صراحة نيوز — يستعرض الإنفوغرافيك المرفق بعض الأجهزة والتقنيات القديمة التي سادت في فترات وعقود سابقة، قبل أن تقترب من الانقراض، ومن بينها جهاز الفاكس الذي سينضم إلى المقبرة الإلكترونية العظيمة.
ومن بين هذه الأجهزة والتقنيات أيضا، القرص المرن وجهاز النداء الآلي وشريط الكاسيت وأشرطة “في أتش أس” VHS، وغيرها.
جهاز الفاكس
وضعت الجهة المنظمة للاتصالات في بريطانيا “أوفكوم” خططا للتخلص من أجهزة الفاكس، وذلك بعد تاريخ يمتد لأكثر من 150 عاما، إلى الأبد من خلال عدم مطالبة شركات الاتصالات باستخدامها، وبالتالي قد يصبح الفاكس أخيرا شيئا من الماضي.
وقالت “أوفكوم”، الثلاثاء الماضي، إنها تتطلع إلى إلغاء مطلب مزودي الخدمة بتقديم أجهزة الفاكس، ونقل التكنولوجيا الشائعة إلى كومة النفايات الإلكترونية.
وقالت إن هذه الخطوة “تعكس أن استخدام خدمات الفاكس في بريطانيا أصبح الآن محدودا للغاية” نظرا لمجموعة من البدائل المجانية ومنخفضة التكلفة المتاحة، مثل البريد الإلكتروني ومُحرر مستندات غوغل.
في العقود الماضية، أصبح جهاز الاتصالات الأيقوني، المعروف رسميا باسم الفاكس، ميزة عادية في المكاتب وحتى في المنازل.
تعمل أجهزة الفاكس من خلال السماح للمستخدمين بإرسال نسخة طبق الأصل (“فاكس”) من صفحة من النص أو الصور إلى المستلم، باستخدام خط هاتف العادي.
كانت شائعة بالنسبة للمعاملات ذات الأموال الضخمة ذات المواعيد النهائية الضيقة، مثل مبيعات المنازل أو تحويلات كرة القدم، لأنها مكنت من تبادل العقود بسرعة.
تم تسجيل براءة اختراع التكنولوجيا المستخدمة في آلة الفاكس لأول مرة في عام 1843، قبل أكثر من 3 عقود من قيام المخترع الاسكتلندي ألكسندر بيل بذلك باستخدام الهاتف.
لكن ظهور الرسائل الرقمية عبر الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة جعل جهاز الفاكس أقل فائدة للأعمال التجارية والأفراد، لذلك قد ينتهي تشغيله المثير للإعجاب أخيرا.
ومؤخرا، اقترحت أوفكوم تغييرات في القواعد من شأنها أن تعني أن شركات الاتصالات البريطانية مثل “بريتيش تيليكوم” و”كاي كوم” لن تكون مطالبة بعد الآن بتقديم خدمات الفاكس، مما قد يؤدي إلى سحب إطار العمل الذي يسمح لها بالعمل في المنازل والمكاتب.
ويأتي تغيير القاعدة المقترح من أوفكوم قبل إحالة شبكة الهاتف القديمة، التي أصبحت أكثر صعوبة في العمل وأكثر تكلفة في الصيانة، بحلول نهاية عام 2025.
وبدلا من ذلك، سيتم رقمنة البنية التحتية بأكملها، مما يعني أن بعض الأجهزة التي تتصل بالخط الأرضي، بما في ذلك أجهزة الفاكس، لن تعمل بعد الآن.
القرص المرن
كان القرص المرن، الذي اخترعته وصنعته شركة “آي بي أم” IBM في عام 1967، هو الوسيلة المفضلة لتخزين الملفات ونقلها بين أجهزة الكمبيوتر، ولكن سيكون المرء محظوظا إذا عثر على واحد يتم استخدامه اليوم.
والقرص المرن عبارة عن دائرة مرنة من البلاستيك المغطى بمادة مغناطيسية ومُحاط بعلبة بلاستيكية مربعة صلبة، حيث يتم ترتيب البيانات على سطح القرص المغناطيسي في مسارات متحدة المركز.
عند إدخاله في محرك الأقراص المرنة بجهاز الكمبيوتر، يتم فتح باب منزلق معدني لكشف الدائرة المغناطيسية الداخلية لقراءة البيانات.
أصبحت الأقراص المرنة في النهاية قديمة بسبب الأقراص المضغوطة وانتشار منافذ USB ومحركات أقراص فلاش، كطريقة أصغر وأكثر قابلية للنقل لمشاركة الملفات من كمبيوتر إلى كمبيوتر، مع سعة تخزين أكبر أيضا.
قالت شركة “آي بي أم” إن القرص المرن “أحدث ثورة حقيقية في طريقة عمل الأشخاص، وسرعان ما أصبح وسيلة التخزين الأكثر استخداما للأنظمة الصغيرة”.
تم بيع أكثر من 5 مليارات دولار سنويا في جميع أنحاء العالم في ذروتها في منتصف التسعينيات، ولكن الآن، باتت الأقراص المرنة أشبه بذاكرة تتلاشى بسرعة بالنسبة للبعض، ولا يمكن التعرف عليها بالنسبة للآخرين.
