صراحة نيوز – عقد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في العاصمة الفنلندية هلسنكي اليوم الثلاثاء محادثات مع وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو تناولت تعزيز التعاون في مجالات عديدة منها التكنولوجية والبيئة والزراعة والسياحة ومواجهة تبعات جائحة كورونا، تعزيزاً لعلاقات الصداقة القوية بين البلدين.
كما بحث الوزيران سبل تعزيز التعاون والتنسيق في اطار الشراكة الأردنية- الأوروبية التي تشهد تطورا مستمرا في مختلف المجالات.
وفي الجانب الاقليمي من المحادثات ركز الصفدي وهافيستو على جهود ايجاد آفاق سياسية حقيقية لتحقيق السلام العادل والدائم وضمان توفير الدعم اللازم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الاونروا) التي تعاني من عجز مالي حاد تبذل المملكة جهودا مكثفة مع الشركاء الدوليين والاقليميين لسده.
كما تناولت محادثات الصفدي الذي وصل هلسنكي في المحطة الثانية لجولة بدأت في النرويج أمس وتنتهي في السويد غداً، المستجدات في المنطقة، بما فيها جهود التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية ودعم اللاجئين والدول المضيفة وإسناد العراق ومحاربة الارهاب. وفي مؤتمر صحفي مع وزير خارجية فنلندا قال الصفدي، إن المحادثات بحثت تعزيز التعاون الثنائي والعلاقات الراسخة بين البلدين، سيما في المجالات السياحية والاستثمارية والتكنولوجية، والتكنولوجيا الزراعية وغيرها من المجالات. وأشار الصفدي إلى أنه بحث ونظيره الفنلندي القضايا الإقليمية وجهود حل ازمات المنطقة، مضيفا “نحن مستمرون في السعي لحشد الجهود الدولية لإعادة الزخم لعملية السلام وإيجاد أفق سياسي لحل الصراع على أساس حل الدولتين”.
وحول مسألة اللاجئين، أشار الصفدي الى أن انخفاض حجم الدعم للاجئين أمر مقلق، مشيداً بالدور المهم الذي تضطلع به فنلندا ومساهمتها في الجهود الدولية لتقديم الدعم الانساني للاجئين وإبقاء قضيتهم على الأجندة الدولية، معربا عن أمله في استمرار العمل مع فنلندا لضمان استمرار دعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة، بما فيها الأردن.
كما ثمن الصفدي الدعم الذي تقدمه فنلندا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مبيناً أن فنلندا من بين الدول العشرين الأكثر دعماً للوكالة. وأشار إلى أن موضوع دعم الوكالة في مقدمة أجندة جولته الحالية التي تشمل النرويج وفنلندا والسويد، لضمان تأمين التمويل اللازم لاستمرار الوكالة في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين. وعبر الصفدي عن تطلعه للقاء نظيرته السويدية يوم غد الأربعاء للمضي قدماً في الجهود المستهدفة حشد الدعم الدولي للوكالة.
وأضاف، ان الأردن وفنلندا يتشاركان في العديد من القيم، معرباً عن تطلعه للاستمرار بالعمل مع فنلندا للبناء على العلاقات القوية التي تجمع البلدين وزيادة التعاون لمواجهة أزمات المنطقة وفي مقدمها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية ودعم العراق ولبنان، ومحاربة الإرهاب الذي يشكل تهديدا للجميع، مؤكدا أن فنلندا شريك قوي للأردن. بدوره رحب وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو بالصفدي مؤكداً عمق العلاقات التي تجمع البلدين، مشيرا الى تقارب وجهات النظر حيال العديد من القضايا ومنها التغير المناخي وحقوق الانسان. وأكد هافيستو أن دور المملكة مركزي في جهود إرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وتطرق هافيستو إلى جائحة كورونا وأثرها على اقتصادات العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط ومنها الأردن، وقال: “شكل لقاء اليوم فرصة للتحدث حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا على الأردن، مؤكدا استعداد بلاده لمساعدة الأردن في مواجهة تداعيات الجائحة”.
كما أشاد بمستويات التعاون بين الأردن وفنلندا خاصة في مجالي الابتكار والتكنولوجيا.
وثمن هافيستو دور الأردن القيادي والرئيس في استضافة اللاجئين، مؤكدا استمرار بلاده تقديم الدعم للأونروا وللمنظمات المختصة بدعم اللاجئين وحقوقهم الانسانية.
كما عبر عن قلقه من بعض التطورات في المنطقة خاصة في لبنان وأثرها على الدول المجاورة واستقرار المنطقة. وفي رده على سؤال أشار الصفدي الى الجهود التي قامت بها المملكة بالتنسيق والتعاون مع شركائها في الولايات المتحدة واوروبا والمنطقة لتحقيق التهدئة خلال التصعيد الاخير الذي شهدته الاراضي الفلسطينية المحتلة ووقف الانتهاكات الاسرائيلية في القدس والمسجد الاقصى المبارك / الحرم الشريف، والعدوان على غزة والحؤول دون تهجير أهالي الشيخ جراح من منازلهم، والذي كان سيشكل لو تم جريمة حرب وفق القانون الدولي. كما أكد الصفدي أن الأردن سيواصل جهوده التي لا تنقطع للحفاظ على التهدئة والتقدم نحو تحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفقاً للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية. وقال، إن الأردن يتحدث مع الجميع بمن فيهم الحكومة الإسرائيلية من أجل إيجاد الافق السياسي المطلوب للتقدم نحو السلام العادل والحؤول دون تكرار التصعيد الأخير وأسبابه، ووقف كل الاجراءات التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل، مشددا على أنه لا يمكن استمرار الحال كما هو عليه.
وفي رده على سؤال حول قضية الفتنة قال الصفدي، إن استقرار الأردن راسخ والفتنة وئدت في مهدها قبل أن تشكل أي تهديد لأمن المملكة، مشيرا الى أنه تم التعامل مع القضية وفق النهج الاردني المتميز بالهدوء والحكمة. وأضاف الصفدي، إن الأردن يركز الآن على كل ما هو اساسي وضروري لمستقبله ومصالحه وهو الاصلاح السياسي الذي شكل جلالة الملك لجنة ملكية للمضي قدما به، وكذلك الاصلاح الاقتصادي الذي يعالج التحديات الاقتصادية ويضمن اداء افضل للاقتصاد الاردني ويحارب الفقر ويوحّد فرص العمل.