المراهقة المتأخرة  عند الرجال هل هي موجودة حقا؟

24 ديسمبر 2021
المراهقة المتأخرة  عند الرجال هل هي موجودة حقا؟

صراحة نيوز  – بقلم د. عبدالكريم الشطناوي

   طرحت هذه الأسئلة على مجموعة الأصدقاء في(ملتقى النخبة)وهي مجموعة تضم أصدقاء ذوي كفاءات وكفايات تجمعهم رؤى ورسالة وبصيرة وبعد نظر،يطرحون قضايا عامة تهم الوطن والمواطن،وكان لي شرف الإنضمام إليها على شبكة التواصل.

وقد سعدت بقراءة آراء وأفكار بعض الأخوة حول تلك الأسئلة  

وقد جاءت متنوعة بتنوع

أطيافهم،كل حسب خلفيته الثقافية والعلمية وتجربته في الحياة،وهذا أمر طبيعي وهو يثري الموضوع،وتتيح للفرد ان يطلع ويستخلص الفائدة في أقل جهد ووقت.

وقد كان لي شرف المساهمة،

ولما كنت تربويا فقد تناولته من زاوية علمية سؤالا تلو سؤال. 

  وأود أن أنوه أن الأسئلة كانت تخص الرجل وحده،ولما كانت مراحل النمو من لحظة التكوين قبل الولادة وما بعد الولادة إلى نهاية الحياة تشمل الأنثى والذكر،لذا فإن ما أكتبه إتفاقا وانسجاما مع صيغة الأسئلة،

فإنه يعني كليهما(الذكر والأنثى).

  

توطئة:

     المراهقة المتأخرة:

  بأبسط معانيها هي التدرج نحو النضج(النمو)

البدني،الجنسي،

العقلي،الإنفعالي، الإجتماعي.

ولدينا كلمة البلوغ: وهي تقتصر على الناحية الجنسية،

أي نضوج(نمو)

الغدد التناسلية واكتساب معالم جنسية جديدة تنقل الطفل من فترة الطفولة إلى فترة الإنسان الراشد.

     وتبدأ المراهقة بشكل عام عند الإنسان من سن ١٢ وتمتد إلى ما بعد سن ٢١،وهي تبدأ عند الإناث قبل الذكور بسنة واحدة،كما أن البيئة المناخية تؤثر على بدايتها ونهايتها،

فمثلا المناطق الحارة قبل الباردة.وتقسم إلى مبكرة ومتوسطة ومتأخرة.

    إن الشعور بفترة المراهقة متفاوت ما بين أفراد القرى والأرياف وأبناء الفئات العاملة حيث يلقون المشقة والتعب في طلب لقمة العيش حيث لا وقت فراغ لديهم فقد يمرون بها ولايشعرون،عن أبناء المدن حيث الفراغ وما يرونه من إغراءات في الأماكن الترويحية تهيج مشاعرهم وأحاسيسهم. 

والمراهقة المتأخرة:فهي قد تصيب أغلب الرجال ممن تخطوا سن الأربعين أو الخمسين(سن الأربعين والخمسين الله يعين).

وتسمى بأزمة منتصف العمر

،أو جهلنة الأربعين،يتغير فيها نمط حياتهم،فهي تعكس على تصرفاتهم بعض الغرابة،فتبدو على تصرفاتهم وكأنها صبيانية شبابية لا تتفق مع أعمارهم

مما يثير الدهشة والإستغراب لدى من يحيط بهم،فتراهم يقعون في قصص حب مع فتيات أو شباب أصغر منهم سنا،فتراهم يهتمون بنظرهم وهندامهم كثيرا.

تدفع الزوجة ثمن ذلك خاصة  والأسرة عامة.

    ويعزى ظهورها إلى أسباب عديدة منها:

  *فقد يكون الرجل قد حرم من حنان الأمومة في حياته الأولى ويحاول تعويضها في شخصية نسائية،أو قد يكون قد تعود على حنان وحب من شخصية نسائية،أدى به في كبره بالبحث عن مواصلة ذلك الحنان في كل شخصية نسائية يجدها أمامه.

