من يخرق السفينة؟

15 أبريل 2020
من يخرق السفينة؟

صراحة نيوز – بقلم تيسير النعيمات

منذ اعلان منظمة الصحة العالمية فايروس كورونا المستجد جائحة تباين تعامل الدول مع هذا الاعلان بين ثلاثة خيارات تظهر الآن جليا نتائج كل خيار.

الخيارات الثلاثة تمثلت في اعطاء الاقتصاد اولوية وان تسير الامور بشكل طبيعي فيما كان الخيار الثاني هو اعطاء اولوية للصحة ثم معالجة الآثار الاقتصادية فيما كان الخيار الثالث بين الاول والثاني وهو الموازنة بين الصحة والاقتصاد .

كل خيار له ايجابياته وسلبياته فخيار الاولوية للاقتصاد كانت نتائجه فقدان السيطرة على الوضع الصحي وبالتالي الحاق ضرر كبير بالاقتصاد تصعب معالجته فيما كان لخيار الموازنة كلفة عالية ايضا بانتشارللفايروس وبالتالي اطالة امد التعافي الاقتصادي فيما مكن خيار اعطاء الاولوية للصحة الدول من السيطرة السريعة على الوباء ومنحها الفرصة لتعافي الاقتصاد بشكل اسرع ايضا .

لقد تبنى الاردن منذ البداية وبشكل سريع وحاسم خيار اعطاء الاولوية للصحة وبدأت نتائج هذا الخيار بالظهور بدخولنا مرحلة التعافي من الوباء وسنكون باذن الله من اوائل الدول التي ستعلن تعافيها .

ان هذا الخيار مكن الاردن من البدء بعودة تدريجية ومحسوبة لعدد من القطاعات تعلن عنها الحكومة بالتدريج وهذا سيجعل عجلة الاقتصاد ستعود للدوران بكامل طاقتها محليا بحلول شهر حزيران المقبل .

ان تعافي الاردن السريع وقبل دول الجوار سيمنحنا افضلية للمنافسة والتصدير ويزيد من قدرتنا التنافسية والتصديرية اقليميا ودوليا.وبالتالي لعودة اسرع لتحقيق نسب نمو طبيعية تنعكس على الميزانية وعلى الاوضاع المعيشية وتنعش القطاع الخاص وتخفض الاضرار على الاقتصاد وبالتالي على نسب الفقر والبطالة .

ان شدة الضغوط التي تمارسها بعض القطاعات الاقتصادية قد تربك متخذي القرار ما قد يؤدي لا سمح الله الى تسرع في اتخاذ قرار عودة بعض القطاعات فضلا عن عدم التزام بعض من يطلب منه وضع نفسه في الحجر ما قد يعيدنا الى المربع الاول في مكافحة الوباء
لا احد ينكر ان موازنة الدولة قد تضررت نتيجة ازمة الوباء الى جانب تضرر مختلف القطاعات الاقتصادية والمواطنين ومن اكثرهم ضررا عمال المياومة .

ومع ذلك فان الانانية وعدم الاحساس بالمسؤولية وغياب بعد النظر واشتداد الضغوط على اللجنة الوطنية للاوبئة والحكومة والمركز الوطني للامن وادارة الازمات لا يخدم احدا فالحكمة تقتضي ان ندعهم يعملون باريحية لاتخاذ القرارات السليمة في الوقت الصحيح وهذا يتطلب من الجميع التضحية والصبر.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا” فهل نسمح لاي شخص او قطاع بخرق السفينة ؟

ام نتحلى بالصبر والامر مجرد “شدة وبتزول ” كما قال حفيد النبي عليه الصلاة والسلام ، جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين .

الاخبار العاجلة