ملفت ومثير للقلق غياب السلطتين التشريعة والتنفيذية عن ثلاثة قضايا مؤرقة يؤشر غيابها عن حالة عدم ادارك لخطورة السكوت عليها وكأن خلف الأكمة ما خلفها .
أطفال في لواء الحسا تخلت شركة الفوسفات الأردنية عن مسؤوليتها المجتمعية ليواصلوا تعليمهم في المدرسة التي اقامتها الشركة في مطلع السبعينات من القرن الماضي ومتقاعدون أفنوا شبابهم في خدمة الشركة التي حرمتهم من خدمات التأمين الصحي المتفق عليه مع ادارة الشركة منذ العام 2000 وأهالي مدينة الفحيص الذين عانوا الأمرين من مخاطر صناعة الأسمنت لدرجة ان جلالة الملك شاركهم يوما في احتجاجهم على المخاطر البيئية والذين من حقهم اعادة تأهيل اراضي المصنع للنفع العام التي كان قد تم استملاكها مع اقمة شركة الاسمنت الأردنية في خمسينات القرن الماضي وانتهت المنفعة حين تم اغلاق المصنع من قبل الشركة الخلف للشركة الوطنية التي تملكتها ضمن برامج الخصخصة المشينة ( لافارج الفرنسة ) باشهار اعسارها لهدف واضح بيع هذه الأراضي التي تُقدر قيمتها بمئات ملايين الدنايير .
الملفت بخصوص هذه القضايا انها ليست خافية على أحد وواضحة وضوح الشمس اسبابها لكن يبدو ان سمعان غائب عن مأساة أهالي الفحيص وأهل الجود والغيرة في خبر كان ولا اقصد هنا مدير عام الشركة الفرنسية سمعان سمعان أو رئيس مجلس ادارتها جواد العناني الذي أوصلها الى مرحلة اشهار اعسارها .
وكذلك الأمر بالنسبة لأطفال مدرسة براعم الفوسفات التي يدرس فيها ابناء العاملين في شركة الفوسفات من قاطني المدينة السكنية للعاملين في الشركة وابناء اهالي مدينة الحسا التي تقع في أطراف الصحراء التي قامت الشركة على اكتافهم وباتت تُحقق ارباحا بملايين الدنانيير بعد سفهم غبار أتربة المنطقة متسببة بالعديد من الأمراض المزمنة وهو ذات الأمر بالنسبة للمتقاعدين الذين في أغلبهم بحاجة دائمة للرعاية الصحية …. واقلها اخرحوا عن صمتكم بكلمة حق أن كنتم قادرين!!!