صراحة نيوز – بقلم عبد الله اليماني
القوات المسلحة هي جزء من أبناء الشعب ومهام الإعلام العسكري زرع مفاهيم الولاء والانتماء ، عند الشعب ( لله والوطن والملك ) من اجل البذل والتضحية والعطاء ،وحماية الوطن والمواطن والدفع باستمرارية النهوض بالوطن وتطوره وازدهاره ورفع الروح المعنوية لدى ( الجند والشعب ( بالتصدي ( إعلاميا) لأية هجمات إعلامية، هدفها النيل من قدرات الجند العسكرية والتأثير على الروح المعنوية، وكذلك المواطنين الذين هم السند الأساسي في حماية الجند من الخلف عند قيام العدو بحرب نفسية من شأنها التأثير على الروح المعنوية لأداء القوات المسلحة ، ووقوف المواطنين بشكل عام مع الجيش .
فلهذا فان ( الإعلام العسكري أو الإعلام السياسي ) هو وسيلة صحافية متخصصة في الجوانب العسكرية والسياسية. مهمته إبراز الأخبار والأنشطة العسكرية المختلفة ،وتسليط الأضواء عليها ، وتناول القضايا السياسية ذات الشأن العسكري بالتحليلات الموجهة في الاتجاهات كافة . وخاصة تلك التي تخص المؤسسة العسكرية والمواطنين . لمواجهة الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تصدر من هنا وهناك ،من خلال توضيحه وإبراز الخبر الحقيقي بكل مصداقية وشفافية . ومواجهة الجهات الإعلامية التي صدر منها الأخبار الكاذبة . وهذا يتم من خلال التشاركيه مع وسائل الإعلام المحلية كافة ، التي يتوجب أن تكون علاقة قائمة على بناء قاعدة تشاركيه حقيقية بعيدا عن الإقصاء والمفاضلة بين وسيلة وأخرى بإرسال الأخبار من خلال عملية فرز وتفريز للمقربين وعدم توجيه الدعوات لآخرين والتواصل معهم . فالابتعاد عن وسائل الإعلام ب ( إهمالها وقطع التواصل معها ) ،يفقد الإعلام العسكري ( شعرة المحبة ) معه ،لان كسب الإعلام إلى صف المؤسسة العسكرية لا يخدم المصالح العليا للجيش والدولة . وخاصة عندما يستدعي الأمر جميع وسائل الإعلام الوقوف في خندق الدفاع عن الوطن والجيش . عبر تناوله الأحداث الساخنة والقضايا المصيرية .والتصدي إلى وسائل الحرب النفسية الهدامة التي يشنها العدو.
ويعلم القائمين على الإعلام العسكري أن ( وسائل الإعلام تشهد كل يوم تطوّرا تكنولوجيا متسارعا ، جرى فرضه على ارض الواقع ، بحيث تنتشر ( المواقع الإخبارية ) الالكترونية ( الخاصة والعامة والشخصية) . حيث أصبح الشخص العادي ( صحافيا وإعلاميا وسياسيا واقتصاديا ودينيا ) يتناول جميع القضايا من دون أدنى علم أو دراية أو مسؤولية أخلاقية وأدبية …ولما ترفع بحقه قضية تكون الأخبار قد انتشرت بين المجتمع كالنار في الهشيم . وأمام هذا الواقع بات على (الإعلام العسكري ) ليس الوحيد بهذا الفضاء الرحب. إذ يوجد انفتاح إعلامي هائل جدا . وعلية يتوجب منه على مجاراة هذا ( الزخم الالكتروني ) الذي يتطور بكل ثانية . ودخل بيوتنا وسلب عقولنا صغارا وكبارا . عبر التصدي لما يبثه من أخبار ومقالات وتحليلات وفبركات صحافية وإعلامية وخزعبلات وأخبار كاذبة تنال من معنوياتنا . وهذا يتم من خلال ( مد جسور التعاون) مع ( المواقع الإخبارية ) الالكترونية ( الخاصة والعامة والشخصية) المؤثرة . حيث أن هدف الأعلام العسكري انتشار أخباره ( محلياً وخارجياً ) ، عبر وسائل الإعلام المختلفة . وبثها ب(حملة إعلامية) هدفها التأثير على الجنود في الميدان وعلى سلوكيات الشعوب والدول في السلم والحرب .
