صراحة نيوز – د إعلام حمزة الشيخ حسين
مصطلح يتداوله أبناء مدينة اربد القديمة فيما بينهم منذ قرنين من الزمان، وليومنا الحالي هذا فلان إبن العيلة الفلانية من أولاد البلد ( الحارات القديمة جداً ) فيسمع الشخص المعني هذه العبارة فيشعر براحة كبيرة وهدوءاً نفسيًا لتواجده بين أهله وجيرانه ..
أحببت ان اعيد على مسامع الأجيال الجديدة من أهالي وسط مدينة اربد القدماء الذين قطنوا وسط المدينة ما قبل عام ١٩٠٠ م ، وما كان يطلق على مسامعنا ونحن صغار السن ونحن نتجول في أزقة وحارات اربد القديمة من كبار السن في ذاك الوقت وما زال صداها يُسمع ليومنا هذا .
منذ فترة ليست بالبعيدة رأيت جاراً لنا من عائلة الجيزاوي وأسمه خالد الجيزاوي ابو محمد فألقيت عليه التحية والسلام وكنت على عجلة من أمري إلا أنه أصر علي أصراراً كبيراً على تناول طعام الفطور والجلوس في بيته وهو يذكرني بأهلي ؛ وكيف كان وهو طفلاً صغيراً يلعب ، ويلهوا مع أعماماً لي بالحارة كم كان سعيداً وهو يتذكر آياما قد خلت منذ عقوداً طويلة ، وسرد سرداً جميلاً لطيفا عن تلك الحقبة من الزمن قائلاً يا ليت تعود بِنَا الآيام إلى ذاك الزمان الجميل ..توفي هذا الرجل الطيب إلى رحمة الله منذ فترة ولا زالت كلماته عالقة في ذهني وما تعنيه مصطلح كلمة (أولاد البلد ).
كان هناك في ذاك الزمان بالفعل أجداداً لنا هُم عائلة واحدة يجمعهم قلب واحد وهموم مشتركة إن كانت سياسية أو أجتماعية أو أقتصادية لم يكن لديهم أنتماءات إلا لله وثم بلدهم..كان يسكن في الحارة القديمة في وسط مدينة اربد القديمة ما قبل تأسيس إمارة شرق الأردن بأزمنة طويلة جدا : التل ، ارشيدات ، حجازي ، خريس ، دلقموني، شرايري ، عبندة ، حتاملة ، ابو سالم ، السكران ، الشيخ حسين ، كريزم ، الصبح ، الجيزاوي ، الجمل ، ابو رجيع ، شوتر . .. وغيرهم .
هُنا في هذه المدينة العتيقة تم تأسيس عاصمة الشمال، وأصبحت هذه المدينة اليوم تضاهي العاصمة عمان بالرغم من وجودها قبل العاصمة عمان مدنياً بأزمنة طويلة إلا أن الحكومات المتعاقبة أهملت مدينتنا من ناحية البنية التحتية ،لكن بعزم وهمة الغيورين من أبناء المدينة بدأت بالتعافي مما أصابها وتحاول بأقصى الجهد على الوقوف وبناء مدينة متطورة يليق بتاريخ هذه المدينة التليد .
هذه مدينتنا سنحاول جميعنا بناء نهضتها من جديد لا نريد وزراء الثقافة يعتذرون لإخطاءهم البالغة حينما تم الأحتفال باربد عاصمة للثقافة العربية وعن مستوى التقديم الذي تفاجأ به أهالي اربد …مدينتنا باقية بقاء الخلق ، وتاريخها التليد المشرق سيبقى حاضراً ، وسلاماً لإربد وأهلها الطيبين سلاماً.