ربما تتغير الظروف ضد الإرهاب ولكن بكل أسف فإن ذلك قد يكون إلى حين.
إن صمود النظام السوري الحاكم و الدعم العسكري الروسي و الإيراني لهم الآن قد أضعف شوكة داعش ، و كذلك النجاحات و التقدم العسكري للجيش العراقي قد قضت على أحلام داعش الجغرافية بقيام دولة مستقلة هم كما كان مخطط لهم دولة إسلامية في العراق و الشام، لكن لا يعني ذلك القضاء عليه بل بالعكس فإن الحيوان الجريح قد يكون في أخطر حالاته لأنه سيستمر و ستكون له محاولات لرد الإعتبار و إثبات الوجود و البقاء حياً في أرجاء مختلفة.
إن تغير الإدارة الأمريكية و تولي ترامب مقاليد الرئاسة قد أحبط مخططات هيلاري كلينتون و لكن يجب أن لا ننسى أن من الجمهوريين يوجد بوش و يوجد كونديلسا رايس التي صرحت بالفوضى الخلاقة و مخطط سايس بيكو الجديد الذي يهدف لتقسيم و إضعاف دول الشرق الأوسط الجديد، بمعنى أنه حتى لو استمر ترامب بما يزعم به بتغيير سياسة أمريكا الخارجية تجاه الشرق الأوسط و أن لا يكون ذلك مجرد دعاية إنتخابية استخدمها ضد الإدارة السابقة فإنه من المؤكد أن هناك قوى شد عكسي داخل الحزب الجمهوري تتطلب بصالحهم المالية بإستمرار الحروب بما لها فضل من إزدهار الترويج لأسلحة العسكرية و تشغيل البوارج الأمريكية على حساب دول الخليج و كذلك إرتفاع أسعار النفط، هذا و من المحتمل أن يغير السيد ترامب رأيه.
تركيا التي غيرت موقفها بين ليلة و ضحاها و تحولت مئة و ثمانين درجة من محاربة النظام السوري و دعم لوجستي و تدريب بعض الفصائل الإرهابية للقضاء على سوريا و من ثم تحولت لدعم النظام السوري و محاربة الوحش الذي الذي ساعدت بتربيته و تقويته قد وضعها في موقف خطر بدأت تكتوي بنيرانه و تفجيراته.
الخطر كل الخطر و الخوف الآن على السعودية، وزير الخارجية عادل الجبير الذي كان يبارك عمل بعض الفصائل المحاربة في سوريا و الخطابات الجماهيرية التي كان يقودها دعاة الدين مثل العريفي و غيره التي كانت تدعو للجهاد في سوريا قد ساعدت بتربية شباب راح ضحية للانضمام بصفوف داعش و غيرها من فصائل الإرهاب.
عاصفة الحزم التي دمرت البنية التحتية في اليمن و زادت التخلف هناك بكل أسف سيكون أثرها سلبا على السعودية خصوصاً أن اليمن يوجد فيها أنصار للإرهاب منذ أن كان إسم تنظيم الإرهاب يسمى القاعدة.
السعودية الآن منهكة عسكرياً و إقتصادياً بالإضافة لانقلاب أمريكا عليهم، و الجهاز الأمني السعودي لا يمتلك الخبرة في إدارة الأزمات الإرهابية لو وقت في السعودية لا سمح الله.
آمل أن تكون القمة العربية التي ستعقد في الأردن على وعي بالمخاطر القادمة و أرى الآن ضرورة لإنشاء قيادة عربية موحدة لمكافحة الإرهاب و أنا أجد أن أفضل من يقود إدارة هذه القيادة هي إدارة عسكرية أردنية لأنها أصبحت خبيرة في هذا المجال بالإضافة إلى سياسات الأردن المتوازنة مع دول الجوار.
عبدالله سامي المجالي