ردّ متشنّج جديد من الدغمي على دعوة زميله سليمان أبو يحيى برفع الجلسة لبعض الوقت حيث قال له “اخرس واطلع برا”.
28 ديسمبر 2021
صراحة نيوز – احمد الحراسيس
يتحمّل رئيس مجلس النواب، عبدالكريم الدغمي، المسؤولية الأكبر فيما آلت إليه جلسة البرلمان الصباحية، الثلاثاء، والتي شهدت مشادات وتوترات مستمرّة انتهت بمشاجرة وعراك بالأيدي بين العديد من النواب، اضطرت الدغمي أخيرا إلى رفع الجلسة حتى الأربعاء.
المتتبع لأداء الدغمي يدخل في حيرة من أمره، نفس الحيرة التي انتابت الأردنيين عندما رأوا كيف تحوّل الدكتور عبدالله النسور من نائب “يعارض نهج الحكومات وتغوّلها وجرأتها على حقوق الأردنيين” إلى رئيس وزراء يوغل في ذات الممارسات التي انتقدها وعارضها عندما كان نائبا! ومن ذلك اجراء تعديلات دستورية تسلب صلاحيات السلطة التنفيذية، ومنفّذ لقانون المطبوعات والنشر، بالاضافة إلى القرارات الجبائية التي ميّزت حقبته ومازال الأردنيون يذوقون ويلاتها!
لا نعلم ما هو السرّ في “كرسيّ الرئاسة” الذي يجعل أحدهم ينقلب على ذاته ويتصرف على النقيض مما كان يعبّر عنه قبل اعتلائه كرسي الرئاسة! كيف لا يهتمّ الدغمي بتاريخه الذي قد تنسفه سنة واحدة سيجلس فيها على الكرسيّ وقد تشهد تمرير تعديلات دستورية تشكّل انقلابا على مبادئ الدستور الأردني وتخدش العقد الاجتماعي -كما قال النائب محمد عناد الفايز-، كما أنها قد تشهد تمرير اتفاقية خطيرة مع الكيان الصهيوني؟!
الحقيقة أن طريقة ادارة الدغمي المتشنّجة والمأزومة للجلسة خلقت توتّرا كان يمكن تفاديه لو أن الرئيس فتح الباب أمام جميع النواب للادلاء بآرائهم بحريّة، ولو أنه لم يذهب باتجاه ما يبدو “سلقا” لأخطر تعديلات يشهدها الدستور الأردني، حيث بدأت الجلسة بتقديم مقترح غريب طلب فيه النائب خليل عطية -دون مقدمات وبشكل غير مفهوم مفهوم- تأجيل مناقشة قانون رخص المهن في أمانة عمان -بعد مناقشة مادتين منه- وبدء مناقشة التعديلات الدستورية، وهو ما وافق عليه النواب!
الدغمي استشاط غضبا على زميله رائد سميرات بعدما استخدم الأخير لفظ “عيب علينا”، ورغم اعتذار سميرات الواضح والمباشر والسريع، إلا أن الدغمي أصرّ على تهديده باخراجه من الجلسة والقول إن “هذا الكلام بتحكيه في السوق” في مشهد غير مفهوم على الاطلاق، ثمّ عاد التوتر مرّة أخرى بعدما سمح الدغمي للنواب بالتلاسن وأعطى المجال لرئيس اللجنة القانونية عبدالمنعم العودات ليُخاطب زملاءه وكأنه مازال رئيسا للمجلس، ثمّ جاء ردّ متشنّج جديد من الدغمي على دعوة زميله سليمان أبو يحيى برفع الجلسة لبعض الوقت، فقال له الدغمي: “اخرس واطلع برا”.
حاول الدغمي في الجلسة الثانية استرضاء أبو يحيى، لكن الأخير -وله الحقّ في ذلك- رفض ذلك، لينسحب رئيس المجلس، ويحاول النائب الذي رافقه التهجّم على أبو يحيى، وذهب الدغمي لافتتاح الجلسة الجديدة قبل أن يعاود ويعلن رفعها حتى يوم غد الأربعاء إثر العراك الذي حوّل قبة البرلمان إلى حلبة ملاكمة..
كان هناك تفاؤل كبير لمّا صار الدغمي رئيسا لمجلس النواب، واعتقد البعض أن البرلماني المخضرم سيستعيد الهيبة والاعتبار لمجلس النواب بعد حقبة العودات، إلا أن هذه الآمال تبددت وتبخرت مع أول امتحان..