صراحة نيوز – بقلم احمد البدادوة
هذا التحليل لعله قراءة اثناء وبعد زيارة جلالة الملك الى العراق في القمة الثلاثية ببغداد في متابعة منا لمجريات الاحداث خاصة على الاردن وكينونته .
فالمتتبع لهذه الاحداث قديما وحاليا يدرك ان صفقة القرن التي تخص المنطقة العربية ، مشروع نيوم ، حلف ميسا ، اتفاق ابراهام ، التطبيع الرسمي للدول العربية ، منتدى الغاز الشرق اوسطي ، الصراع التركي اليوناني بشان قبرص التركية ، الصراع الامريكي الروسي من اجل خطوط الغاز والصراع الامريكي الصبني من اجل مشروع خط الحرير ، كل هذه المشاريع تعتبر تمهيدا لاغلاق البحر المتوسط امام الاساطيل الروسية وعرقلة مشروع الصين في العالم مما يؤدي الى عرقلة تعدد الاقطاب وتحقيق مشروع العولمة الكونية الكبرى .
انا لا ادعي السياسة باثر رجعي ، لكن ما تسعى اليه امريكا من خلال هذه المشاريع تثبت بانها اخطر من سايكس بيكو ، جاءت هذه المشاريع لتفكيك الجغرافيا والديمغرافيا السياسية والغاية هي دولة اسرائيل الكبرى وصناعة قطب بالمنطقة تكون هي قاطرته .
اليوم فالخطر يقترب الينا كدولة اردنية بل اصبح على الباب وابواب دول المنطقة ، امريكا اليوم تحرك جهدها وبيدقها لانشاء حلف بغداد جديد لعرقلة روسيا كما عرقلتها سابقا في حلف بغداد عام 1955 ضد الاتحاد السوفييتي والذي ضم افغانستان ايران العراق تركيا باكستان ، لكن هذه المرة حلف بتسمية جديدة ” مشروع الشام الجديد ” ، الذي اعتبرته سوريا كسرا للانتصار الروسي في المنطقة اذا ما تحقق هذا الحلف الجديد في بغداد .
القضية اخطر مما نتوقع اذا ما نجحت امريكا باقامة حلف بغداد القديم بتسميته الجديدة ” مشروع الشام الجديد ” وهذا ما يجب ان اوصله لنظامنا السياسي الاردني ويتلخص هذا الخطر بان روسيا في صراع المحاور هي راس الحربة لانها تخوض الصراع مع تيار العولمة من عدة جوانب ليس فقط الجانب الاقتصادي والاستراتيجي ، وعلاقتنا كاردن مع روسيا ليست تبعية بقدر ما هي علاقة تعاون ، فاذا ما فشلت امريكا بعزل روسيا عن المحيط الاوروبي لمنعها من الاستحواذ على خطوط الغاز فهذا قد يقود لغشل امريكي بعزل الصين ومشاريعها ايضا وبالتالي فشلها بالسيطرة على هذا الخط ، لانه في العلاقات الدولية الامريكة من يسيطر على هذا الخط يسيطر على العالم ، وعندما يمكن اعتبار مشروع الصين ” طريق الحرير ” سبب فيما يحدث في العالم اليوم وليس من السهل اسقاطه فهذا قد يزيد في موقف روسيا لتدعم بشكل اكبر عدو العرب في الشرق الاوسط ايران والتي من خلال تنفيذها لمشروع الشرق الاوسط في تركيا قد تعمل وهذا وارد من ادخال دول عربية في حساباتها للتصفية من بينها الاردن ، ونضيف ايضا روسيا لن تقف مكتوفة الايدي من الاردن ومصر فبعد محاولة روسيا استمالة مصر اليها ومشاركة مصر بمناورات امريكية في البحر المتوسط باعتبار السيسي اهم اداة لامريكا في عرقلة روسيا ، فقد اعتبرت روسيا مشاركة مصر في مناورات نسيم البحر مع امريكا موجهة ضدها بالدرجة الاولى حيث سارعت روسيا بالرد الاستراتيجي عليها في مؤتمر برلين وايضا باعلانها رفع التعاون مع الحزائر التي تعتمد عليها مصر استراتيجيا ثم استقبال روسيا لوزير خارجية اثبوبيا لدعمها في قضية سد النهضة ، وما ينطبق على مصر ربما ينطبق على الاردن من خلال رد روسي استراتيجيا ضده .
قلنا روسيا لن تقف مكتوفة الايدي ولديها ردود استراتيجية وغيرها كتحريك الملف المالي بمساعدة دول اقليمية واوروبية وما لا يعلمه كثيرون وربما غاب عن كثير من الانظمة السياسية ان التنافس بين العمالقة هو على من سيكون الخادم الكبير للنظام العالمي الجديد وليس كما نعتقد بان روسيا في مواجهتهم ، فروسيا قومية النظام العالمي تريد الدولة الكونية وهي بحاجة الى موافقتهم كي تخدمهم وسبوافقون ؟ فهل حينها ستقف امريكا معنا كحليف ضد اي رد روسي استراتيجيا ضد الاردن او العراق كما فعلت مع مصر ، خصوصا كما قلنا بان صراع العمالقة هو لخدمة النظام العالمي الجديد وهم متفقون واقعيا وليس كما يظهر ، وبعد توافق العمالقة باطنا هل يحق لنا ابداء مخاوف من حلف بغداد القادم بتسمبته الجديدة ” مشروع الشام الجديد ” .؟