صراحة نيوز – قال سمو الأمير الحسن بن طلال، الرئيس الفخري للمجلس العالمي للاجئين والهجرة، إنه لا بد من تحقيق العدالة في توفير اللقاح ضد فيروس كورونا وتوزيعه، عبر الانتقال من السياسة إلى السياسات القائمة على النهج الشمولي، الذي يشمل الجميع بلا تمييز.
وتساءل سموه، خلال مشاركته في الندوة التي نظمها المجلس بعنوان “العدالة في حصول اللاجئين والمهجرين قسريا على اللقاح”، عبر تقنية الاتصال المرئي، الأسبوع الماضي، “إذا كان المرض والفيروس لا يعرفان حدودا، فلماذا لا ينطبق ذلك على العلاج؟”.
وأشار سموه إلى أن الكوارث تنقسم إلى أربعة أنواع: أساسية، ويمكن التنبؤ بها، ومتعمدة، وعَارضة، وكلها تنطبق على ما نعيشه اليوم؛ وعلينا الاستفادة من الدروس التي تعلمناها من هذه الجائحة للتطور نحو الأفضل، مؤكدا وجوب تناول الموضوع من منظور يتجاوز النطاق الفردي لبلد بعينه إلى نطاق إقليمي وعالمي.
وتابع سموه قائلا، “عند الحديث عن المشرق، لا بد من تعزيز التكامل والتعاون الإقليمي بعيدا عن النظر إلى منفعة كل بلد دون الآخر، حيث أننا جميعا نتأثر ببعضنا البعض”، مشيرا إلى أنه إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فإنه يخشى أن تتجاوز التفاوتات معدلات المرض والوفاة إلى المزيد من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والفقر وغياب العدالة والسلم المجتمعي، داعيا إلى تعزيز التفاهمات الاقليمية حول الكرامة الإنسانية.
ونوّه سموه إلى أن الأردن يعمل جاهدا على التوفيق بين الضغوط الاقتصادية والاحتياجات البشرية لتشمل المجتمعات المضيفة والمتأثرة.
واشار سموه إلى ضرورة تحقيق المساواة في اللقاحات بعيدا عن عمليات الاقصاء، لافتا إلى عدم تمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على كميات كافية من اللقاح بالمقارنة بما حصلت عليه إسرائيل.
وأضاف، إن “المشكلة، كما ورد في تقرير منظمة الصحة العالمية، لا تكمن في ندرة اللقاحات ولكن في أن ندرة اللقاحات تحكمها ظروف العرض المقيدة”، خاتما كلمته بالاقتباس من عالم الأنثروبولوجيا الاقتصادية جيسون هيكيل “إن الحضارة التي تمنع الدول الفقيرة من إنتاج لقاحات منقذة للحياة في خضم جائحة عالمية، هي حضارة مفلسة أخلاقياً”.
وركز النقاش على ضرورة عدم استبعاد الفئات الأكثر ضعفا في العالم من الوصول إلى اللقاحات ومن شمولها في الاستجابات الصحية للجائحة، حيث أشاد المشاركون بنهج الأردن في توفير اللقاح للاجئين كمثال يقتدى به من قبل الدول المضيفة الأخرى.
وتناولوا في مشاركاتهم موضوع الاستجابة العالمية للوباء ضمن الوضع الحالي لتوزيع اللقاح، والجهود التي تبذلها العديد من المؤسسات والبرامج الدولية لضمان الوصول العادل للقاحات.
وأدارت الجلسة روزماري مكارني من المجلس العالمي للاجئين والهجرة، وتحدث فيها رئيس مجلس إدارة المجلس لويد أكسويرثي، ومدير إدارة البرامج في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية الدكتورة رنا حجة، ووزير الصحة الأردني الأسبق الدكتور سعد جابر، وأمين عام اللجنة المستقلة للتأهب والاستجابة أندرس نوردستروم، ومديرة العلاقات الخارجية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دومينيك هايد.