قشوع : الأردن يُعين أمريكا وألمانيا

25 أبريل 2020
قشوع : الأردن يُعين أمريكا وألمانيا

صراحة نيوز – بقلم د حازم قشوع

بعد ان اجتازت الدولة الأردنية المرحلة الخطرة في تعاطيها مع ازمة كورونا وجيوبها، وباتت يد الدولة أعلى واقوى
من ذي قبل، في السيطرة على هذا الوباء، ها هي، الدولة الاردنية تبدأ بإرسال كوادرها الطبية والصحية وخبرائها الميدانية والتقنية للولايات المتحدة والمانيا من اجل دعم جهود البشرية للحد من انتشار وباء كورونا وحوصلة جيوبه والسيطرة عليه.

ومن وحي إيمان الدولة الاردنية المطلق بأهمية العمل الانساني المشترك، من اجل حياة الانسانية ومنطلقاتها وقيمها، وبضرورة اغناء سبل التبادل المعرفي والتقني والعلمي للبشرية جمعاء للقضاء على هذا الوباء، الذي لن يستطيع مجتمع من التغلب عليه وحده مهما امتلك من عوامل ذاتية، لأنه وباء كوني وليس مناطقي، فلقد نفوز بالمعركة الذاتية في حوصلة هذا الوباء محليا لكننا لن نكون قادرين على تحقيق الانتصار في حربنا ضد هذا العدو الخفي من دون جهود دولية مشتركة تمكننا من إعادة شريان الحياة الى طبيعته.

فان المطارات لن تعود دون اجواء مفتوحة والسياحة الترويحية والدينية سيصعب إعادتها بشكل فردي، كما ان التبادل التجاري والصناعي بين الدول المنتجة والمصنعة من جهة والاسواق والمجتمعات المستهلكة من جهة أخرى سيعتريها الريبة والشك جراء بيئة تصنيعها وانتاجها باعتبارها بيئة موبوءة، وهذا سيؤثر على المناخات التجارية بشكل عام، لذا كانت الطائرات الاردنية هي اول من جسد هذا المعنى والكوادر الطبية والصحية والتقنية الاردنية هي الاقدر في حمل هذه الرسالة للعالم اجمع في اختراق الاجواء المغلقة بقلوب مفتوحة وتحمل العلامة الفارقة تقول معا نقضي على الجائحة ومعًا نسارع خطوات اكتشاف العلاج واللقاح ومعا تكون الحياة افضل.

إذن، رسائل عديدة هي التي يحملها الطائر الاردني الميمون لإعانة امريكا والمانيا، في حرب البشرية ضد الوباء، وهي رسائل سياسية كما هي انسانية، أراد ان يرسلها جلالة الملك عبدالله الثاني للعالم اجمع، في هذه اللحظات الحرجة التي
تمر بها البشرية فان هذه الحرب، هي حرب ضد الانسان وليست ضد الاقطار، فلا يجوز تحديد حدودها الا بالحدود الكونية وكما لا يعرف مداها الا بامتداد الانسانية.

لذا، كانت مقاومة وباء كورونا هي مقاومة واجبة، تفرضها كل القيم والاديان والثقافات والحضارات الانسانية وكما
ان التعاون المشترك لحوصلة جيوب هذه الجائحة واجب، تمليه مقتضات العمل التجاري والدولي المشترك، فلا
قيمة لمنتج من دون مستهلك ولا لمصنع دون مستخدم، فان القيمة البينية في المعادلة الكلية هي واحدة، ولا يستطيع طرف منها العمل دون الاخر، او ان يعتاش دون مشاركة الطرف المتمم من معادلة المعيشة، ولا في فرضيات التأقلم ولا حتى في مناهج الحياة.

فان الحياة قائمة على التضاد بين سالب وموجب ليل ونهار ومنتج ومستهلك، وان الغاء اي طرف من اطراف المعادلة
لم يحدث ولن يحدث، وان السيطرة لا تعني الاستملاك او التملك الكلي، وكما ان الصراع الدائر لن يفضي لتحقيق
حالة عميقة، لكنه قد يتجسد في حاله اقليمية مقصورة فقط، من هنا يمكن قراءة المشهد واستدراك ما يمكن استدراكه بتتبع اعراضه لعلاجها، ان لم يكن زوال اسبابه ممكنا في ظل المناخ السائد، حمى الله الأردن وقيادته وحمى الانسانية من كل مكروه.

الاخبار العاجلة