صراحة نيوز – يُعد الحكام أحد العناصر الرئيسية في الرياضات الجماعية وحتى الفردية، ولا يمكن إجراء منافسة أو بطولة إلا بوجودهم.
وتكمن أهمية هذه الوظيفة، في القرارات التي يتخذها الحكم، وتأثيرها على سير المباراة ونتيجتها النهائية، والتي قد تغير مسار لقب من فريق لآخر.
وتُعد كرة القدم إحدى هذه الألعاب، التي يحفل تاريخها بالكثير من اللقطات المثيرة للجدل، وكان أبطالها الحكام، الذين تُعد وظيفتهم الأولى والأخيرة تحقيق مبدأ العدالة.
وعليه، فإن اختيار الحكام من أجل إدارة مباريات كأس العالم، وهي أقوى وأشهر بطولة في كرة القدم، يخضع للكثير من الاعتبارات والمعايير، أشد وأقسى من تلك الموجودة في البطولات الأخرى.
وتقع مسؤولية اختيار حكام بطولات كأس العالم، على عاتق لجنة الحكام التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهي لجنة مستقلة بذاتها عن باقي لجان الاتحاد، وتتمتع بصلاحيات واسعة جدا.
ويترأس هذه اللجنة حاليا، الحكم الإيطالي الشهير بييرلويغي كولينا، وذلك منذ يوم 17 يناير/كانون الثاني 2017، في حين يتولى القطري هاني طالب، منصب نائب الرئيس.
ويقول كولينا لموقع الفيفا “كما اعتدنا دائما، فإن الجودة هي أولى المعايير التي نأخذها بعين الاعتبار، فقد اخترنا حكاما من أعلى المستويات في التحكيم الدولي”.
وأضاف “نجح كأس العالم روسيا 2018 بسبب المستوى العالي للتحكيم، لهذا سنبذل قصارى جهدنا لنتمكن من تقديم مستوى مماثل أو أفضل في مونديال قطر”.
ومن أجل ترشيح حكم ما لإدارة مباريات كأس العالم، يجب أن يكون حاصلا على الشارة الدولية من الفيفا، وهو لقب تمنحه المؤسسة الدولية سنويا، للحكام الذين تم ترشيحهم من قبل اتحاداتهم الوطنية، في حال تحققت فيهم عدة شروط.
ومن الشروط المطلوب توفرها، ألا يقل عمر الحكم المرشح عن 25 عاما، وأن يكون من حكام الصفوة في بلاده في آخر عامين من ترشيحه مع إدارته 10 مباريات على الأقل في المستوى الأعلى في موسم ترشيحه، ثم الخضوع لاختبارات بدنية وعليه اجتيازها، ومنها اختبارات السرعة.
وتختار لجنة القائمة قائمة مبدئية من حكام الساحة، تتجاوز 100 حكم، يخضعون لفترة إعداد قبل أشهر من إقامة كأس العالم، وبعدها يتم اختيار الأفضل بناء على العدد المطلوب.
ومنذ كأس العالم 2006 في ألمانيا يتم اختيار حكمين مساعدين من بلده مع كل حكم ساحة ليكونوا طقم تحكيم متجانس، وذلك يحدث في أوروبا، أما في باقي القارات فتكون بعض الأطقم من دول مختلفة.
برامج فردية وتقييم شامل
قبل انطلاق المونديال بأشهر، يوفر الفيفا برامج فردية مصممة خصيصا للحكام المختارين، لمتابعة أحوالهم الصحية ولياقتهم البدنية، ويتم تقديم تقييم كامل حول الجوانب الفنية والبدنية والطبية، من أجل تجهيزهم بأفضل صورة ممكنة لإدارة المباريات.
وأثناء المونديال، من البديهي أن تقوم لجنة حكام الفيفا باختيار حكم يحمل جنسية مختلفة عن طرفي المباراة، ومغايرة أيضا عن جنسيات الفرق التي تنافس في المجموعة ذاتها، كما تقوم اللجنة بتعيين حكم احتياطي تحسبا لأي أمر طارئ قد يمنع الحكم الرئيسي من إكمال المباراة.
