تقديم الدعوى في محكمة منطقة كولومبيا بناء على قانون حماية ضحايا التعذيب وقانون تعذيب الغرباء اللذين يسمحان لغير الأمريكيين التقدم بدعاوى في المحاكم الأمريكية في جرائم محددة ارتكبت خارج الولايات المتحدة.
ولم تستطع الصحيفة التواصل مع الجبري للتعليق. لكن ابنه الدكتور خالد، المختص بأمراض القلب والمقيم في كندا، قال في مقابلة إن عائلته اختارت تقديم دعوى قضائية بعدما لم يعد أمامها خيارات لتأمين الإفراج عن أقاربهم الذين اعتقلوا في المملكة وحل الأزمة مع محمد بن سلمان.
وقال الدكتور خالد الجبري: “لقد استنفدنا كل الطرق لتسوية الأمر بطريقة سلمية وتصالحية ولكن بدون نتيجة” و”نأمل أن يساعد هذا على إنهاء عذاب ومعاناة العائلة”.
وقال إن المحاكمة ستعطي كل طرف حق تقديم دفاعه.
وأضاف: “طالما قلنا للسعوديين: لو كان عندكم قضية فأحضروها إلى المحكمة وها نحن نسهل الأمر عليهم بالحضور إلى المحكمة”.
وفي تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الشهر الماضي نقلت كلاما عن مسؤول سعودي قوله إن الجبري متورط في عمليات فساد واسعة لإثراء نفسه والآخرين، وهي نفس الاتهامات التي رددتها الصحافة المؤيدة للدولة.
ولم يرد المسؤولون السعوديون على أسئلة الصحيفة بشأن اتهامات الفساد ضد الجبري. ويقلل بعض خبراء القانون من إمكانية تحقيق دعوى الجبري نتائج ويعتقدون أن الهدف الرئيسي منها بناء منبر عام لاتهاماته ضد محمد بن سلمان.
وتقول أستاذة القانون بجامعة كاليفورنيا شيمين كاينتر: “هذه محاولة ذات فرص قليلة” و”لا أرى محكمة أمريكية ستفصل في هذه المزاعم”. ولأنه لا الجبري أو محمد بن سلمان مقيما في الولايات المتحدة فإن القضية سترفض سريعا كما تقول على أرضية ألا علاقة مباشرة لها مع الولايات المتحدة. ولن ترد السعودية على الاتهامات إلا بعد تقديمها بشكل رسمي إلى محمد بن سلمان، ولن يحدث هذا إلا إذا جاء إلى أمريكا. وحتى لو زار أمريكا فقد يلجأ إلى الحصانة الدبلوماسية.
وتحتوي الدعوى القضائية على رسالة نصية يقول الجبري إن ولي العهد أرسلها له في أيلول/سبتمبر 2017 وقال فيها: “إلى أين سنرسل الطائرة لنقلك؟”. وبعد ذلك هدد محمد بن سلمان باللجوء إلى “كل الوسائل المتوفرة” للوصول إلى الجبري بما فيها “الإجراءات التي قد تضر بك”. وتتهم الدعوى ولي العهد بتشكيل فرقة من 50 شخصا “فرقة النمر” لملاحقة السعوديين في الخارج.
وفي العام الماضي نشرت الصحيفة تقريرا عن إصدار ولي العهد وقبل عام من مقتل خاشقجي أمرا بملاحقة وإسكات المعارضين له بالتنصت عليهم واختطافهم واعتقالهم وتعذيبهم في الداخل والخارج. واستند ذلك التقرير على مقابلات مع مسؤولين أمريكيين مطلعين على التقييمات الاستخباراتية المتعلقة بجهود الزعيم السعودي.
وتشير الدعوى إلى أن الفريق وصل إلى مطار أونتاريو الدولي في تشرين الأول/أكتوبر 2018 وكان أفراده يحملون أجهزة طب شرعي وخبراء بالطب الشرعي. وحاولوا الدخول إلى كندا من خلال تأشيرات سياحية إلا أن سلطات الهجرة منعتهم وأرجعتهم من حيث أتوا. إلا أن السلطات الكندية لم تتحدث بشكل علني عن الحادث. ويعتبر الأمير محمد بن نايف والجبري من المقربين لقادة سي آي إيه خاصة جون برينان.
وقلد مايك بومبيو في أثناء زيارته للرياض عام 2017 بن نايف “ميدالية جورج تينت”، التي تحمل اسم المدير السابق لسي آي إيه، وهي قلادة أعدت خصيصا لكي تمنح إلى الأمير السعودي.
وجاء في الدعوى أن الجبري لديه أسرار كثيرة مما يدفع محمد بن سلمان إلى ملاحقته وقتله. “هذا المزيج من المعرفة العميقة والثقة الدائمة من مسؤولي المخابرات الأمريكية هو السبب الذي يجعل المتهم محمد بن سلمان يحرص على موته أكثر من أي شخص آخر”.