صراحة نيوز – يستقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة عمّان اليوم ولي عهد المملكة العربية السعودية سمو الأمير محمد بن سلمان الذي يبدأ زيارة رسمية للأردن، الأولى له للمملكة، منذ توليه ولاية العهد في السعودية عام 2017.
وتأتي زيارة ابن سلمان، للأردن، في إطار جولة خارجية، تشمل تركيا ومصر، وذلك قبيل قمة أمريكية عربية تستضيفها السعودية، منتصف الشهر المقبل.
ويصل سموه عمان بعد ظهر اليوم على رأس وفد وزاري عريض حيث سيجري مباحثات ثنائية مع جلالة الملك وأخرى موسعة تشمل العديد من الملفات الثنائية وسبل توطيد الشراكة الاقتصادية بين البلدين وكذلك تكثيف التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية، والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وستتناول المباحثات اوضاع المنطقة عموما فضلا عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها الاقتصادية، سيما أزمة الطاقة وارتفاع اسعار النفط الى جانب ارتفاع اسعار الغذاء العالمي وتأثيراته على دول المنطقة وسبل مواجهة هذه التحديات.
وتعد زيارة ولي العهد السعودي الى المملكة محطة جديدة في العلاقات التاريخية بين البلدين وانطلاقة جديدة لآفاق أوسع وأرحب بين عمّان والرياض.
وينظر مراقبون لنتائج الزيارة بتفاؤل لجهة تعزيز التعاون بين البلدين والتقدم للأمام نحو التعاون الاقليمي لتعزيز الجهود في مواجهة التحديات الراهنة، سيما في المجالات الاقتصادية حيث كان جلالة الملك في طليعة من نبهوا الى أهمية التعاون الاقليمي في مواجهة التحديات عبر تعزيز الشراكات الاقتصادية الاقليمية القوية في ظل ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء والنفط التي لا توجد دولة في العالم بمنأى عن النتائج السلبية للازمة العالمية وهو ما يستوجب تعزيز العمل العربي المشترك الذي يجعل من التعاون الممنهج ضرورة أكثر إلحاحاً لخدمة المصالح المشتركة وتعزيز العمل المشترك خدمةً لشعوب المنطقة والاقليم، فلا خيار لمواجهة الازمة اليوم سوى بالتعاون الاقليمي.
وتتلخص الرؤية الاردنية التي عبر عنها جلالة الملك منذ سنوات (قبل وباء كورونا والحرب في اوكرانيا) في الدعوة الى تعزيز التعاون الاقليمي والتنسيق الوثيق ما بين الدول انطلاقاً من الحفاظ على مستقبل شعوبها، والتطلع الى الارتقاء بالعلاقات الى مستويات تواكب تطلعات شعوبها.
يشار الى ان الملك كان سباقا في طرح مفهوم التعاون العربي في مجال الامن الغذائي لخلق تكامل اقتصادي في هذا المجال ، كما عمل جلالته بجهد كبير لبلورة اطار التعاون الثلاثي (الأردني – المصري – العراقي) الذي بات لديه أجندة اقتصادية ومشاريع مشتركة واتفاقيات بين الدول الثلاث وهو الاطار الذي يحرص الأردن ان يكون مفتوحا أمام كل الدول وتوسيعه لإطلاق آفاق جديدة من التكامل الاقليمي .
وتعد المملكة العربية السعودية رائدة في التعاون الاقليمي بما تمتلكه من قدرات اقتصادية ومالية كبيرة، إضافة الى دورها السياسي في المنطقة والاقليم والعالم.
وفي هذا السياق، يأمل مراقبون أن تلقي السعودية بثقلها الاقتصادي والسياسي لدعم التعاون الاقليمي، وتعزيز التعاون الأردني السعودي استنادا الى ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات تاريخية عميقة.