صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
إحتراف نُكران الجميل ، ليس بجديد ، في هذا الزمان الصدء ، الذي سُمح فيه للأفاقين الانتهازيين العملاء ، الذين يحترفون الخيانة لاوطانهم بتصدر المشهد ، وتحمل مسؤوليات جِسام هم ليسوا اهلاً لها . وعليه لن يصعب عليهم نكران أفضال ومواقف الغير .
العتب ليس عليه ، ولا على سلطته العميلة ، التي تُسلِّم المناضلين الشرفاء الى العدو الغاصب لأرضهم . العتب على الشرفاء من المواطنين الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني الذين لم يُسقِطوهم . اذا كانت هذه السلطة العميلة قد قادت عملية تصفية واستشهاد المناضل البطل الشهيد / عمر ابو ليلي ، وشهدت بذلك امرأة فلسطينية مُسنة حيث قالت نصاً (( هان يمه فجروا البيت هذا وقتلوا عمر ، ومعهم ثلاثة يمه من الشرطة الفلسطينية .. الله يگسِر السُلطه يمه )) .
تزاملت مع / عزام الأحمق ، عفواً الأحمد ، في جامعة بغداد ، في النصف الاول من سبعينات القرن الماضي ، ولقرب مقري الاتحاد العام لطلبة الاردن ، والاتحاد العام لطلبة فلسطين ، ومع انه كان عضواً في الاتحاد العام لطلبة فلسطين ، الا ان اغلب تواجده كان في الاتحاد العام لطلبة الاردن . وكنت لا احترمه مطلقاً ، ولم أُلقي عليه السلام . ومنذ عام ١٩٧٥ ، لم التقيه مطلقاً الا قبل بضعة اعوام ، في جلسة حوارية ، في الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة ، هو والمرحوم الدكتور / صائب عريقات ، حيث كشفت زيف مواقف السلطة التي ينتمي اليها ، وبعد انتهاء الجلسة ، أتى لي مُتلطفاً ، باننا زملاء ، واسمعته ما يجب ان يسمعه ، وركزت اهتمامي على المرحوم الدكتور / صائب عريقات ، الذي سألني : ألا تعرف باننا اقارب ، وقال انه ينحدر من قبيلة الشرف والعز والرجولة قبيلة الحويطات ، قلت له انني اعلم ذلك جيداً يا دكتور .
اجد انه من الضرورة التوضيح بان الاردن والاردنيين لا يدعمون القضية الفلسطينية طمعاً في مكسبٍ ما ، او شُكرٍ من جهة ما ، نحن دعمنا ، وندعم ، وسندعم قضيتنا المركزية لاسباب عديدة منها : اننا عروبيون ، قوميون ، نناصر كل القضايا العربية بالمطلق ، لدرجة انه لم ، ولن يغيب عن بال اي اردني حرّ : {{ لواء الاسكندرون السوري المُغتصب من المستعمر العثماني ، ولا عربستان المغتصبة من الفرس المجوس ، ولا سبته ومليلة المغربية المسلوبة من الاسبان ، ولا الجزر الاماراتية الثلاثه ( طُنب الصغرى ، وطنب الكبرى ، وابو موسى ) ، المحتلة من الفرس المجوس }} .
كيف له ان يُنكر مواقف الاردن والاردنيين !؟ كيف استطاع ان ينسى معاناتنا ، والضغوط التي فرضها علينا الرئيس الأهوج ، صاحب صفقة القرن !؟ كيف طاوعه قلبه ان يتجاهل الضيق الذي عانى من الاردن لاربع سنوات عِجاف !؟ كيف استطاع ان يتغاضى عن ما واجهه الاردن من تهديد خطير يطال وجوده !؟ لكن كيف نأمل ممن خان قضيته وباعها الوفاء ، وهل يُرتجى وفاء من خائن !؟
من يخون قضيته الأعدل في تاريخ البشرية ، يخطء من يتوسم فيه خيراً او وفاءاً . فالخطأ خطأ الدولة الاردنية ، وبعض الاردنيين الذين يكرمونه ، وهل من الصِحة اكرام الوضيع !؟ هناك مثل شعبي أردني يقول : (( گُثر التهلي .. بيجيب الضيف المْشِمْ )) ، شِموا يا أجهزتنا المختصة ، التي تُكرم المشِم واللئيم . إذا سُمح له بعد اليوم ان تطأ رجله الملوثة تراب الاردن الطهور ، نكون نحن أحمق منه . واختم بثلاثة ابيات متفرقة ، كل واحدٍ له مدلوله :-
البيت الأول :-
لا تبكِ يوماً على من باعك / إتركه يبكي دهراً على ضياعك .
والبيت الثاني :-
إحفظ مشيبك من عيبٍ يدنسهُ / إن البياض قليل الحِملِ للدنسِ
والبيت الثالث :-
احفظ لسانك من لغطٍ ومن غلطٍ / كل البلاء بهذا العضو مرصود .