فهل حقيقة ان العائلة تحتاج الى شراء مونتها الشهرية دفعة واحدة؟
كل حارة وحي يوجد به دكان وسوبر ماركت، ولا يعقل ان تشتري شوال رز وشوال سكر و50 طير دجاج و5 قلانات زيت.
لست مظطرا لتخزين المواد الغذائية، انسعار الناس واقبالهم العالي على شراء المواد الغذائية يزيد من سعرها، ويفتح شهية التجار على الاحتكارو التلاعب بالاسعار.
ناس يتزاحمون ويتلاطمون، وسيدات يجرن عربات واكياس تفيض من العربة، والمول والدكان والسوبر ماركت قريب من البيت بعشرات الاقدام.
مناظر شاهدتها مع حلول شهر رمضان وتخال ان حربا تقرع الابواب او حظرا شاملا يطرق الاسماع وتذكرنا بايام كورونا اللعينة والسوداء.
رمضان شهر بركة وخير، وشهر عمل وانجاز وانتصار، وفي تاريخ العرب المعاصر حققت الجيوش العربية الاردنية والمصرية والسورية نصرا تاريخيا في حرب رمضان يضاف في سردية الصراع العربي / الاسرائيلي الى نصر معركة الكرامة الذي حققه الجيش الاردني.
وكم نحتاج الى اعادة تقويم عاداتنا وسلوكنا وتفكيرها واذهاننا في رمضان. ثقافة الاستهلاك والعبادة والابتعاد عن قيم التقاعس والبطالة والتثاؤب والضجر من الصوم، وكان الصائم يحمل الناس والمجتمع مسؤولية صيامه!
ولربما الاهم في رمضان، كيف نبني ثقافة العمل الاجتماعي والخيري، ويساعد الغني الفقير والاحساس الاجتماعي، والميسور المعسورين وما اكثرهم اليوم في بلادنا.. وتجنب اظهار مظاهر الاستهلاك والاسراف ونشر اخبار وصور الولائم والعزائم وبوفيهات خمس نجوم.
في رمضان تلجا شريحة واسعة الى البنوك وشركات التسهيلات المالية لاقتراض سلفة تسد وتغطي حاجات الشهر الكريم، ولا تنسوا ان رمضان يختم في عيد، وللعيد التزامات وفاتورة ومصاريف ونفقات خارجة عن الحسبة العادية.
كم نحتاج الى فهم عقيدتنا وشرائعنا وطقوس عبادتنا بحكمة وعقلانية.. ولو فكر في رمضان ليكن شهر تكافل وتعاضد واحساس اجتماعي، وشهر زهد وتقرب الى الله، وشهر لاكتشاف الذات والانا، وابتعدنا عن مظاهر التكلف والاسراف والاستهلاك والبذج والانفاق الغبي.