صراحة نيوز – بقلم د. هايل ودعان الدعجة
في اطار الحديث عن مشروع الاصلاح الوطني ، تبرز هناك وجهات نظر مختلفة حول علاقة كل من العشائرية والحزبية بهذا المشروع ، وايهما يسبق او يعتمد على الاخر ،او ايهما الذي يشكل الارضية بالنسبة للدولة الاردنية منذ تأسيسها وحتى الان . الامر الذي يدفعنا للتذكير والتأكيد على ان الدولة الاردنية قامت وما تزال تقوم على ثلاثة اركان هي :
– مؤسسة العرش .
– المؤسسة العسكرية والامنية .
– المؤسسة العشائرية الرافد الرئيس للركن الثاني .
وان اي خلل او ضعف في اي ركن من هذه الاركان الثلاثة .. سينعكس سلبيا وسيمثل خطرا حقيقيا على الدولة الاردنية قد يصل حد تهديد وجودها ، وان الاحداث الشاهدة على ذلك كثيرة .
وحول ما يقال هنا وهناك بان قيام الدولة ارتبط بتطور الاحزاب ، فاننا نتساءل اذا ما كان هناك تفسيرا لضعف الاقبال على الانتخابات النيابية والبلدية ومجالس المحافظات في العاصمة عمان واحتلالها المرتبة الاخيرة بين جميع المحافظات ، وذلك رغم انها تضم الشرائح الحزبية والمسيسة والمتعلمة والمثقفة ، مقارنة ببقية المحافظات التي تعد السبب الرئيس برفع نسبة الاقبال في ظل ارتفاع النسب فيها والتي قد تصل الى ٦٠٪ او ٧٠٪ او حتى ٨٠٪ ، مقارنة بالعاصمة عمان معقل المدنية والعمل السياسي والحزبي والتي لا تتجاوز بها النسبة ١٠٪ او ٢٠٪ .
وبماذا نفسر ايضا ، تحقيق الاردن اعلى النسب في التعليم والنمو الاقتصادي والتطور العمراني وتحقيق الانجازات الحضارية والصروح العلمية والطبية في فترة الستينات والسبعينات والثمانيات التي شهدت غياب العمل الحزبي بسبب تعطل قانون الاحزاب منذ عام ١٩٥٧ .. لا بل كان الانتساب الى الاحزاب هو اكبر عقبة في طريق المواطن الذي يبحث عن وظيفة او مستقبل . في مقابل تراجع التعليم والصحة وتردي الاوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر والفساد وارتفاع حجم المديونية التي وصلت ارقاما فلكية مع استئناف الحياة الحزبية عام ١٩٩٢ ..
مع التذكير بانه لم تترشح اي امرأة لخوض انتخابات رئاسة البلديات في الانتخابات الاخيرة وعددها ١٠٠ بلدية بافتراض قيام الدولة الاردنية من خلال رفع الوعي وتطور الاحزاب والعمل الحزبي كما يقول .. على الاقل كنا سنشاهد ولو امرأة حزبية واحدة تخوض مثل هذه الانتخابات .
وهل كنا نتخيل وجود دولة اردنية لولا القيادة الهاشمية وحكمتها وحنكتها وقد وضعت بلدنا على خارطة السياسة العالمية .. وهل لنا ان ننسى تلك الملحمة البطولية التي سطرها الجيش الاردني في معركة الكرامة مثلا .. وهو الجيش الذي يعتمد في تكوينه وتأسيسه على ابناء العشائر التي تزوده بهذه العناصر الشجاعة والبطلة . مقارنة ببعض الاحزاب ذات الارتباطات والاجندات الخارجية التي كانت تعمل لحساب زعامات ودول عربية كانت تستهدف قيادة الاردن وامنه واستقراره.
مع التأكيد والتذكير ايضا بان لا احد منا الا ويتطلع الى اكتمال عناصر مشروعنا الاصلاحي ببعده السياسي والحزبي تحديدا على امل الوصول الى الغاية المراد تحقيقها من ذلك ممثلة بالعدل والعمل المؤسسي البرامجي (الحزبي) ، ولكن دون انكار للعشائرية (والخصوصية الاردنية) كمنظومة قيمية واخلاقية وطنية امكنها الحفاظ على ثبات الاردن واستقراره في ظل وجود مؤسسة العرش والمؤسسة العسكرية والامنية، بطريقة عوضتنا عن غياب ما نصبوا اليه من اهداف في مشروعنا الاصلاحي عبر السنوات الماضية..
ففي مقالته عن منصات التواصل قبل فترة فقد راهن جلالة الملك على ما بداخلنا من ضوابط وروادع ممثلة بمجموعة القيم التي تجسد الاخوة والتضامن والتكافل والتعامل معها كمرساة تنجينا وتمدنا بالثبات والمنعة في مواجهة العواصف والتحديات .. وقد شبه جلالته هذه القيم بالدرع الواقي الذي مكن الاردن من الثبات في وجه الصعاب والمحن .
مع التذكير بان مستودع هذه القيم هي المكونات المجتمعية الاردنية كالعشائر وغيره