صراحة نيوز – وقع رئيس الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة تنفيذ مبادرات جلالة الملك يوسف العيسوي، ووزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة، ومدير عام مؤسسة “الحق” الزراعية، اليوم السبت، اتفاقية لتنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع “جذور” لزراعة 3 آلاف دونم من الأشجار الحرجية والمثمرة في منطقة السنينة بلواء القصر في محافظة الكرك.
كما افتتح العيسوي، بحضور نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، ووزير العمل نايف استيتية، مجموعة من مشاريع المبادرات الملكية التي جرى تنفيذها في محافظة الكرك.
ويأتي توقيع اتفاقية مشروع “جذور”، استجابة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني المستمرة في زيادة مساحة الرقعة الخضراء والمحافظة على الغابات عبر التركيز على مشاريع التحريج، حيث جرى من خلال مبادرات ملكية تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية لمشروع “جذور” الذي يُعد أكبر مشروع للتحريج على المستوى الوطني منذ مطلع السبعينيات.
وبموجب المشروع الذي يُعد أحد مشاريع المبادرات الملكية التي نفذت في محافظة الكرك (لواء القصر/ السنينة)، جرى زراعة ما يقارب 327 ألف شجرة حرجية ومثمرة في المرحلة الأولى، في حين نفذت المرحلة الثانية من خلال مؤسسة “الحق” بداية، بزراعة ما يقارب 367 ألف شجرة حرجية ومثمرة ، حيث بلغت المساحة الكلية للمرحلة الأولى والثانية 5ر19 ألف دونم.
وعلى هامش توقيع الاتفاقية، جرى عرض فيلم وثائقي عن مشروع “جذور”، أكد أهمية المشروع كمتنزه بيئي ومحمية طبيعية، توفر بيئة مناسبة للحفاظ على بعض الحيوانات والطيور البرية من الانقراض، وحماية العديد من الأعشاب البرية والنباتات الصيفية من الرعي الجائر، فضلاً عن زيادة الوعي البيئي بأهمية المحافظة على الغابات والأشجار، والتركيز على انتفاع المجتمعات المحلية من الغابات والاستخدام المستدام لها، مع الأخذ بعين الاعتبار إضفاء بُعد بيئي وجمالي في محافظة الكرك.
وقال العيسوي في كلمة له، إن جلالة الملك يضع في مقدمة أولوياته تحقيق التنمية المستدامة بما يلبّي تطلّعات وطموحات الإنسان الأردني الذي هو محور عملية التنمية وهدفها وغايتها، وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة على جميع مناطق المملكة لتحقيق التوازن التنموي في المناطق المستهدفة، مبيناً أن المبادرات الملكية قد جاءت ترجمة حقيقية لرؤى جلالته الحكيمة في تمكين المواطن وتوفير سبل العيش الكريم له، وتعزيز دوره واستثمار طاقاته في خدمة المجتمعات المحلية.
وأضاف، أنه قد جرى على مدى السنوات الماضية تنفيذ مبادرات ملكية في مختلف القطاعات وجميع المحافظات، ومنها محافظة الكرك، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية، إذ تسعى المبادرات الملكية التي هي مكملة للجهود والمشاريع والبرامج الحكومية وليست بديلا عنها، إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والنهوض بواقع المجتمعات المحلية المستهدفة، وتنفيذ البرامج والمشاريع، ومن ضمنها المشاريع الزراعية والسياحية والإنتاجية الموفرة لفرص العمل.
ولفت العيسوي إلى سعي المبادرات الملكية في تنفيذ برامج تنموية وزراعية لزيادة الغطاء النباتي في المملكة، بالتعاون والشراكة مع الجهات الحكومية المعنية، والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، ومواطنين في المجتمعات المحلية المستهدفة، حيث تركّز توجيهات جلالة الملك على النهوض بواقع القطاع الزراعي وزيادة انتاجيته، وتطوير المناطق التي يمكن الاستفادة منها في إقامة مشاريع زراعية وحماية البيئة.
وقال إن التوجيهات الملكية تستشرف أهمية هذا القطاع باعتباره أولوية وطنية، ومن الركائز الأساسية للتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، إلى جانب دوره الحيوي والمهم في توفير الأمن الغذائي وضمان ديمومته.
وأشار إلى تأكيد جلالة الملك بضرورة الاهتمام بتطوير القطاع الزراعي، وتحسين مستوى معيشة المزارعين، كما يوجّه جلالته بتنفيذ مشاريع زراعية نموذجية ذات قيمة مُضافة عالية، تأخذ بالاعتبار مميزات كل منطقة، وبما يسهم في توفير فرص العمل ودعم وتمكين الأسر في المجتمعات المحلية، لإقامة مشاريع تحقّق لهم دخلاً مناسباً لهم.
وبيّن العيسوي أن توقيع هذه الاتفاقية، يؤكد التعاون والشراكة الفاعلة بين المؤسسات ذات العلاقة، وإدارة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية في الديوان الملكي الهاشمي، وكذلك أهمية مشروع “جذور” باعتباره مشروعاً حيوياً أطلقه جلالة الملك، بهدف تخضير منطقة السنينة، وتحويل الأراضي الجرداء إلى أراض خضراء منتجة، وتوفير فرص العمل للأهالي وأبناء المنطقة، ومحطة لزيادة الوعي البيئي بأهمية المحافظة على الغابات والأشجار.
