صراحة نيوز – نداء صالح الشناق
يُحسب لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، أنّه كان أوّل وأبرز الفعاليات التراثية في المنطقة، والتي احتفت بمكانة الصقور والخيول والهجن وكلاب الصيد عبر تنظيم مُسابقات جَمال فريدة من نوعها أو مزادات غير مسبوقة، فجاءت هذه المُسابقات لتُضفي على المعرض أجواء تنافسية شيّقة، وتُساهم في تعزيز علاقة الجيل الجديد بركائز تراث الأجداد وتقاليدهم الأصيلة.
وحظيت هذه المُسابقات والفعاليات في الدورات الماضية، بإقبال واسع واهتمام ملموس، حيث استقطبت عُشّاق ومُحبّي التراث من دولة الإمارات ودول الخليج العربي، وجذبت عشرات الآلاف من الزوار والسياح من مُختلف الفئات العُمرية والدول.
وأكد معالي ماجد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، أنّ المسابقات والفعاليات المُبتكرة التي دأب المعرض على إطلاقها سنوياً، حققت السبق والريادة لإمارة أبوظبي في مجال الفعاليات التي تسعى للحفاظ على التراث الثقافي وصون الأنواع وحماية البيئة، ونجحت في ذات الوقت في استقطاب جمهور واسع.
وتُقام الدورة الجديدة خلال الفترة من 26 سبتمبر ولغاية 2 أكتوبر، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، وبرعاية رسمية من هيئة البيئة- أبوظبي، الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، مركز أبوظبي الوطني للمعارض حيث يُقام الحدث، وراعي قطاع “أسلحة الصيد” شركة كاراكال الدولية، الراعي الفضي شركة “كيو” للعقارات، وشركاء تعزيز تجربة الزوار كل من أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، شركة بولاريس للمُعدّات الرياضية المُتخصّصة، ومجموعة العربة الفاخرة، وراعي الفعاليات كل من شركة “سمارت ديزاين” وشركة “الخيمة الملكية”، وشريك صناعة السيارات “إيه أر بي الإمارات”، وبدعم من غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ونادي تراث الإمارات.
جمال السلوقي العربي
ودأب المعرض، الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، على تنظيم مُسابقة سنوية لاختيار “أجمل كلب صيد” تقتصر المشاركة فيها على فئة “السلوقي العربي” إحدى أقدم سلالات الكلاب في العالم، والتي تُعتبر رمزاً لتقاليد الصحراء والصيد البرّي.
والسلوقي جزء هام من تراث الصيد العربي، وقد عرفه العرب منذ القدم وقاموا بتربيته والعناية به، وسلالته معروفة منذ أكثر من سبعة آلاف سنة. وتتميز كلاب الصيد السلوقية بقدرات استثنائية على التحمّل وبالذكاء والوفاء. وكان السلوقي يلعب دورا مُهمّاً أثناء رحلات الصيد بالصقور، وذلك لقُدرته على إيجاد الفريسة التي أصابها الصقر، والمُختبئة وسط الشجيرات أو الحشائش الطويلة أو في مخابئ أخرى.
والمُسابقة تختلف عن مُسابقات الكلاب الأخرى في العالم، والتي تُركز فقط على المظهر الخارجي، إذ تهتم مُسابقة معرض أبوظبي للصيد أكثر بشخصية كلب الصيد ومهاراته وردود فعله واستجابته الحسّية. وتشمل معايير التقييم والتحكيم الدقيقة، مواصفات السلالة التي ينحدر منها الكلب المُشارك، السلوك (كالمشي والركض)، المظهر العام (كالرأس، العين، الأنف، الفم، الأذن، الأسنان والفك)، البنية والشكل (الحجم، الرقبة، الأكتاف، الصدر، الظهر والذيل)، والمظهر (الجلد، اللون، الحركة، والأرجل)، إضافة لمهارات الصيد والمُطاردة والانطباع العام والسمات النفسية. وتتضمن المُسابقة أربع فئات هي: شوط “الذكور من نوع الحص”، شوط “الذكور من نوع الأريش”، شوط “الإناث من نوع الحص”، وشوط “الإناث من نوع الأريش”.
أجمل صقور العالم
كما وأعلن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية عن إطلاق دورة جديدة من مُسابقة “أجمل الصقور المُكاثرة في الأسر” التي حققت شهرة عالمية واسعة واستقطبت العديد من المشاركين الذين يحرصون سنوياً على تقديم أفضل ما لديهم من الصقور المكاثرة في مزارع الصقور في المنطقة والعالم.
وقد ساهم استخدام الصقور المكاثرة في الأسر لممارسة الصقارة في تخفيف الضغط على الصقور البرية، وتعزيز أعدادها. وساهمت جهود أبوظبي البحثية والعلمية في تحسين أنواع الصقور المنتجة بحيث أصبحت ذات مناعة أكثر للأمراض، كما عملت على إنتاج أنواع منتخبة تمتاز بصفاتها المميزة في الصيد، وكذلك بصفاتها الجمالية.
وحازت المُسابقة على تقدير الجهات الإقليمية والدولية المعنية بصون التراث وحماية البيئة لما شكلته من تحفيز كبير للصقارين للمحافظة على الصقور البرية. وتشمل المُسابقة لهذا العام ثلاث فئات، هي: حر من حر (لكلّ من الإنتاجين المحلي والخارجي)، بيور جير (لكلّ من الإنتاجين المحلي والخارجي)، ومُسابقة أجمل صقر من فئة جير شاهين.
وتتولى لجنة تحكيم مكونة من خبراء إماراتيين ودوليين في مجال الصقور وإكثارها، ومن أعضاء في نادي صقاري الإمارات والاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، تقييم الصقور المُشاركة بدقة وفق العديد من الشروط منها الوزن وأبعاد جسم الطير (تفاصيل قياسات الرأس والجسم وأرجل الطير)، بالإضافة إلى تناسق الريش ولونه، وكذلك الصورة الجمالية العامة، فضلاً عن صحة الطير وخلوه من الأمراض.
وجاء إطلاق المُسابقة من منطلق تشجيع الصقارين على استخدام الصقور المُكاثرة في الأسر في ممارسة رياضتهم المفضلة، وتحفيز خبراء إكثار الصقور ومزارعها على إنتاج صقور أكبر حجماً وأجمل شكلاً من حيث الريش واللون، والاستغناء بالتالي عن استخدام صقور الوحش في البرية بما يتيح لها فرص التكاثر بشكل أكبر.
الخصائص الجمالية للخيول العربية
كما تُنظّم جمعية الإمارات للخيول العربية خلال فعاليات المعرض، عدّة محاضرات تثقيفية في منصّة قطاع الفروسية، من أهمها ما تتناول خصائص الخيل العربية الصحراوية، ومخططات تعرض للتسلسل الزمني بالصور لبطولات جمال الخيل العربية، بالإضافة لشاشة عرض لبطولات جمال الخيل العربية التي تُنظّمها وتشرف عليها الجمعية على مدار المواسم السابقة، فضلاً عن التعريف بآلية التحكيم في مُسابقات جمال الخيول التي لعبت دوراً مُهمّاً عبر تاريخ البشرية في جميع أنحاء العالم.
وتُعدّ الفروسية إحدى أقدم وأجمل الرياضات التي عرفها الإنسان، وهي قطاع أساسي ومحوري مُنذ تأسيس معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في العام 2003، بما يُمثّل ترجمة لجهود صون الرياضات التراثية والتقاليد العريقة، وتعريف شعوب العالم بأهمية الخيول العربية الأصيلة