خاص – في الأنباء، أن أمانة عمان تستعد لرفع أطول علم في العالم بطول يتجاوز (2130) متر، وذلك ضمن احتفاليتها بالمئوية الثانية للدولة الأردنية، فيما تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر العلم وقد جرى فرشه على طول أحد شوارع العاصمة.
ولا يشير مقطع الفيديو المنتشر إلى أن ما سيجري رفعه هو علم مطابق للمواصفات والمقاييس التي حددها الدستور، إذ أن المادة الرابعة من الدستور نصّت على أن يكون طول الرايةُ ضعفُ عرضها، ما يعني أن عرض العلم يُفترض أن يتجاوز 1050 مترا، وإلا فإن احتفالنا بدخول المئوية الثانية سيبدأ بالتجاوز على الدستور وتجاهله، وهذا مؤشر خطير..
وبالاضافة إلى ذلك، فإن تساؤلات عديدة ثارت حول أولويات الأمانة، فالأصل أن يلتفت رئيس اللجنة المؤقتة لادارة الأمانة الدكتور يوسف الشواربة إلى الحفر التي تملأ الشوارع، والأرصفة المتهالكة والمعتدى عليها، والحدائق المحدودة، والمشاريع المتوقفة، قبل أن يذهب لمثل هذه المبادرات التي لا تليق بالحدث والمناسبة.
كان الأجدر بالشواربة أن يراعي في هذا الاحتفال -غير ذي الأثر- الأحوال التي يعيشها الأردنيون جراء سياسات الحكومات المتعاقبة، فالناس لا يجدون قوت يومهم ولا كسوة أبنائهم الذين أمضوا الشتاء الماضي يعانون البرد القارص لعدم قدرتهم على توفير وسائل التدفئة، ألم يكن الأجدر بالحكومة أن تحيل أموال هذا النشاط تحديدا وغيره من النشاطات التي لا يستفيد منها الأردنيون إلى الصناديق المعنية بمواجهة آثار جائحة كورونا؟ أليست بطون الأردنيين أولى بهذه الأموال؟.
وإذا تغاضينا عن كلّ ما سبق، يبقى أن نسأل عن فرش العلم برمزيته على الشارع لاستعراض طوله؟ أليس الأصل بهذا العلم أن يكون خافقا في الأعالي، يزيّن سماء الأردن؟!
الأردنيون بشكل عام، والعمانيون على وجه الخصوص، لا يريدون احتفالات ومبادرات لا تسمن ولا تغني من جوع، هم يريدون من الأمانة أن تقوم بواجباتها وتتحمل مسؤولياتها، وترفع من مستوى خدماتها الأساسية، وتحديدا ما يتعلق بالبنية التحتية.
جو 24