وفي أثناء المباريات، يخضع الحكام لتقييم خاص من اللجنة من خلال مقيم في الملعب، بالإضافة إلى لجنة تقوم باختيار بعض الحالات التعليمية للحكم وزملائه من المباراة، لاستبعاد أصحاب التقييم الأدنى، وإبقاء الآخرين حتى الوصول إلى المباراة النهائية.
وتقيم لجنة الحكام اجتماعا تحليليا في اليوم التالي للمباريات يتم خلاله عرض أهم الأخطاء والحالات التحكيمية الجدلية ومناقشتها مع الحكام الذين اتخذوا هذه القرارات ومبرراتهم.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن ألا تختار اللجنة، الحكم الأفضل لإدارة النهائي، بسبب وجود منتخب بلاده طرفا فيها، لكنها غالبا ما تختار أحد أفضل الأطقم لإدارة المباراة الافتتاحية، ومن الممكن أن يدير نفس الطاقم المباراة النهائية أيضا كما حدث في مونديالي 2006 بألمانيا و2018 في روسيا.
حُكام مونديال قطر 2022
في 19 مايو/أيار 2022، أعلنت لجنة الحكام التابعة للفيفا، أسماء الحكام المختارين لإدارة مباريات النسخة الـ22 من كأس العالم التي تستضيفها قطر.
وبناء على أداء الحكام في بطولات الفيفا وباقي المنافسات الدولية والمحلية، وقع الاختيار على 36 حكما و69 حكما مساعدا و24 حكم فيديو، وفق ما ذكر موقع الاتحاد الدولي.
ويوجد في القائمة 3 من حكام الساحة العرب، وهم القطري عبد الرحمن الجاسم، والجزائري مصطفى غربال، والإماراتي محمد عبد الله.
وضمت القائمة 7 حكام مساعدين عرب، وهم المصري محمود أبو الرجال، والقطريان طالب المري وسعود أحمد، والإماراتيان محمد الحمادي وحسن المهري، والجزائريان عبد الحق إتشعلي وقوراري مقران.
بينما سيكون في غرفة الفيديو 3 أسماء عربية: المغربيان رضوان جيد وعادل زوراق، والقطري عبد الله المري.
نساء يُحكّمن مباريات المونديال
وسيشهد مونديال قطر على وجود العنصر النسائي في تحكيم المباريات، وهي سابقة في تاريخ نهائيات كأس العالم.
ووقع اختيار الفيفا على الفرنسية ستيفاني فرابارت واليابانية يوشيمي ياماشيتا، والرواندية ساليما موكاسانغا، لإدارة المباريات كحكام للساحة.
ويُضاف إليهن 3 سيدات أخريات، سيقمن بوظيفة مساعد الحكم وهن نويزا باك من البرازيل، وكارين دياز ميدينا من المكسيك، وكاثرين نيسبيت من الولايات المتحدة الأميركية.
تحضير الحكام لمونديال قطر
وأقامت لجنة الحكام بالفيفا عدة تجمعات لتحضير الحكام المختارين لكأس العالم 2022، وآخرها 3 تجمعات في 2022 في الفترة ما بين 31 مايو/أيار و22 يونيو/حزيران من العام نفسه.
وسيقام التجمع الرئيسي لجميع حكام البطولة الشهر القادم بالدوحة وسيبدأ في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني وحتى موعد انطلاق كأس العالم في 20 من نفس الشهر.
وأقيمت هذه التجمعات في مدن أسونسيون في باراغواي (لحكام أميركا الجنوبية والشمالية والكاريبي)، والدوحة بقطر (لحكام اتحادات آسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا)، ومدريد بإسبانيا (لحكام الاتحاد الأوروبي)، والتي أقيم كل منها على مدار 3 أيام، بإشراف كولينا، وماسيمو بوساكا، مدير التحكيم في الفيفا.
وخضع الحكام المختارون لاختبارات نظرية وبدنية وتدريبات ميدانية، بالإضافة إلى مناقشة العديد من الحالات المثيرة للجدل، التي من الممكن أن تحدث خلال المباريات، وكيفية التعامل معها من خلال الفيديو. ملاعب