صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
قبل أقل من عام كتبت مقالاً دعوت فيه فلسطينيي الداخل الأبطال الشجعان الأشاوس ، ان يرموا خلف ظهورهم كل الأنظمة العربية دون إستثناء ، بما فيها السلطة غير الوطنية وغير الفلسطينية ، وان يتجاوزوا الكل ، وان لا يعتبروهم سنداً وعوناً لهم ، بل عقبةً كأداء ، وعائقاً كبيراً في طريق تحرير فلسطين السليبة المحتلة .
قيام الأبطال ب ( ٥ ) عمليات متنوعة في الآليات ، ومختلفة في مواقع التنفيذ ، مؤشر يبشر بالخير على طريق التحرير الطويل ، فيما لو إستمرت كنهج للتحرير ، وتعاظمت ، وتصاعدت ، وحافظت على التنوع ، وتغيير مواقع التنفيذ لتعم كل مناطق فلسطين المحتلة . تكرار العمليات البطولية في عمق الأراضي المحتلة خلال الأسابيع الماضية ، دليل أكيد على أن الشعب الفلسطيني في الداخل إنتقل من مرحلة الصدمة ، ومحاولات التدجين ، والتنسيق الأمني ، واليأس والإحباط الذي إستمر لعقود ، الى تجاوز السلطة غير الفلسطينية ، وبدأوا يُعدون العُدة للبدء في عمليات موجعة ، تُرعب المحتل . فبدأوا بتسليح أنفسهم ، والتجهيز لتنفيذ عمليات موجعة تقض مضاجع العدو الجبان .
هكذا عمليات هي طريق التحرير الأيسر والأقوى تأثيراً والمتاحة حالياً . وهنا أؤكد على ما دعوت اليه قبل حوالي العام ، بأن بإمكان الفلسطينيين في الداخل المحتل اللجوء الى العمليات الفردية ، بمهاجمة الأسواق ، والمحلات التجارية ، والمطاعم ، والمقاهي ، والنوادي الليلية ، ووسائط النقل ، بالتفجير ، واطلاق الرصاص الكثيف ، لقتل وجرح أكبر عدد من الأعداء الغرباء المحتلين . بحيث تسفر كل عملية عن نتائج متعددة فمن لم يُقتل ، يُصاب ، ومن لم يُصب ويتصادف وجوده في مكان العملية يسكنه الرعب ما دام حياً . هنا يجتاحهم الرعب والخوف ، ويتركز لديهم الشعور بعدم الأمان ، وعدم الإستقرار ، وان عليهم ان يشعروا بأن الموت يترصدهم في كل حين . فلا يهنئون بحياتهم ، ولا يستمتعون ، ولا يلهون ، عندها ستكون فلسطين طاردة لهم ، وسيتركز عدم اليقين بالإستمرار في إحتلال فلسطين عند قادتهم ، المتشككين باستمرار الكيان ، وعليه : كيف يكون مستوى الرعب الذي يتمكن من عامة الغزاة !؟
يا أبطال الداخل الفلسطيني ، عليكم ان تتأكدوا وتتيقنوا بانكم تُركتم لوحدكم ، وتخلى عنكم الجميع — بإستثناء الشعب العربي من المحيط الى الخليج لكنه لا يملك من أمره شيئاً — لذلك (( قلّعوا شوككم فيي إيديكم )) لوحدكم ، لأنه لا ناصر لكم . وأنتم قادرون على طرد المحتل بجعل الرعب يسكنهم ، لا تتركوهم يهنئون في نوم ، ولا طعام ، ولا ترفيه ، والأهم ان توصلوهم الى أن يتيقن الواحد منهم بأن الموت يترصده في كل حين ، عندها سيغادرون ، وستبدأ الهجرة المعاكسة من الأراضي المحتله ، ويهربون كما الجُرذان . وهاهو العدو يتفاوض مع اليونان لشراء جزر للجوء اليها .