* وقد لا يكون الحرمان من الحنان هو السبب فقط،فقد يفقد هذا الحنان بعد زيادة الإهتمام بالأبناء وأمور البيت فيبدأ بالبحث عنه خارج المنزل.

*وقد يلجأ إليها البعض هربا من تهمة كبر السن،فيحاول إظهار بعض التصرفات ليدل

بها على أنه ما زال قادرا على العطاء كما في شبوبيته.

*وقد تعزى إلى حالة نفسية

هربا من سن الشيخوخة فيبقى متشبثا بشعور أنه ما زال شابا ولا يريد توديع الصبا،فيبدأ في البحث عن كل جديد. 

*وقد تكون هناك دوافع نفسية عميقة مردها الحرمان الزائد  في فترة المراهقة،وذلك بمنع الأهل له من الإختلاط بالجنس الآخر بداعي العيب،فيحاول الآن تعويض ذاك الحرمان أثناء تربيته من الأهل وهذا يسمى بالنكوص،فيريد الهرب من شيخوخته ومن قول(هرمنا).

*عدم اتزان الشخص نفسيا وعاطفيا وفكريا بما يتعلق بالحاضر والمستقبل،فيميل

إلى تجاهل فكرة الزمن،الوقت  والتقدم بالعمر.

   وتعالج ب:

   العناية بالصحة البدنية،الوجبات الغذائية الغنية بالعناصر الضرورية للجسم،التقليل من التفكير السلبي حيال الزمن والتقدم بالعمر، تخصيص أوقات للخروج والسفر والإستجمام،الإهتمام بالمنظر الخارجي،إجراء فحوصات طبية دورية،ممارسة الهوايات الخاصة، الإنشغال بالإنجاز  والعمل،قضاء الوقت بالأعمال المفيدة.

  والعلاج الناجع هو دور الأسرة عامة والزوجة خاصة،فهي إن أتقنت دورها كان ذلك له شأن كبير في توفير جو نفسي ومادي فيبعثان الثقة لدى الزوج مما يشعره بأنه ما زال

له باع في الأسرة والإشراف عليها وإدارة شؤونها وكلمته ما زالت مسموعة ومقدرة. 

  وعلى الزوجة أن تعي دورها فهي صمام أمن وأمان الأسرة كاملة والزوج خاصة،وقد أعطى الإسلام للزوجة منزلة واهتماما خاصا كي تكون مبعث حنان ومودة واستقرار للأسرة كاملة. 

وعن السؤال:

   هل من الضرورة أن يمر بها كل الرجال؟

    أشرت أن كثيرا من الرجال يشعرون بالمراهقة المتأخرة،

وليست بالضرورة ان تنطبق على الجميع،فلكل شخص ظروفه الخاصة وعوامله التي يتأثر بها وهذا يدعى بالفروق الفردية.

   وأما عن السؤال: 

  هل هي دافع ومسوغ للزواج الثاني للرجل:

  فإن لكل فرد بيئته وعوامله الخاصة،التي تجعله يقدم أو يحجم،ومن الزاوية الدينية فإن الأصل التعددية وليس الأحادية

(مثنى وثلاث ورباع،وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة)ووضعت المسوغات الموجبة للتعددية،

ولذا فإن المسوغ عند فلان قد لا يكون عند الآخرين،فالمراهقة 

على كبر قد تكون إحدى المسوغات،وليس مسوغا وحيدا

،،وإن لم يكن للزواج الثاني اي دافع أو مسوغ عند الشخص فإن ذلك يكون من باب البطر،

ويقال عنها جيزة الرجعة فجعة. 

ختاما أشكر القائم على هذا الملتقى على حسن إدارته وحسن انتقائه للمواضيع الشيقة والشيكة والشائكة.

د.عبدالكريم الشطناوي.

الاخبار العاجلة