وقال الردايدة، بدوره، إن وزارة البيئة تسعى إلى حماية النظم البيئية وتعزيز التنمية المستدامة في دمج المفاهيم الدولية ضمن السياسات والاستراتيجيات الوطنية المتعلقة بالقطاع البيئي، من أجل تحقيق أقصى قدر من التوازن بين طموحاتنا في إحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي؛ وصولاً إلى نهضة زراعية حديثة وناجحة، والاعتبارات البيئية والمحافظة على الموارد.
وأضاف أنه تماشياً مع الرؤى الملكية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة ومكافحة التصحر، والحد من تدهور الأراضي والتكيّف مع التغيرات المناخية، فقد سعت وزارة البيئة ومن خلال صندوق “حماية البيئة”، وبالشراكة والتنسيق مع إدارة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية في الديوان الملكي الهاشمي من جهة، ومؤسسة “الحق” الزراعية التي تتولى عملية التنفيذ من جهة ثانية، إلى تعزيز الاستدامة لمشروع “جذور”.
ولفت الردايدة إلى أن هذا المشروع بكامل مكوناته من زراعة واستدامة الأشجار المثمرة والأشجار الحرجية، يسهم في تحقيق التكامل الغذائي وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمعات المحلية، ليكون أنموذجاً للتنمية المجتمعية المستدامة.
يُشار إلى أن جلالة الملك يؤكد دوماً على أن قطاع الزراعة هو من أهم الأولويات الوطنية، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما يُولي جلالته أهمية لموضوع تدريب المزارعين ومساعدتهم على تحسين مستويات إنتاجهم وتحسين ظروفهم المعيشية، وضرورة استفادة صغار المزارعين من الخبرات التي تسهم في تعزيز قدراتهم، وضمان مشاركتهم في إنجاح عملية التنمية واستدامتها.
كما يحرص جلالته على تحريك النشاط الزراعي في المناطق الأقل حظاً، وتحويلها إلى بؤر تنموية خصوصاً في ظل توفر مساحات زراعية يمكن استثمارها للمساعدة في تحسين ظروف الأهالي المعيشية ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة، من خلال تشجيع المزارعين وتدريبهم وإرشادهم على زراعة المنتجات التي يمكن تسويقها في الأسواق الخارجية.
ويسعى المشروع، الذي يشتمل على مبنى متكامل للخدمات، إلى توظيف أبناء المناطق القريبة من قرى الرشايدة والسماكية وحمود للحد من ظاهرة البطالة، حيث يجري تشغيل 50 عاملاً من أبناء المنطقة كل أسبوع، ويزداد عددهم بحسب مواسم العمل وقطاف المحاصيل، كما يوجد كادر ثابت في المشروع يضم 25 عاملا وموظفا إداريا وحراسا، معظمهم من المتقاعدين العسكريين، ومشمولين بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.
وعلى صعيد متّصل، افتتح العيسوي بحضور كريشان واستيتية، حديقة عامة في منطقة مؤاب الجديدة، والتي تضم وحدات لألعاب الأطفال وملعباً خماسياً ومرافق أخرى، كما جرى تزويد غابة اليوبيل في منطقة قصبة الكرك، بوحدات ألعاب رملية ومطاطية، ذات مواصفات فنية عالية لخدمة الأهالي والأطفال، حيث جاء تنفيذ هذه الحدائق في سياق المبادرات الملكية، وبالتعاون مع مركز “زها” الثقافي.
وشهدت محافظات المملكة، وبتوجيهات ملكية، إنشاء عشرات الحدائق النموذجية وإعادة تأهيل الكثير من القرى الحضرية والحدائق التي تشكل متنفساً للأهالي، والتي تشتمل على مراكز لتدريب أفراد المجتمعات المحلية، إضافة إلى افتتاح فروع للمؤسسات التي تعنى بالأطفال، لتمكينها من احتضان أصحاب المواهب وتنمية التفكير الإيجابي لديهم، وتنمية قدراتهم الإبداعية.
كما افتتح العيسوي قاعات متعددة الأغراض في منطقتي الروضة والمنصورة التابعة لبلدية شيحان، وأخرى في منطقة محي تتبع لجمعية “صقور البادية” في لواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك، حيث جاء تنفيذ هذه القاعات التي جرى تأثيثها وتزويدها بمختلف الأجهزة الكهربائية اللازمة، ضمن إطار المبادرات الملكية، لخدمة الأهالي في المجتمعات المستهدفة في مختلف مناسباتهم الاجتماعية، وإقامة الأنشطة والفعاليات الثقافية الهادفة إلى تأهيل وتدريب الشباب، إلى جانب تمكين المؤسسات المجتمعية والتطوعية وتعزيز دورها في خدمة المجتمعات المحلية.
وجرى خلال توقيع الاتفاقية وافتتاح المشاريع، التي حضرها محافظ الكرك، ومدير عام مراكز “زها” الثقافية، الالتزام الكامل بقواعد السلامة العامة نظرًا للظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة بسبب جائحة كورونا.
(بترا)