صراحة نيوز – احتفل مساء أمس الخميس بإطلاق مشروع “السجل الوطني الشامل لجرد القطع الأثرية الثقافية المنقولة في الأردن” وهو الأول من نوعه في الأردن في المركز الأميركي للأبحاث بعمان.
وفي الاحتفال، الذي قدمه مدير المركز الدكتور بيرس بول كريسمان، ألقى سفير الولايات المتحدة الأميركية في الأردن هنري ووستر كلمة، بحضور أمين عام وزارة السياحة والآثار عماد حجازين؛ قال “نجتمع هذا المساء للاحتفال بالإطلاق الرسمي لمشروع السجل الوطني لعناصر الممتلكات الثقافية الممول من الولايات المتحدة”، مقدما شكره لمساعدة نائب وزير الخارجية الأميركي للصحافة والشؤون العامة جينيفر جافيتو ، ومدير المركز الدكتور كريسمان ومدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فادي البلعاوي والدكتور دوغ كلارك والدكتورة سوزان ريشارد الذين دافعوا عن هذا السجل الوطني الشامل.
وأضاف السفير ووستر في كانون الأول 2019 ، وقعت الولايات المتحدة والأردن مذكرة تفاهم ثنائية لحماية ممتلكات التراث الثقافي للمساعدة في إعادة ممتلكات التراث الثقافي المنهوبة والمتاجر بها إلى الأردن، لافتًا إلى الجهود التي قامت بها السفارة وفريق من المحققين الأميركيين ودور وزير السياحة والآثار نايف الفايز ومدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فادي البلعاوي لاستعادة تسع قطع من التراث الثقافي الأردني تم تهريبها إلى الولايات المتحدة.
وبين، أن مذكرة التفاهم الموقعة عام 2019 حددت عملية إعادة القطع المنهوبة، ومع ذلك كنا بحاجة إلى جرد وطني للممتلكات الثقافية المنقولة والمنهوبة لإنفاذ مذكرة التفاهم، بينما لدى الأردن قوائم جرد للممتلكات الثقافية تأتي في أشكال مختلفة ؛ بعض الأوراق، والبعض الآخر في قاعدة البيانات، ولكن لا يمكن البحث في معظمها بسهولة.
وقال نطلق اليوم أول قائمة لسجل وطني شامل في الأردن لمقتنيات التراث الثقافي، منوهًا بان هذا السجل الذي سيعمل على تسهيل استعادة القطع الأثرية التي يتم الاتجار بها وعرضها، مما سيسهم بتعزيز الاقتصاد من خلال جذب المزيد من السياح.
وقالت جافيتو في كلمة لها في الاحتفال، إن الهدف الرئيس لزيارتها إلى الأردن والمشاركة في هذا الاحتفال هو التأكيد على العلاقات الثنائية القوية على أعلى المستويات بين البلدين الصديقين؛ الولايات المتحدة الأميركية والمملكة الأردنية الهاشمية، مشيرة إلى أن هذه العلاقة التي تمتد وتتعمق منذ اكثر من سبعين عاما هي الآن في درجة عالية من التقارب، واصفة الأردن بأنه جزيرة من الاستقرار في المنطقة.
ونوهت بالتعاون القائم والمستمر بين البلدين الصديقين، مشيرة إلى مذكرة التفاهم الأخيرة التي وقعها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حول العلاقات الاستراتيجية الأردنية الأميركية والتي تؤطر المساعدات المالية التي تعتزم الولايات المتحدة تقديمها للأردن للسنوات السبع المقبلة.
وثمنت دور الأردن في استضافة العديد من اللاجئين وممن غادروا أوطانهم لظروف الحروب والصراعات وعدم الاستقرار ومن بينهم اللاجئين السوريين.
من جهته، أكد الدكتور البلعاوي حرص الأردن ممثلًا بدائرة الآثار العامة على الحفاظ على التراث الثقافي في الأردن وصونه من خلال متابعة الآثار داخل الأردن وخارجه على حد سواء.
ونوه الدكتور البلعاوي بالتعاون مع الولايات المتحدة في إنشاء أول سجل وطني شامل لجرد القطع الأثرية في الأردن.
وقال، إن إطلاق هذا السجل كان بمثابة الحلم الذي تحقق من خلال توقيع هذه المذكرة والبدء بتنفيذها ، معتبرا أن هذا الإنجاز ليس للبلدين الصديقين الأردن والولايات المتحدة وحسب بل هو للعالم اجمع كونه يمثل صفحة من الإرث الإنساني المشترك ومعربا عن أمله باستمرار هذا التعاون.
وأضاف، انه من أجل تقديم كنز الأردن نحتاج إلى هذا المخزون… أعتقد أنه الوقت المناسب لبذل كل الجهود لهذا المشروع.
وتحدث مدير المركز الأميركي عن التعاون بين الحكومتين الأميركية والأردنية على امتداد العقود الماضية سيما في مجالات الآثار والتراث الثقافي.
وفي حديثه لوكالة الأنباء الأردنية(صراحة نيوز) قال الدكتور البلعاوي، إن هذا المشروع هو إنشاء سجل وطني للقطع الأثرية الموجودة في الأردن والتي يقدر عددها بمئات الآلاف وسيسهم السجل في الحفاظ على التراث الأردني وإدارته وتطوير المنتج السياحي والمساهمة بدفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال عرض هذه القطع أمام الزوار والوفود السياحية مما يسهم بنقلة نوعية في زيادة دوران عجلة السياحة وما ينتج عن ذلك من مردودات إيجابية على الاقتصاد الوطني.
وبين أن مشروع السجل الوطني هو ثمرة تعاون بين دائرة الآثار العامة والمركز الأميركي للأبحاث وبدعم مالي من حكومة الولايات المتحدة ومدته 5 سنوات بحيث ينتهي بإيجاد سجل وطني شامل يسهم في حفظ التراث الثقافي الأردني.
ويذكر، أن هذا الاحتفال يأتي بعد عودة أول مجموعة قطع أثرية ضمن إطار مذكرة التفاهم لعام 2019، والتي تم استعادتها في شهر آذار 2022 وشهد الحدث تغطية وطنية، حيث تمّ التنسيق بين كل من وزارة الأمن الداخلي الأميركية، ووزارة الخارجية الأميركية، ومكتب المدعي العام في نيويورك، والسفارة الأميركية في عمان، وكذلك وزارة الخارجية الأردنية، ووزارة السياحة، ودائرة الآثار العامة، والسفارة الأردنية في الولايات المتحدة لنقل هذه الآثار وإعادتها إلى موطنها.
وتعتبر الآثار أحد الأركان الرئيسة للسياحة والاقتصاد والثقافة الأردنية، وتدعم السفارة الأميركية في عمان جميع الجهود المبذولة للحفاظ على الآثار والمواقع التاريخية الأردنية وترميمها من خلال العديد من المبادرات، وأبرزها صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي، الذي قدم أكثر من 3 ملايين دولار لتمويل 20 مشروعا لترميم الآثار في جميع أنحاء الأردن في السنوات الـ 21 الماضية. كما تدعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية – الأردن “مشروع التراث الثقافي المستدام من خلال إشراك المجتمعات المحلية،” الذي ينفذه المركز الأميركي للأبحاث، ومن شأنه توفير فرص عمل للمجتمعات المحلية وتعزيز السياحة والتبادل الثقافي.