صراحة نيوز – أمينة زيدان – ان ما يقضّ مضاجع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة هذه الأيام هو أوضاعهم المعيشية واحتمال تفجّر موجة ثانية من فيروس كورونا وذلك أكثر بكثير من الحديث الدائر حول مخطط الضمّ الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. هذا ما يبدو من الحديث مع بعض السكان في مختلف أنحاء الضفة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلافا للنقاشات والتصريحات النارية التي يطلقها السياسيون من كافة أطياف المشهد السياسي ضد مخطط الضم الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية فان الجمهور الفلسطيني لا يعير اهتماما لهذه القضية وذلك لما يتهيأ لهم على ما يبدو من أن المسألة ما زالت غامضة ولا تؤثر بشكل فعلي على واقع الأمور. كما لم يتّضح بعد كيف سينعكس اعلان الضم على الأرض لاسيما فيما يخصّ حياة السكان الفلسطينيين وروتينهم اليومي.
وبالمقابل فان تصريحات وزيرة الصحة الفلسطينية حول الموجة الثانية من الكورونا والارتفاع في حالات الاصابة بالعدوى يثيران الخوف والقلق في أوساط المواطنين الفلسطينيين الذين يخشون فرض قيود جديدة عليهم تجعل حياتهم أكثر مشقّة وصعوبة. وهكذا أيضا فيما يخص الوضع المعيشي والتأخير في صرف رواتب الموظفين العموميين اللذين يثيران قلقا أكبر بكثير لدى المواطنين.
أما السلطة الفلسطينية فتعمل جاهدة على رصّ الصفوف على الصعيدين الفلسطيني والاقليمي في مواجهة مخطط الضم حيث يوجّه ممثلوها انتقادات حادة لأي محاولة لاغتنام الفرصة من أجل كسب أرباح سياسية. ويؤكد ممثّلو السلطة في هذا السياق أنه بات من الواضح أن خطر الضم والحديث الدائر حوله يشكّلان فرصة مؤاتية لحماس لموضعة نفسها من جديد كبديل قيادي وتهيئة الظروف لانقلاب جديد على غرار ما قامت به عام 2007 في قطاع غزة.
وعلى هذه الخلفية يعتبر الجمهور الفلسطيني ما يروّج له قادة حماس من شعارات على أنه سلوك نفعي لا يمت بصلة الى الواقع بل وينطلق أيضا من اعتبارات مصلحية ضيقة وليس من ضرورات المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني.