صراحة نيوز ‐ بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
دولتنا الأردنية العميقة ، لم تعودي بوطني الحبيب رفيقة . من يسيّر شؤونكِ !؟ من يُديركِ !؟ من يتخذ قراراتكِ !؟ من يوعز لكِ !؟ من يراقب اداؤكِ !؟ من يحكمنا !؟ من يُدمرنا !؟
من أنتِ !؟ هل أنتِ منا !؟ هل نحن منكِ!؟ هل جينكِ جيننا !؟ هل مصيركِ مصيرنا !؟ هل ما يثيركِ يثيرنا !؟ هل ما يُخيفكِ يُخيفنا !؟ هل ما يغضبكِ يغضبنا !؟ هل يُكاد بنا وبكِ ، أم أنتِ تكيدين بنا !؟ هل تراعي وتتابعي مصير الوطن !؟ هل تراعي شعور المواطن !؟ هل هدفنا واحد !؟ هل مصيرنا واحد !؟ هل عدونا واحد !؟ هل مستقبلنا واحد !؟ اذا مات الوطن واندحر هل تموتين معه !؟ ام ان حياتكِ في موت الوطن !؟ هل أنتِ طحلب !؟ هل تقتاتين على الوطن !؟ هل لديكِ دمّ !؟ هل لديكِ إحساس !؟ هل لديكِ مشاعر !؟ هل لديكِ انتماء للوطن !؟ هل انتِ ( إبتگرفي ) !؟ يعني هل انتِ ( بتشمي ) !؟
هل انتِ من الجن !؟ هل انتِ من الشياطين !؟هل انتِ من الإنس !؟ هل انتِ جان !؟ اين انتِ الآن !؟ وفي اي مكان تختبئن !؟ وممن تخافين !؟ ما هي غاياتكِ !؟ ما هي اهدافكِ !؟ ما هي طلباتكِ !؟ الى ماذا تسعين !؟ ومخططاتكِ من يرسمها !؟ ومن يقتنع بها !؟ ومن يؤيدها !؟ ومن ينفذها !؟ الا تتوجعين من آلام الوطن !؟ هل يحزنكِ ما يحزنه !؟ ويفرحكِ ما يفرحه !؟
هل دم الشهداء يؤرقكِ !؟ هل تتذكرين وتتألمين لصمود الشهيد العظيم / معاذ الكساسبة !؟ وماذا تقولين عن شهادة البطل/ راشد الزيود !؟ وكيف تنظرين الى بطولة الشهيد المقدام / سائد المعاطه !؟
هل تألمتي لفقدهم !؟ هل قدّرتي تضحيتهم !؟ هل شعرتي بفقد أهلهم لهم !؟ هل تحبين الوطن كما أحبوا !؟ هل تنتمين للوطن بقدر انتمائهم وتضحيتهم العظيمة !؟ ماذا يعني لكِ الوطن !؟ هل تعرفين شيحان !؟ والسلط ومعان !؟ وإربد وعجلون !؟ وجرش وعمان !؟ والمفرق ومادبا !؟ والعقبة والطفيلة والزرقاء !؟ هل تخافين على ، وتنتمين الى جيشنا العربي واجهزتنا الأمنية عقال رأس الوطن !؟ هل تشعرين مع الوطن في المِحن !؟ هل تسيل منكِ دمعة على شهيد ، حتى لو انه بعيد نسباً ، لكن يحضنكما ويجمعكما حب الوطن !؟ هل تتأسين وتتألمين لمجرد فقد مواطن بانقلاب سيارة !؟ هل شعرتِ بالاختناق عند فقد ابناء السلط بسبب نقص الاكسجين !؟ هل تتألمين لمجرد رؤية شرطي يحرس الوطن وهو يقف صابراً تحت المطر !؟ هل تتصببين عرقاً عندما ترين عسكرياً يتصبب عرقاً في القيظ تحت لهيب الشمس الحارقة !؟
هل تشعرين بالفرح ام الترح عندما ترين سنبلة قمح باسقة غير منحنية في حقول الوطن !؟ هل يقرصكِ برد الأردن ، ولهيب صيفه ، وإزهار ربيعه !؟ ماذا تعني لكِ أشجار التين والزيتون !؟ والتفاح والرمان !؟ هل تتأسين عندما ترين الأردني الذي لا تنحني قامته الا لله وهو يحني رأسه في حاوية ليبحث عن قوت يومه !؟ ماذا تشعرين عندما تعلمين بان أردنياً قضى نحبه لإفتقاره للعلاج !؟
هل تنتفعين من الوطن !؟ هل مصلحتكِ في دماره ام عماره !؟ ما دمتِ تتنفعين من هذا الوطن ، لماذا لا تحافظين عليه ليدوم حَلّْبُ ضرعه لتتكسبين !؟ هل مصلحتكِ مع بقاءه ام إختفاءه !؟ هل إحترفتِ الأخذ وعُميتِ عن العطاء !؟ لماذا لا تتأسين بالراعي الذي يعتني بكلبه للحفاظ على قطيعة !؟ هل تعودتِ ان لا تزرعي ، حتى لا تعتني ، وتجنين من الفرّيط !؟
وطني حبيبي ، الدولة العميقة لا تحفل ، ولا تهتم بك ، هي تودك ضرعاً غزير الحليب ، دون عُشب ولا طبيب . نصيحة لكِ أيتها الدولة العميقة : إرفقي بنا ، ولا تحبينا ، حتى ليصلكِ خَراجنا ، تأسياً بمقولة الحجاج .
أنتِ مترفعة عنا ، ولا تحفلين ولا تأبهين بنا ، لكن لتعلمي ان ضياعك عند ضياعنا ، سواء وجودياً او تكسباً . يا أبناء وطني الخلاصة : دولتنا العميقة عقيمة .