الأردن .. ولبنان .. في الشقاء .. أخوان

19 أكتوبر 2019
الأردن .. ولبنان .. في الشقاء .. أخوان

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

قبل انفجار الوضع في لبنان بيوم واحد ، وتحديدا يوم ٢٠١٩/١٠/١٦ ، نشرت مقالاً بعنوان (المحاصصة الطائفية .. تركيز للفُرقة ..وتفتيت للوحدة الوطنية) ،
تحدثت فيه عن الأضرار السلبية المحاصصة الطائفية في لبنان ، والعراق . ونتيجة لسوء الأوضاع في البلدين الشقيقين ، إنتفض الشعب العراقي ، بشكل غير مسبوق ، والآن إنتفض الشعب اللبناني ، بشكل غير مسبوق أيضاً ، وهذه التحركات أحدثت صداً ، واستجابة ، وتفاعلاً ، في البلدين ، ونأمل ان تتم الاستجابة لمطالبهم ، وان تنزاح الغمة .

ما أود الإشارة اليه ، ان وضع لبنان والعراق ، أفضل من وضعنا بكثير من النواحي التالية : فالعراق دولة نفطية ، لديها القدرة ، إذا تم تصحيح المسار ، على توفير متطلبات الشعب . وكذلك لبنان ، فرغم تدهور الأوضاع الاقتصادية ، الا ان مقدراته موجودة ، ولم يتم بيعها ، كما ان لبنان مُقبل على استخراج النفط والغاز ، وسيقوى اقتصاده وتُحل مشاكله .

أما نحن في الأردن ، فوضعنا أسوء بكثير من كافة النواحي ، لانه لم يَعُد لدينا لا مقدرات ، ولا امكانات تملكها الدولة ، لانه تم بيعها بأبخس الأثمان ، ولم نرى من هذا الثمن البخس شيئاً . كما ان من يسيطرون ، وينهبون البلاد ، ليسوا اكثر من بضعة أشخاص ، بينما قاعدة ، وأعداد الناهبين في لبنان والعراق أكثر . وعليه فان ما لدينا في الأردن يعتبر أسوأ من المحاصصة رغم رداءتها ، وللتشبيه ، والمقارنة ، بمصطلح إقتصادي ، فان المحاصصة في لبنان والعراق تشبه الإحتكار ، بينما ما يجري في الأردن يسمى ( إحتكار القِله ) وهو الأسوأ بالمطلق . للأمانة لا بد من ذِكر اننا أفضل منهم ، بشيء واحد ، هو إستقرار سعر صرف الدينار ، رغم انه زائف ، لضعف القوة الشرائية للدينار .

أتمنى ، لا بل أتوسل ، وأستجدي ، أصحاب القرار ، ان يتحركوا سريعاً جداً ، لإنقاذ بلدنا الحبيب ، من الإنحدار المتسارع في كافة مناحي الحياة ، حتى لا نلحق بالبلدين الشقيقين لبنان والعراق ، لانه إذا كان ما حدث بهما زلزالاً ، فان ما يهددنا يعتبر بركاناً ، لن يُبقي ، ولا يَذر .. اللهم إحمي الأردن وجنبه اللحاق بهما .

الاخبار العاجلة