صراحة نيوز – بقلم د.عبدالكريم الشطناوي
إن ما حدث في السلط الأبية شيئ متوقع حدوثه على أي بقعة من ثرى الأردن الأبي،فليست هي مقصودة بالذات ولكن قدرها كان،فقد
قدر الله وما شاء الله فعل.
لكن هذا القدر كان مسبوقا بأسباب،فلولا هذه الأسباب لربما الذي حصل لم يحصل، وعلينا أن لا نحمل القدر كل الأخطاء البشرية فلا بد وان نأخذ بالأسباب وبعدها نقر بالحدث،فرسولنا الكريم يقول: أعقل وتوكل.
ومن الجدير بالذكر أن
هذه الأسباب ليست وليدة الساعة،وإنما هي حصيلة أخطاء حدثت طيلة ثلاثة عقود ونيف،في ظل تعاقب حكومات أقل ما يقال عنها أنها كانت شكلا بلا مضمون، تتشكل بطريقة التدوير والتبادل.
كان تشكيلها لا يقوم على أسس متينة ولا تخضع لمواصفات ومقاييس بحيث تضع الإنسان المناسب في المكان المناسب.
وإذا أردنا أن نحمل أحدا مسؤولية ماحدث بالسلط، فإننا نقول بأن مسؤولية ما حدث يتحملها الجميع،لأن الجميع كان همه الأساسي هو الحصول على منصب عال،ومن أجل ذلك فقد كان يلهث وراء الواسطة وبذلك فقد سمحنا لها،فنكون بذلك قد شجعنا الذي وسطناه على الإستقواء،فتشكلت لدينا طبقة سياسية في البلد
أخذت تمارس سياسة توريث المناصب لأبنائهم
وأحفادهم،وصرنا نرى وزراء وأصحاب مراكز عليا ما هب ودب،ويقتصر المؤهل على أنه فلان بن فلان صهر فلان وابن خال علان ومحسوب على الجهة الفلانية.
وجاءت جائحة كورونا لواحة للبشر عليها تسعة عشر فكانت أكمة ووراءها ما وراءها :
سقط النقاب عن الوجوه الغادرة
وحقيقة الشيطان بانت سافرة
وهكذا تكشفت حقيقة من عين في المناصب العالية منذ عقود،فبانت العيوب حيث أن صاحب المنصب صار لا يعنيه سوى تحقيق مآربه الشخصية للحصول على إمتيازات ومكافآت له ولذريته من بعده.
وحتى نكون منصفين فإن ما حصل لا تتحمل وزره حكومة بذاتها بغض النظر عن شخوصها،فقدرها شاء ان يحدث ما حدث،وحتى نكون اكثر إنصافا فإننا سندخل في دوامة حصر الخلل أين وقع ؟ في رأس الهرم أم قاعه؟ ومن الذي يتحمل الوزر منهما؟ وهنا لدينا نص قرآني(ولا تزر وازرة وزر أخرى).
إن ما حصل في السلط ما هو إلا بمثابة فاجعة دقت ناقوس خطر ينبئ بأن
القادم أعظم إن لم نبادر بعملية إصلاح حقيقية تهدف إلى إحداث تغيير جذري في كل مؤسسات الدولة وسلطاتها الثلاث:
التشريعية،القضائية،التنفيذية وذلك:
* بتحييد الحرس القديم الذي تسيد ساحة السياسة وكل من يمت لهم بصلة وشكلوا طبقة سياسية مستحكمة.
* الحد من تغول بعض الجهات في إدارة البلاد .
* أن يتم تشكيل الحكومة وفق معايير خاصة من
حيث الكفاءة والكفاية اللازمتين لتشكيل فريق وزاري متجانس قادر على خدمة الوطن والمواطن.
* لا بد من أن نتخلص من المحسوبية والواسطة وان
لا تقبل العشائر بأن تكون شماعة يعلق عليها أخطاء بعض أبنائها.
* أن يعاد النظر في قانون الإنتخاب وقانون الأحزاب والنقابات وغيرها حتى تكون عونا للدولة.
وإنني هنا لا أدافع عن أحد لأنه لا أحد منهم يستحق ذلك،وما أوصلنا الى هذا الحال إلا إداراتهم التي لم تبنى على أسس علمية من أجل خدمة الوطن والمواطن.
وإلى أهلنا في السلط خاصة والبلقاء عامة،نعزي انفسنا بفقدان كوكبة من شهداء الوطن،ودعاؤنا إلى الله تعالى أن يحشرهم مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
حمى الله الأردن قيادة وشعبا والله الموفق.