صراحة نيوز – نظم منتدى الوسطية للفكر والثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة ندوة بعنوان ” التسامح في مسيرة الدولة الأردنية، وفي بداية الندوة رحب رئيس المنتدى المهندس مروان الفاعوري بالمحاضرين والحضور وقال: لاشك أن الأردن عبر مسيرته كان حريصاً على نهج التسامح منذ بداية تأسيسه، فالملك المؤسس كان رائداً بمفهوم التسامح عندما أحضر معه مجموعة من العلماء الأجلاء الذين أرسوا قواعد التسامح وأشار أيضاً إلى دور الملك الحسين رحمه الله في بث روح التسامح حتى مع المعارضين والذين اختلفوا معه بالرأي، ثم تطرق الى التسامح عند الملك عبد الله الثاني حفظه الله إذ أصدر قرار العفو أكثر من مرة.
أما الدكتور محمد الرواشدة فتحدث حول محور ” فلسفة التسامح في عقل الدولة ” بإعتبارها ورقة تأطيرية، وقال حاولت الإجابة على أسئلة مشروعة حول أهمية التسامح وقيمته مذهبياً وواقعياً، منذ لحظة التأسيس إلى تاريخه الآن، ففكرة التسامح كممارسة سياسية هي ظاهرة بكل ما تعنيه بالمعنى الإجتماعي والسياسي، وأن الثابت في نظرية التسامح أنها بالتاريخ الأردني هي ظاهرة نفسية اجتماعية سياسية دينية فلسفية، وفكرة انتعاش التسامح تستمد جذورها من الممارسات الإقتصادية والإجتماعية، ففكرة التسامح لا تتحقق في وعي الشعب فقط، وإنما نلحظها في الممارسات، وقال ان التسامح شرط من شروط المواطنة.
وفيما يتعلق بمؤشرات التسامح في الشخصية الأردنية فتأتي من احترام الشخص للآخر.
وقال ان التسامح يتجسد في الحكم الهاشمي من خلال الصورة التي يمثلها النظام الهاشمي.
أما الدكتور عامر الحافي فقال، لقد ظهر في تراثنا مواقف كثيرة من صور التسامح، فعندما نشرك الجميع في هذا الوطن بإدارة شؤونه، فهذا مظهر من مظاهر التسامح، فالمسلم والدرزي والمسيحي وغيرهم هم من أداروا شؤون الدولة، فالعلاقة بين الأردني المسيحي والأردني المسلم تمثل بصدق صورة من صور التسامح والتوازن.
وقال، نحن بحاجة للتسامح ليس لأغراض سياسية أو ارضاء لجهات خارجية، بل لأننا بحاجة للتسامح فعلا لنكون من متممي مكارم الأخلاق، تلك الفكرة التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “
وقال.. أليس ما يحدث في اليمن والعراق يدعونا للتسامح… فما بنيناه من نموذج إنساني يدعونا للتسامح، وقال، ليس الحديث عن العقيدة يعد سببا لعدم التسامح وإنما السبب هو غياب الشرط المعرفي، فالمعرفة التي نريد هي الشرط الأساسي للتسامح، فمعرفة الآخر سبب للتواصل والتسامح.. وقال ” إن جلالة الملك عبد الله يشير دائماً إلى ان التطرف لا يمكن أن يكون موجوداً لدينا، وقال إن التسامح الذي نريد ليس هو البديل عن العدل،و التسامح يتطلب إصلاحاً وثورة معرفية.لا بد أن تكون حاضرة في حياتنا..
وفي نهاية الندوة التي أدارها المهندس مروان الفاعوري استمع الحضور إلى مداخلات الحضور وأسئلتهم التي أجاب عليها المتحدثون…