صراحة نيوز – اطّلع صحفيون عرب وأجانب أمس السبت، خلال زيارتهم لشركة “بكين بيشويوان للتكنولوجيا المحدودة”، على تجربة مواجهة التحديات المائية الرئيسية في الصين والمتمثلة في تلوّث المياه، وندرتها، من خلال تطوير موارد مائية جديدة والحفاظ على أمن مياه الشرب باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
وتضمنت الزيارة للشركة، التي تأسست في العام 2001 والمتخصصة بمعالجة المياه والصرف الصحي، ونقص المياه ومعالجة مياه الشرب غير الآمنة وتوفير حلول شاملة لبناء البيئة الحضرية المستدامة، جولة على إحدى محطات معالجة وتنقية مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها.
وتتميز محطة “بكين – تشانغبينغ” لمعالجة مياه الصرف الصحي عن المحطات التقليدية، بأنها صديقة للبيئة ومبنية تحت سطح الأرض وتعمل على كبح الرائحة الكريهة الناتجة أثناء عمليات معالجة مياه الصرف الصحي، والتحكّم بضوضاء المعدات بشكل فعّال، وتشغل مساحة أقل بنسبة 40-50 بالمئة من مساحة المحطات التلقيدية، فضلا عن استخدام مساحة المحطة فوق الأرض كحديقة.
كما تتميز المحطة، وفقا للعرض الذي قدّمه مسؤول في الشركة، باستخدمها لتقنية متقدمة من تكنولوجيا المفاعل البيولوجي للأغشية التي طورتها الشركة، والتي تمكن من استخدام المياه المُعاد تدويرها لتجديد مياه الأنهار والتخضير والري والرش على الطرق والتنظيف.
وتعد هذه المحطة والتي تبلغ مساحتها 9 هكتارات، مشروعا رئيسا في العاصمة بكين، وتجلب العديد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لتنمية المناطق المحيطة بها وتحسين جودة البيئة فيها، من خلال جمع مياه الصرف الصحي من نطاق خدمة يبلغ 55 كيلومترا مربعا، لعدد من السكان يبلغ 400-500 ألف شخص، حيث يبلغ مقياس معالجة مياه الصرف الصحي 100 ألف متر مكعب يوميا، ويبلغ حجم المياه المعاد تدويرها عالية الجودة 15 مليون متر مكعب سنويا.
ووفقا للعرض الذي قدّمه مسؤولو “شركة بكين بيشويوان للتكنولوجيا المحدودة”في المؤتمر الصحفي الذي أعقب جولة للصحفيين العرب والأجانب، فإن منطقة شمال الصين التي تقع فيها مدينة بكين، تعتبر واحدة من أكثر المناطق فقرا بالمياه، حيث تبلغ حصة الفرد المائية 100 متر مكعب سنويا؛ لذا كان لا بد من التفكير بحلول لتوفير مصادر مائية متجددة، من خلال استخدام التقنيات التكنولوجية المتقدمة التي تخفف بشكل كبير من نقص موارد المياه، وتكون صديقة للبيئة، وتحقق التنمية المستدامة للموارد.
وأكّد المسؤولون في المؤتمر الصحفي، أن شركة بيشويوان التي يتجاوز صافي أصولها الحالية 25 مليار يوان، والتي تطورت إلى مؤسسة حماية البيئة عالية التقنية من خلال بحث وتطوير مواد الأغشية المستخدمة في معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة تدويرها، تعمل على تصنيع معدات الأغشية وتطبيقات تكنولوجيا الأغشية؛ لتصبح واحدة من أوائل المصانع والموردين للأغشية في العالم، حيث تمتلك الشركة قاعدة تصنيع رائدة عالميا في هوايرو، والعديد من قواعد التصنيع الإقليمية وغيرها من الأماكن.
وأعرب مسؤولو الشركة عن تطلعهم للتعاون مع مختلف البلدان في مبادرة الحزام والطريق التي تعاني من نقص الموارد المائية وتلوث المياه ولديها مشاكل في حماية البيئة، خاصة منطقة الشرق الأوسط التي تعاني منذ فترة طويلة من نقص الموارد المائية، وانخفاض معدل استخدام المياه، وتوزيع المياه غير المتكافئ، ومشاكل التلوث.
واستعرض المسؤولون المشاريع التي قامت بها الشركة داخل الصين وخارجها مثل: حوض نهر اليانغتسي، وحوض النهر الأصفر، ومنظومة المياه في بكين، وغيرها.
وأشاروا إلى أن المشاريع داخل الصين تمثل ما يقارب 70 بالمئة من الحصة السوقية لمعالجة المياه الملوثة عبر تقنية الأغشية، حيث يتجاوز إجمالي حجم المعالجة 20 مليون متر مكعب يوميا، ويمكن أن تضيف أكثر من 7 مليارات متر مكعب من المياه المعاد تدويرها عالية الجودة سنويا.
يذكر أن الزيارة التي نظمها مركز الصين الدولي للتواصل الإعلامي تأتي في سياق البرنامج التدريبي الذي تنظمه حاليا الجمعية الصينية للدبلوماسية العامة لـ 90 صحفيا من الدول العربية ومختلف دول العالم النامية، ويستمر حتى شهر تشرين الثاني المقبل.
وفاء زيناتية – بترا