والتصدي للحملات والأخبار المضللة الموجهة التي تستهدف النيل من جاهزية القوات المسلحة ، بأخبار مضادة للأخبار الكاذبة وتحليلها والتصدي وإحباطها ، خاصة تلك التي تستهدف إضعاف الروح المعنوية للجند ، والتأثير على وقوف وتلاحم ( الشعب مع الجيش ) ، بالعمل على تزويد الشعب والقوات المسلحة بالمعلومات الدقيقة والصحيحة. وهذا يتأتى من خلال الموضوعية بدقة المعلومات والسرعة باحترام عقلية المتلقي والمرونة في مواجهة المتغيرات وتناولها وطرحها بأسلوب سلس وصياغة يتقبلها المجتمع .مع التأكيد على الولاء والانتماء للوطن والملك .
وذلك بالتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة ( المقروءة والمرئية والمسموعة والالكترونية ) ، بأداء دوره الوطني . والابتعاد عن الانزواء وراء إرضاء ( المسؤول ) . وفرد مساحات له في وسائل الإعلام . إذ مطلوب منه أن يكون الفضاء مفتوح للكل بحيث تكون (برامجه) منوعة منها ( الأمنية ، العلمية ، الدينية ، الثقافية ، الاجتماعية ، الوطنية ، والترويحية ،والفنية والرياضية ( . لان أفراد القوات المسلحة هم أبناء الشعب. وشباب المستقبل من سيكون بينهم في صنوفه المختلفة (العسكري والضابط والطبيب والمهندس والصيدلي… الخ ) .
بحيث يشهد تطورا لمواكبة العالم لما وصل إليه في مجالات ووسائل الإعلام المتنوعة . باقتنائها واستخدام النظم الحديثة. وأناس عاملين بمجال (علم النفس) للوقوف على ماذا يريد الجندي وماذا لا يريد وكذلك المستمع والمشاهد والقارئ ، بتوفير (شبكة ) من العاملين في مجالي الصحافة والإعلام ، لتغطية أخبار الحرب في ساحات القتال من ( المراسلين والصحفيين المتخصصين ) فيها . إلى جانب فريق تحرير وتحليل (أخبار ومعلومات ) . لتنقيتها وإرسالها على عجل لاستخدامها ( إذاعيا وتلفزيونيا وانترنت ) لتغطيتها إعلاميا ، بالطرق التي تختلف عما هو متبع في وسائل الإعلام العادية . وذلك لمجاراة الأحداث الساخنة محليا وعربيا ودوليا ، فالحري بالعاملين في الإعلام العسكري وحتى لا يساء الفهم أي ( إعلام عسكري ) أن يكونوا ملمين بأسلوب إقناع الطرف ( المستقبل ) ، بالمصداقية (بقدرات وكفاءة وتطور الجيش ).
وهذا الدور منوط ب (الإعلام العسكري) الذي يمتلك كل المعلومات عن الجيش وما هو مصرح بنشره ، وإطلاع عامة الشعب عليه ، في الجوانب العسكرية والحربية. والتصدي لمن يتمادى على دور القوات المسلحة في حماية الوطن والمواطنين المتمثلة في الأمن والاستقرار وخلق التوترات الداخلية ، وزرع بذور الفتنة ، والتفرقة والبغضاء بين أبناء المجتمع . والعمل على طمأنة المجتمع بان حماية الوطن والمواطنين ومقدراتهم أولى أولويات الجيش . بعيدا عن تزييف الحقائق فالمصداقية أساس النجاح والكذب سيؤدي لاحقا إلى السقوط به مدويا .
الصحافة العسكرية الورقية :
هي وسيلة من وسائل الإعلام ، وهي أداة من أهم الأدوات العاملة على تحصين الجبهة الداخلية وخلق التفاف شعبي حول( القيادة والوطن والمؤسسة العسكرية ) حيث تحوي صدر صفحاتها نشر قرارات مصيرية صعبة .
الإذاعة :
الوسيلة الأولى بلا منازع في الاتصال ميدانيا بالمستمعين بما تقدمة لمستمعيها من برامج وموسيقى حربية وأغاني وطنية حماسية ، وإذاعة أخبار النصر وتباشيره أولا بأول من دون تأخير . وذلك لرص صفوف المستمعين والتعبئة ضد العدو عبر النبرة الحماسية والانفعالية في استثارة العواطف ومشاعر المستمعين بوقت الحرب إلى جانب تناولها الجوانب الاجتماعية والتاريخية طيلة مدة الحرب.
