صراحة نيوز – شارك جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، في أعمال قمة الشراكة من أجل النمو الأخضر والأهداف العالمية 2030 (P4G) الافتراضية، التي تنظمها كوريا الجنوبية.
وتهدف القمة، التي تعقد على مدى يومين بمشاركة أكثر من 60 من قادة الدول ورؤساء الحكومات وممثلي المنظمات الدولية، إلى تعزيز التحول نحو الاستثمار الأخضر وتحفيز إنشاء شراكات تدفع باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتعلق بالمناخ.
وأشار جلالة الملك، في كلمة له في القمة، إلى تأثير التغير المناخي على الأردن، والذي انعكس على شح المياه وتسبب بتغيير خصائص النظام البيئي، مؤكدا أن المخاطر الناجمة عن التغير المناخي في بلد واحد ينعكس على الجميع.
وشدد جلالته على أنّها “مسؤوليتنا المشتركة أن نعمل لتبقى الأرض وطنا مستداما ونابضا بالحياة للجميع”.
وتاليا نص كلمة جلالته:
“بسم الله الرحمن الرحيم
أصدقائي،
أشكركم على فرصة التحدث في هذه القمة المهمة، والتي تعقد في توقيت ملح للغاية، لبلورة موقف فاعل تتحرك من خلاله الحكومات ومؤسسات الأعمال والمجتمع المدني حول العالم، لحماية كوكبنا ومستقبلنا المشترك.
بالنسبة لنا في الأردن، إن تأثير التغير المناخي أصبح حقيقة مؤلمة، فقد تسبب بتغيير شكل أجزاء من البيئة الطبيعية وخصائص النظام البيئي بصورة جذرية، إذ ينحسر مستوى مياه البحر الميت بمعدل متر واحد سنويا، ولدينا أحد أدنى معدلات حصة الفرد من المياه في العالم، كما أن جفاف أحواض المياه الجوفية وانخفاض معدلات هطول الأمطار ظاهرتان مقلقتان، بينما نستمر بمشاركة مواردنا المائية الشحيحة مع ملايين اللاجئين.
ولأننا ندرك تماما ضخامة تأثير التغير المناخي وأبعاده الوجودية، أطلقنا مؤخرا في الأردن الخطة التنفيذية الوطنية للنمو الأخضر، والتي تركز على التعافي الأخضر من جائحة كورونا، وتتضمن إجراءات لرفع كفاءة الطاقة، وتعزيز منعتنا وقدرتنا على التكيف في قطاعي المياه والزراعة، إضافة إلى تعميم مفاهيم وممارسات التعامل مع التغير المناخي ضمن خطط التنمية المحلية.
لقد حقق الأردن إنجازات في تبني أطر شراكات بين القطاعين العام والخاص في التعامل مع التغير المناخي. كما أننا من الدول التي وقعت اتفاقيات بيئية دولية محورية، بما فيها اتفاقية باريس للمناخ، وبروتوكول مونتريال، واتفاقيات قمة ريو.
لكن هذه الاتفاقيات لا تعني شيئاً دون تحقيق تطور ملموس في تنفيذها، باتجاه تعزيز المسؤولية البيئية نحو الأجيال القادمة، وتقديم الدعم الدولي للبلدان التي تقع على خط التماس المباشر مع تأثيرات التغير المناخي.
كما أن مقياس نجاح الاستثمارات يجب ألا يقتصر على المكاسب المالية فحسب بعد الآن، بل يجب أخذ الأثر البيئي والاستدامة بعين الاعتبار أيضا.
أصدقائي،
إن تهديد التغير المناخي ليس مشكلة تواجه دولة أو منطقة بعينها دون غيرها. فجفاف في كاليفورنيا، أو فيضان في كينيا، أو حرائق غابات في أستراليا، سيكون لجميعها تداعيات تؤثر على كوكبنا بأكمله، لتهدد وجودنا جميعا.
قال تعالى: “وَٱلْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ”. (سورة الرحمن، 10)
إنّها مسؤوليتنا المشتركة أن نعمل لتبقى الأرض وطنا مستداما ونابضا بالحياة للجميع”.
يشار إلى أن القمة تهدف إلى تعزيز الشراكات العالمية بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، للعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ.