د.أبو حمّور:لم يأخذ الإعلام الثقافي في المنطقة العربية الحيز المناسب ليكون تيار ثقافي محلي فاعل
د. أبو حمَور: إعادة النظر في العلاقة بين الإعلام والثقافة والنظر إليها كعلاقة تبادلية يصعب الفصل بين أطرافها
صراحة نيوز – أشار الوزير الأسبق وأمين عام منتدى الفكر العربي د. محمد أبو حمّور في افتتاح الورشة المتخصصة حول ” مستقبل الإعلام الثقافي في ظل التحول الرقمي” التي نظمتها إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية في الأمانة العامة في جامعة الدول العربية بالقاهرة الأسبوع الماضي، إلى دور الخطاب الإعلامي في التأثير على حياة الناس وقراراتهم وتشكيل الاتجاهات الفكرية والثقافية، ومتابعة الأحداث والانفتاح على العالم والتفاعل معه، وتوجيه الجمهور نحو تحقيق الأهداف والغايات التي يريد الوصول إليها من خلال التكيف مع الرسائل الإعلامية.
وبَيّن د.أبو حمّور أن الإعلام الثقافي في المنطقة العربية لم يأخذ الحيز المناسب له، بحيث يعمل على تكوين تيار ثقافي فكري محلي فاعل، والارتقاء بالحوار الإعلامي الجاد والفاعل إلى مستويات وفضاءات جديدة، إنما وجد في الغالب ليكون منبراً تقليدياً، مؤكداً أهمية النهوض بهذا القطاع والعمل على ترسيخ الثقافة القومية والحفاظ عليها، وتغيير اتجاهات الإعلام وقيمه بما يتناسب مع المجتمعات العربية وخصوصيتها، وربط حاضر الأمة العربية بماضيها، وتعميق المفاهيم الروحية، والحفاظ على اللغة العربية من الاندثار وتطويرها على غرار نظيراتها من اللغات العالمية الأخرى، والتكيف مع التغيرات الحضارية والثقافية والعلمية، وغرس مفاهيم المواطنة والانتماء بالإنطلاق من الوجود الاجتماعي والثقافي والروحي والحضاري للأمة العربية، والتصدي للغزو الأجنبي الذي يهدد شخصية الأمة العربية وهويتها وقيمها الحضارية ويشوه تراثها وتاريخها.
وأشار د. أبو حمّور إلى أهمية إعادة النظر في العلاقة بين الإعلام والثقافة، والنظر إليها كعلاقة تبادلية يصعب الفصل بين أطرافها نظراً لضرورة وجود كل طرف مع الطرف الآخر، ذلك أن وسائل الإعلام والتواصل تستمد الإطار العام لعملها وقيمها من الثقافة المحيطة بها، فالإعلام هو الجانب التطبيقي للفكر الثقافي والسياسة الثقافية في المجتمع، وليس الانغلاق على كينونة المجتمع المحلي، فهذا أمر غير وارد وليس ممكناً في إطار التنظيم العالمي المعاصر؛ لأن الاتصال يُعد جزءاً أساسياً من العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وقال د.أبو حمّور: إنه من الضروري بناء الرسالة الإعلامية الرقمية وصياغتها بمنهجية واضحة، وأن تعمل وسائل الإعلام العربية على صناعة محتوى ثقافي إلكتروني يتماشى مع قيم الخطاب الإعلامي العربي ورسالته، والاهتمام بتوظيف الأدوات الرقمية الجديدة وتقنياتها بما يتناسب ومضمون الرسالة الإعلامية المقدمة، وإعادة النظر في تكوين أرضية موحدة للإعلاميين والصحافيين الرقميين وغير الرقميين ضمن إطار مدروس وتخطيط دقيق، ليصبح إعلامنا قادراً على المنافسة ومواجهة التحديات الرقمية، بما في ذلك الاستثمار في ثورة الاتصالات والتعددية الإعلامية، وانفتاح الفضاء الإعلامي لخدمة القضايا العربية ومنها التنمية الثقافية، وتعزيز العمليات الرقمية وأسلوب التحكم بالنشاطات الرقمية والخاصة بالأعمال من خلال إتباع استراتيجيات رقمية مبتكرة للتكيف مع العصر الرقمي الذي نشهده اليوم.
يذكر أن الورشة هدفت إلى التعريف بالتجارب العربية الرائدة في مجال الإعلام الثقافي، وبمستقبل الإعلام الثقافي في ظل تداعيات التطور الرقمي المتسارع، ودراسة التحولات التي طرأت على المؤسسات الإعلامية ومضامين رسائلها الإعلامية في الوطن العربي وذلك لبلورة أفكار ورؤى يمكن من خلالها الحفاظ على مسار الإعلام الثقافي في المجتمعات العربية وفق أسس مهنية وقواعد أخلاقية تلائم القيم السائدة فيها.