صراحة نيوز – بقلم الدكتور نسيم ابو خضير
يعتبر التعليم ومنذ القدم من أفضل الطرق التي تكسبنا الخبرة والمهارة والمعلومات والمعرفة لنكون مبدعين في شتى مناحي الحياة المختلفة .
فقد كان للكتاتيب دورا مهما في تعليم القراءة والكتابة والحساب ، ثم تطور التعليم بالدراسة في المدارس والجامعات من خلال الحضور اليومي والإنصراف عنها – التعليم التقليدي-.
ومع تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا،
بدأت معظم الجامعات في الدول الغربية تطرح بعض الأقسام والدورات الدراسية لتتم دراستها عن بعد وعبر الانترنت. فالتعليم عن بعد عبر الإنترنت هو : التعليم الذي يتم تلقيه من خلال إستخدام التقنيات ، إذ يعتمد على الكمبيوتر والإنترنت بشكل مباشر.
وقد لاحظ المختصون إثر إنتشار فيروس كورونا الخطر الذي يواجه طلبة المدارس والجامعات أثناء إنتظامهم في التعليم التقليدي
من هنا نجد أنه لابد من سير العملية التعليمية واستمراريتها، والحفاظ على سلامة الطلبة ، وعدم تعرضهم للخطر ، من خلال التعليم عن بعد، عبر الإنترنت، بديلا للتعليم التقليدي.
فالتعليم عن بعد عبر الإنترنت له بعض المميزات ، حيث لا يضطر الطالب للذهاب إلى مكان الدراسة للتحصيل العلمي، في غرف مكتضة بالطلبة ، وكذلك المرونة التي تمتاز بها البرامج الإلكترونية المقدمة، ويسمح للطلاب باختيار ما يحلو لهم للدراسة أينما كانوا ، ومتى ما أرادوا . ميزة أخرى وهي : أن الطالب ليس مضطرا إلى إنتظار المحاضرة التالية لطرح أسئلته، بل يمكنه طرحها عبر الهواتف الذكية، أو الجهاز المحمول أو أجهزة الكمبيوتر .
في المقابل توجد هناك عدة عيوب للدراسة عن بعد ، وهي ذات صلة بالنزاهة الأكاديمية، ومنها سهولة الغش.
وقد خلصت بعض الدراسات من خلال استطلاع تم على بعض الدارسين قام به بعض الباحثين في جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة فيما يخص برامج التعليم عن بعد ، إلى اكتشاف نقص في التفاعل الإجتماعي بين المدرسين والطلاب عبر الإنترنت ، إضافة إلى عدم وجود فرص لتبادل الأفكار والتواصل والتعاون مع الزملاء. كذلك قد يعيق التعليم عن بعد التواصل بين الطلبة وأساتذتهم ، فكتابة الأسئلة تختلف عن مناقشتها وجها لوجه.
كما أن عيوب التعليم عن بعد تتعلق بمشاكل التكنولوجيا والإنترنت. باختصار، على الرغم من مميزات التعليم عن بعد، إلا أنه يظل لديه بعض العيوب، لذلك على المدارس والجامعات المطبقة لنظام التعليم عن بعد ، مراعاة هذه الدراسات المتعلقة بالتعليم عبر الإنترنت لضمان نجاحه واستمراريته .
أذا كانت الجامعات الأمريكية، المعروفة بتقدمها ، وتوفر الأسباب التكنولوجية المتاحة لها تواجه مثل هذه المعيقات ، فكيف بمدارسنا وقرانا التي قد لاتتوفر فيها خدمة الإنترنت ، أولايستطيع سكانها إمتلاكها نظراً للظروف المادية الصعبة التي يعيشونا ، وكذا بالنسبة لجامعاتنا وطلبتها.
من هنا نقول :هل نستطيع التغلب علي عيوب التعلم عن بعد ليصبح التعليم عبر الإنترنت بديلا للتعليم الأساسي يوما ما؟