صراحة نيوز – دعا المشاركون في المؤتمر الدولي لإشكالية اللاجئين في الأردن الدول المانحة إلى الالتزام بتعهداتها، وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة إن “الأردن يستضيف أربعة ملايين لاجئ”، بينما قال السفير الألماني في الأردن بيرنهارد كامبمان إن “مشكلة اللاجئين تعتبر تحديًا مشتركًا لألمانيا والأردن، تحتاج فيه الدولتان للعمل على جعل حياة اللاجئين فيهما أفضل وأن هذا الأمر لا يتأتى إلا من خلال تعاون المجتمع الدولي”.
أكد المشاركون في أعمال المؤتمر من دبلوماسيين ومنظمات المجتمع المدني الوطنية والدولية أهمية دعم الأردن مع ضرورة معالجة الأسباب الحقيقية للجوء والنزوح، المتمثلة بالاحتلال، والتطرف، والتعصب.
انطلقت فعاليات “المؤتمر الدولي الأول إشكاليات اللجوء في الأردن تحديات الماضي والحاضر والمستقبل” في جامعة البترا، بتنظيم من مركز العالم العربي للتنمية الديمقراطية وحقوق الانسان ومؤسسة هانس زايدل الألمانية بالتعاون مع جامعة البترا.
قال الممثل الإقليمي لمؤسسة هانز زايدل الألمانية كريستوف دوفارتس “لا يزال الأردن من بين الدول المضيفة الأكثر أهمية في العالم، وهي مهمة ضخمة قام بها الأردن وشعبه بإظهار ضيافة عالية المستوى لمن هم أقل حظًا، وأثبت في الوقت نفسه أنه شريك موثوق للغاية وصديق للمجتمع الدولي”، مضيفًا ” أصبحت الهجرة على نحو متزايد العامل المحدد للعديد من النقاشات السياسية، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد -19 العالمي”.
قال رئيس مجلس إدارة مركز العالم العربي للتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان الدكتور سمير الجراح إن الأردن كان “خير مستضيف رغم شح الإمكانات والموارد وتخلف عدد من الجهات المانحة عن الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في عدة مناسبات منها مؤتمر لندن المشهور”، مضيفًا أن المركز “بصدد توقيع اتفاقية مع مكتب إقليمي يعنى بشؤون اللاجئين لتدريبهم على التمكين السياسية والاجتماعي والاقتصادي”.
قال رئيس جامعة البترا الدكتور مروان المولا ” يأتي المؤتمر ضمن احتفالات الأردن بالمئوية الأولى للدولة، التي بذل خلالها المخلصون من أبناء هذا الوطن الكثير من الجهد، والمعاناة، والصبر، ومواجهة العديد من التحديات، وكان اللجوء الإنساني واحداً من أهمها، ومثّل إشكالية لا تزال تحظى باهتمام رجال الفكر والسياسة”.
اعتبر أمين عام منتدى الفكر العربي الدكتور محمود أبو حمور أن مشكلة اللجوء والمتغيرات السياسية والاقتصادية والإنسانية في محيط الأردن منعت الأردن من وضع استراتيجيات اقتصادية ثابتة، قائلا إن “أعباء اللجوء السوري المباشرة على الأردن تتراوح بين مليار ونص إلى ملياري دولار سنويًا، بينما تتراوح التكلفة غير المباشرة بين ثلاث مليارات وثلاثة ونصف مليار دولار”.
قال المعايطة إن “الأردن ما زال يقدم مختلف الخدمات للاجئين السوريين كالرعاية الصحية الشاملة والعلاج في المستشفيات الحكومية، والمساعدات النقدية”، مشيرًا إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت أن الأردن يحتضن ثاني أكبر نسبة في العالم من اللاجئين مقارنة مع عدد المواطنين”.
قال السفير الألماني كامبمان إننا “نرى أن هناك تحديا في تلبية الاحتياجات الإنسانية، لكن هذا لا يعني تخفيف مسؤولية الجهات التي تسببت بأزمة اللجوء أساسًا”، مشيرًا إلى أن” ألمانيا دعمت الأردن بقضية اللاجئين عبر الشركاء الممثلين في وكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي وعدد من المنظمات غير الحكومية وعدد من المشاريع”.
أكد السفير الاماراتي في الأردن أحمد البلوشي على مساندة الأردن مشيرًا إلى أن بلاده أنشأت مخيم مراجيب الفهود قرب مدينة الزرقاء لاستضافة عشرة ألاف لاجئ سوري إلى جانب بناء المستشفى الاماراتي الأردني لخدمة اللاجئين السورين، بالإضافة على مساهمة الهلال الأحمر الاماراتي وأنشطة مؤسسات المجتمع المدني.
أشارت نائب رئيس قسم التطوير في السفارة البريطانية بيبا بيرد إلى وجود فجوة بين الالتزامات الدولية والتمويل المقدم لدعم اللاجئين، قائلة “تعد بريطانيا ثالث أكبر مانح دولي، وللأردن دور كبير في استضافة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين ونشكر الأردن لتعاونه في تامين وصول المساعدات لتوفير التعليم للاجئين”.