ولكي يكون لدينا ( صحافي وإعلامي عسكري ) فلابد من الأخذ بعين الاعتبار أن يكون اختيارهم أولا (رغبته وموهبته ) بممارسة مهنة ( الصحافة والإعلام ) وليس شهادته الدراسية فكثيرا منهم يحول إلى دراسة ( الصحافة والأعلام ) للحصول على ( شهادة جامعية ) ليس أكثر ، لأنه لم يستطع مواصلة دراسة التخصص الذي قبل فيه . فالمطلوب عند قبوله عمل برنامج تدريبي مكثّف له . وعقد لها دورات تدريبه،وتمارين تعبوية للصحافيين والإعلاميين متخصصة لمواجهة كيفية التعامل مع القضايا ( الأمنية ) كامن ( الوحدات العسكرية ) والأمن الشخصي للعاملين فيها . وامن المعلومات عند الوقوع في الأسر، وغيرها . والتعليم على ( المهارات الإعلامية ) في إدارة الحرب الإعلامية ، بكل تفاصيلها وحذافيرها ، فإذا اجتازه واثبت جدارة فيه كان به ، وإذا فشل فلا حاجة للإعلام له .
التلفزيون :
يعمل على نقل الأحداث بالصوت والصورة ،فيعيش المشاهد الخبر بكل تفاصيله وجوانبه على ارض الواقع من الميدان.
الانترنت:
وسائل التواصل الاجتماعي تعمل بسرعة فائقة على نقل الحدث بشكل فوري أسرع من الإذاعة والتلفزيون ولها تأثيره كبير جدا ، على المواطنين بظل الهواتف التي يملكونها . حيث يمكنهم متابعة أخبار وأحداث العالم بلحظات .
فالإعلام العسكري معني بالتوعية الوطنية ، والانتماء ورفع الروح المعنوية بين أفراد القوات المسلحة بالحديث عن الانتصارات العسكرية ، التي حققها من سبقوهم في معارك الشرف والبطولة في الدفاع عن الوطن. وتغطية مسارح العمليات العسكرية القتالية ميدانيا . فالإعلام العسكري يساهم مساهمة فاعلة في حسم المعركة ، وتحقيق النصر وتفوق الجيش فيها . والإعلام العسكري كونه شريك مؤثر في الحروب والصراعات التي تقع هنا وهناك فلابد من إيجاد وإعداد ( فرق إعلامية ) متخصصة لإدارة وتغطية الأزمات.
وهنا يتوجب أن يكون لديهم ( انطلاقة ) شامله للإعلام العسكري تشمل جميع المحافظات والألوية ، وان يكون لـ ( رفاق السلاح ) نصيب بهذه الانطلاقة ، بإشراكهم فيها ،وعمل برنامج خاص بهم . إلى جانب ( فتح مكاتب إعلامية) في (الألوية والمحافظات ) ، لكي يتواصل الإعلام العسكري مع المواطنين وإشراكهم في المناسبات الوطنية والدينية وتغطية الفعاليات المختلفة . والتي فيها يبرزون (الاحترافية العسكرية ) التي وصلت إليها القوات المسلحة .
ومن اجل إيجاد ( جيل إعلامي وصحافي ) قادر على العمل فقد بات من الضروري البدء بتدريس تخصص ( الصحافي والإعلامي الحربي ) . في أقسام كلية الإعلام حول ( المهارات المهنية والاحترافية ) في الإعلام العسكري ، بأنواعه وواجباته ومهامه في كليات الصحافة والإعلام في الجامعات ، لإتاحة الفرصة أمامهم بتعلمهم ( الإعلام العسكري ) للراغبين الالتحاق فيه . وإعداد أجيال متسلحة ب ( صحافه وإعلام متخصصة ) قادرة على العمل في الإعلام العسكري . ويمكن الاستفادة من العاملين في الإعلام العسكري والمتقاعدين العسكريين . وسنشهد تخرج شباب (مبدعون ) في الصحافة المكتوبة والمقروءة والإعلام المرئي والمسموع التلفزيون والإذاعة ، والمواقع ( الإخبارية الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي .
ولكي لا يبقى الإعلام العسكري تحت رحمة ( الإعلام الرسمي والخاص ) من خلال تخصيص وقت غير كاف أسبوعيا أو لقاءات ( المناسبات ) فقد بات من الضروري بمكان إنشاء ( مجموعة إعلامية ) استثماريه خاصة به . ( تلفزيون ،إذاعة ، وكالة إخبارية الكترونية ). والأمر الملح الآخر ( دعمه ماليا وبشريا ) مع إعطائه الحرية الكاملة في عملة الإعلامي بعيدا عن حالة ( الرعب والخوف ) التي تسيطر عند البعض والتي لا زالت تعشعش في أذهانهم الذين لا يرغبون بالعمل .
أرجوكم … لا تستهينوا بالجنود الذي ينيرون السماء قنابل وصواريخ تدك العدو / وفضاء رحب تغطيه الكلمة بكل عزم وتحدي .