صراحة نيوز – بقلم أسعد العزوني
إعتدنا الإعتماد على التقويمين التقليديين الميلادي الذي يؤشر على ميلاد السيد المسيح عليه السلام ،والهجري الذي يؤشر على هجرة النبي محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم ، لما لهما من أهمية فائقة .
ويبدو أنه بات لزاما علينا إعتماد تقويم “ثوري” جديد هو قمم الرياض التي عقدها شايلوك اليهودي-ترامب الذي يتربع على عرش البيت الأبيض إلى حين ،التي عقدها مع حكام الرياض وحكام الخليج والحكام العرب وغالبية الحكام المسلمين ،وبحثت أخطر تطور ليس في المنطقة فقط بل في العالم أجمع ،وهي صفقة القرن التي تقضي بتصفية القضية الفلسطينية ،لصالح العصابات الصهيونية ،وتمهيدا لإقامة إسرائيل الكبرى.
تأتي دعوتنا لإعتماد هذا التقويم الجديد لأهمية الحدث الذي جرى في العام 2017 أي بعد مرور مئة عام على وعد بلفور المشؤوم ،ومرور مئة عام أيضا على معاهدة سايكس –بيكو التي قسمت العالم العربي وأسست الكيان الصهيوني.
نمر حاليا في مرحلة التمكين الشامل لمستدمرة إسرائيل الخزرية الإرهابية الصهيوينة ،التي يخطط لها بالتوسع على حسابنا وبالتعاون مع لاعبين جدد من العرب ،الذين كشفوا عن حقيقة هويتهم وتبين للقاصي قبل الداني إرتباطهم مع مستدمرة إسرائيل بشكل سري قبل قمم الرياض ،وهام هم يرفعون الراية الإسرائيلية خفاقة في سماء العرب ،متحدين بذلك كل القيم والخلاق العربية والإسلامية ،وقد وصل الأمر بهم إلى الموافقة على بيع القدس للصهاينة.
هناك العديد من الأحداث الجسام التي نجمت عن قمم الرياض وأولها وأهمها الحديث عن صفقة القرن التي كان يخطط لها النجاح بعد العديد من الخطوات المدروسة وفي مقدمتها شن حرب على غزة ل”تطهيرها”من حركة حماس،وشن حرب أخرى على لبنان ل”تطهيرها”من حزب الله ،حتى يتسنى للعملاء الجدد الأغنياء من تنفيذ شراكتهم الجديدة المكشوفة مع مستدمرة إسرائيل.
ومن مخلفات قمم الرياض أيضا كارثة الخليج المصطنعة التي نجم عنها حصار قطر الرافضة لصفقة القرن وشطب القضية الفلسطينية وصاحبة قناة الجزيرة الفاضحة والمتواجدة في كل مكان،وهذا ما يفسر إصرار دول الحصار بدون وجه حق طبعا على قطر بإغلاق الجزيرة حتى لا تكون شاهدا وفاضحا على ما سيجري من جرائم تشترك في دول الحصار مع مستدمرة إسرائيل لشطب القضية الفلسطينية ،وحتى لا تقوم الجزية بتغطية مراسم الزواج العلني بين دول الحصار الخليحية وبين مستدمرة إسرائيل ،وحتى لا تتمكن الجزية من إستضافة معارضين خليجيين لما هو مقبل من الجرائم السياسية ،ولا ننسى أن مغامرة النتن ياهو المتمثلة في إغلاق المسجد الأقصى كانت إحدى مخلفات قمم الرياض سيئة الذكر.
لقد أحدثت قمم الخليج تحولا دراماتيكيا في العلاقات العربية-العربية لصالح مستدمرة إسرائيل بطبيعة الحال،وقد إرتكبت دول الحصار الخليجية لتبرير سياساتها الجديدة عذرا أقبح من ذنب ،وقالت أن إرتماءها بأحضان إسرائيل جاء طلبا للنجاة من إيران ، والأغرب من كل ذلك أن هذه الدول المتأسرلة تقيم علاقات سياسية وإقتصادية كبيرة مع “البعبع” إيران ،وتشكل الإمارات بوابة إقتصادية لها ،وكذلك البحرين ، وتستقبل السعودية الحجاج الإيرانيين الذين يدخلون الديار المقدسة على متن الطائرات الإيرانية في حين ان السعودية منعت حجاج قطر من القدوم إليها على متن الطائرات القطرية .
والأنكى من كل هذا أن القيادة السعودية تسعى جاهدة من خلال حكام العراق الجدد للمصالحة مع إيران ،علما بأنها طلبت من ترامب ودفعت له زهاء النصف تريليون دولار لإخراج إيران من العراق وإعادة هذا البلد العربي للحضن الأمريكي،وحتى اللحظة لا يوجد تفسير منطقي لنفي القيادة السعودية سعيها للصلح مع إيران مع أن وزير داخلية العراق الجديد الأعرجي صرح بذلك رسميا بعد زيارته لبغداد.
عموما فإن ما نتحدث عنهم ورغم غناهم الفاحش الذي أدخلهم في خانة السفه ،لم يؤهلهم للقدرة على اللعب جيدا في الملعب السياسي، ولذلك فإن كافة المؤامرات التي حاكوها ضد الأمة ستنقلب عليهم بإذن الله ،وإن غدا لناظره لقريب، حيث أن الجميع متفقون على أن السعودية تحديدا ستتعرض لهزات خطيرة بعد إنتهاء موسم الحج الحالي،ومن يراقب الساحة السعودية هذه الأيام يشعر بالحراك السعودي الشعبي الذي فعل فيه الجوع والحرمان فعلته.