أشرطة الكاسيت
قبل “سبوتيفاي” على الهواتف الذكية وأجهزة “آيبود” ومشغلات “أم بي 3″، كان وضع شريط كاسيت في جهاز “سوني ووكمان” هو الطريقة السائدة للاستماع إلى الموسيقى أثناء التنقل.
شريط الكاسيت يشبه إلى حد كبير القرص المرن، فهو عبارة عن غلاف بلاستيكي مستطيل يحيط بكرتين دوارتين بشريط ممغنط ملفوف حولهما، ويستخدم لتشفير الإشارة الصوتية، وعندما يتم تثبيته في مشغل كاسيت، يمر الشريط عبر رأس كهرومغناطيسي لتشغيل الصوت.
كانت أشرطة الكاسيت في البداية ذات جودة رديئة نسبيا وأظهرت دقة منخفضة، ونتيجة لذلك، اقتصر الاستخدام بشكل أساسي على التسجيل الصوتي والإملاء.
لكن التحسينات التدريجية للشريط والمواد والأجهزة أدت إلى أشرطة كاسيت ومشغلات عالية الدقة يمكن استخدامها للموسيقى، مما بشر بظهور عصر الاستماع إلى الموسيقى والألحان والغناء والتسجيلات أثناء التنقل.
في يوليو عام 1979، تم طرح جهاز “ووكمان تي بي أس – إل 2” ذو الغلاف المعدني باللونين الأزرق والفضي، وهو أول مشغل كاسيت شخصي منخفض التكلفة في العالم، للبيع في اليابان، وتم بيعه في ذلك الوقت بحوالي 33000 ين ياباني، أو ما يعادل 150 دولارا.
بعد الازدهار في السبعينيات والثمانينيات، بدأت شعبية الكاسيت في التراجع، خصوصا مع ظهور الأقراص المدمجة في التسعينيات من القرن الماضي.
أشرطة الفيديو VHS
من المؤكد أن أحد أكثر المنتجات المحبوبة في التسعينيات كان أشرطة الفيديو “في أتش أس” VHS، الذي أصبح الوسيلة السائدة لمشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية، وذلك قبل ظهور أقراص “دي في دي” و”بلو راي” والبث المباشر.
يستخدم VHS شريطا مغناطيسيا مثل شريط الكاسيت تماما، على الرغم من أن شريط VHS كان أكبر بكثير من ناحية الحجم.
تم تطوير VHS بواسطة شركة “جاي في سي” اليابانية، وبعد طرحه في الأسواق في سبتمبر 1976، وأشعلت هذه الأشرطة ثورة في عالم الترفيه المنزلي.
رغم ثورة الفي أتش أس، إلا أن هذه الأشرطة خسرت الحرب أمام الأقراص الرقمية، والتي خسرت بدورها أمام منصات بث الفيديو، مع انتشار منصات البث الرقمية إلى حد كبير منذ ذلك الحين.
لكن منذ نصف قرن، في ظل غياب هذه الرفاهية، كان إدخال VHS فارغا في مسجل كاسيت فيديو VCR هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها مشاهدة الأفلام والتلفزيون متى أردنا.
جهاز عرض الصور الشفافة
كان جهاز العرض العلوي أو “أوفرهيد بروجيكتور” أحد أقوى الأجهزة في الفصول الدراسية في تسعينيات القرن الماضي.
طريقة عمله تقوم على استخدام الضوء لعرض صورة مكبرة على شاشة بيضاء فارغة.
يُستخدم الضوء من قاعدة الجهاز لإضاءة ورقة جهاز عرض بلاستيكية شفافة بها صور أو نص مكتوب عليها بالحبر العريض – مثل معادلة رياضية أو رسم بياني معقد، ويتدلى فوق القاعدة ذراع قابل للتعديل يحتوي على مرايا تعكس الضوء القادم من الصورة ويخرج من خلال العدسة.
عندما يتم تشغيل الضوء الموجود في القاعدة، فإنه يتسبب في انعكاس الكتابة أو الرسوم الموجودة على ورقة جهاز العرض بواسطة المرآة بحيث يمكن عرضها على الشاشة التي عادة ما تكون بيضاء.
حاليا، حلت عروض “باور بوينت”، أو التطبيقات المماثلة، محل جهاز العرض هذا، وأصبحت العروض تتم بواسطة الكمبيوترات والشاشات التي تعمل باللمس.
جهاز النداء أو البيجر
من الصعب تخيل حقبة لم يكن فيها “واتساب” هو المكان المناسب لإرسال واستقبال الرسائل النصية والصوتية، على الرغم من أن جهاز النداء كان رائدا إلى حد كبير في هذا الصدد.
عرف جهاز البيجر أو “النداء الآلي” أيضا باسم الجرس أو الصافرة، حيث يصدر جهاز الاتصالات اللاسلكية صوتا أو يهتز عند تلقي إرسالات من الآخرين.
تعرض الشاشة الموجودة على جهاز النداء رسائل أبجدية رقمية، مثل رقم هاتف الشخص الذي يحمل الجهاز للاتصال به.
يشار إلى أن البيجر ظهر في الأفلام الكلاسيكية في التسعينيات وفي بداية الألفية الثانية، مثل “أميركان بيوتي” و”كاست أوي” و”بروس ألمايتي” وغيرها.