صراحة نيوز – بقلم اسعد العزوني
إنه تحالف “الأعدقاء والأشقاء معا ” ،وما يحز في النفس أن التحالف الذي يهدف لتقويض الأردن الرسمي أولا وقبل كل شيء، يريد تنفيذ صفقة القرن التآمرية التي جاء بها الإنجيلي الماسوني المتصهين ترامب وتحالف المراهقة السياسية والدهقنة العربية ،ضم أخوة لنا كنا نظنهم من جلدتنا ،وكنا نحمي حدودهم وننقذهم من ورطاتهم الداخلية بسواعد جيشنا الباسل .
بدأت القصة بالضغط على الأردن لفتح حدوده أمام قوات التحالف لغزو سوريا وإحتلالها ،ولكن صانع القرار أغلق الأبواب في وجه المراهقة السياسية ،فمارسوا عليه ضغطا آخر للمشاركة في حصار قطر ،ولأن لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين قراءة خاصة للأحداث ،فقد رفض الإسهام في تلك الجريمة ،لعدة أسباب منها أننا وحدويون بطبعنا ، كما ان جلالته كان رئيسا للقمة العربية السابقة ،وبالتالي فإن الدور المناط به هو التجميع وليس التفريق والتهدئة وليس صب الزيت على النار، كما فعل البعض مقابل “هبشة”من المراهقة السياسية العربية،وكان الرد بأن فرضوا حصارا ماليا على الأردن لتجويعه وإجبار الشارع الأردني على التحرك ضد النظام.
في الأثُناء ظهرت مؤامرة صفقة القرن التي جاء بها الإنجيلي الماسوني المتصهين ترامب بالتوافق مع المراهقة السياسية والدهقنة في المنطقة،ووضع الأردن امام إمتحان صعب آخر،لكنه تجاوزه أيضا وبنجاح وصمد،لكن الطرف الآخر حاول اللعب على الحبال وسمعنا في قمة الرياض الأخيرة ، تأييدا لفظيا لبقاء الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،وتبرعوا لفظيا أيضا ب 150 مليون دولار لدعم الأوقاف في القدس ،لكننا وحتى اللحظة لم نتسلم “بنسا “واحدا منها.
وجاء من يعرض على جلالة الملك عبد الله الثاني رشوة مقدارها خمسة مليارات دولار كي يتنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات ،لكنه رفض وبعنفوان ،ولم يعرهم إنتباها،ما جعلهم يضعون الأردن أمام إمتحان صعب ثالث ، هو الأصعب الذي تعرض له الأردن ،وهو موقفه من نقل السفارة الترامبية من تل أبيب إلى القدس المحتلة في تطور لافت للصراع بعد مجيء المراهقة السياسية العربية ، وورد في كلمة اليهودي الصهيوني صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنير أن إسرائيل هي المسؤولة عن القدس وكل ما فيها ،وهذا يعني شطبا واضحا للدور الأردني.
تحرك الأردن الرسمي فورا ممثلا بجلالة الملك شخصيا وبكل ما اوتي من قوة ،وصاغ جلالته موقفا أردنية ولا أروع في مثل هكذا ظروف ،واوعز للجهات المعنية أن تدافع عن الموقف الأردني بعد صمت مؤقت لم نعتد عليه.
بداية شهد الأردن بجهاته الأربع إنتفاضة عارمة للتضامن مع فلسطين وهذا هو أضعف الإيمان وسيؤتي ثماره لاحقا ،لأن قوة الضعيف إن ظهرت تحمل رسائل عديدة ،ومن أولى هذه الرسائل التي حملها الموقف الأردني هي موضوع السيادة الذي تبلور بالإيعاز بحفر آبار إرتوازية في منطقة وادي عربة ،وهذه الخطوة في علم المنطق لها أكثر من معنى ومغزى.
جاء الموقف الأردني الرافض للمراهقة السياسية على لسان جلالة الملك شخصيا إذ عبر عن رفض الأردن للعنف الإسرائيلي ،ووجه أيضا بتعزيز دعم المستشفى العسكري الأردني في غزة ،كما ان جلالة الملكة رانيا العبد الله ترحمت بدورها على شهداء فلسطين والأمة وأكدت على عروبة القدس ،وجرى التأكيد على المسؤولين الأردنيين على التعبير عن الموقف الأردني بشكل جلي وواضح ،وظهرت التصريحات الحامية بأن الأردن وفلسطين يواجهان المخططات الإسرائيلية دون مساعدة من الدول العربية.
وفي تطور ملفت للنظر هتفنا له أن الحكومة الأردنية وعلى لسان الناطق الرسمي د.محمد المومني سارعت بالرد على تصريحات صهر ترامب اليهودي كوشنير في كلمته في حفل إفتتاح السفارة الأمريكية أن إسرائيل هي المسؤولة عن القدس وكل ما فيها ،ولو لم يكن هذا الكوشنير قد إتفق على ذلك مع المراهقة السياسية العربية لما تجرأ على قول ذلك.