التنسيق الأمني .. خلل وطني فلسطيني .. قاتل

24 سبتمبر 2021
التنسيق الأمني .. خلل وطني فلسطيني .. قاتل

صراحة نيوز بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

كيف للسلطة التي ضيّعت القضية الفلسطينية ، بتنسيقها الأمني مع العدو الصهيوني الذي إغتصب الارض ، وشتت الانسان ، واهانه ، وقتله ، وهجَّره ، واستباح الاعراض وهتكها ، وأسال الدماء وأهرقها ، وجمع الصهاينة من شتات الارض ، لِيُقِيموا وطناً قومياً لهم . كيف لهم ان يدّعوا الدفاع عن القضية !؟الواقع يقول ان المتدينين اليهود — وليس الصهاينة — هم أكثر إخلاصاً للقضية الفلسطينية من السُلطة . لا بل السلطة ضيعت القضية ، واليهود ينشطون ليل نهار ، ويستخدمون سلاح الدين ضد الكيان الصهيوني . لان اليهود لا يعترفون به ، ودينهم يحثهم ويحضهم على رفضه والدعاء في صلواتهم لزواله .

كيف لمن كانوا يسمون انفسهم مناضلين ، وإدعوا انهم تجشموا عناء وكُلفة النضال في فنادق الخمسة نجوم لتحرير الارض وتحرر الانسان ينصهرون مع العدو ويلعبون ادواراً قاتلة ضد أعدل قضية في تثبيت اركان الكيان ، والقضاء على اي جذوة نضال تلوح بالافق من شعب الجبارين المناضلين الشرفاء .

أرجو الإطلاع على مايلي :- ١ )) صرح وزير الشؤون المدنية في السلطة( غير الوطنية ) الفلسطينية / حسين الشيخ . حيث قال — وكأن السلطة بذلت كل جهد ممكن لإخفاء ، او إخراج السجناء الستة الابطال خارج الاراضي المحتلة — يقول هذا العميل ، نصاً : —[[ اجهزتنا الامنية لم تشارك في عملية اعتقال الأسرى ، ولم تنصب حواجز تفتيش ، كما يدعي البعض ، فقط هناك تبادل معلومات عن اماكن تواجدهم ، وكنا حريصين كل الحرص على ارواحهم ، واعتقالهم دون دماء ، او تصعيد في مدن الضفة ، وخصوصاً في مخيم جنين — إسمعوا .. او إقرأوا قِلة الحياء ياناس ، عندما يقول : فخامة الرئيس — والأصح خيانة الرئيس وزمرته — وختم حديثه بأن : فخامة الرئيس / محمود عباس ، سيعمل على تحريرهم من السجن ، ولن يتركهم وحدهم ]] . ٢ )) والدليل على ان ( فخامة الرئيس !؟ ) لن يتركهم وحدهم ان وزير الدفاع الصهيوني / بيني غانتس شكر ( فخامة الرئيس ) على جهوده للوصول الى الأسرى في جنين . ٣ )) كما تبين ان ( فخامة الرئيس ) ، ولانه شديد التديُّن وملتزم جداً في تطبيق الشريعة الاسلامية حرفياً ، فان ( فخامة الرئيس )التزم بالفتوى التي تضمنتها خطبة الجمعة التي القاها ( الشيخ !؟ ) نعم ( الشيخ ) / محمود الهباش ( نعم هباش ، لكنه مذموماً وليس محموداً ) قاضي قضاة فلسطين الشرعيين ، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية والتي أفتى فيها بما يلي : —(( الهروب من السجن دون إكمال المدة يُعتبر إثماً كبيراً وسيحاسبون عليه أمام الله )) .

(( أحححح ما اسقع وجوهكم )) ، يتسابقون على النذالة والخيانة لأعدل قضية . اعتقد انه بما سُرد من أدلة على الخيانة واعترافهم بها ، وكأنهم يطمعون بالشكر ، لان اجهزة السلطة الأمنية لم تشارك في عملية الاعتقال . اما تبادل المعلومات مع العدو المغتصِب للارض ، وقاتل الاطفال شيء عادي ، وعمل وطني يخدم القضية ، ويساهم في تحرير الارض ، وتحرر الانسان !؟ ليس من طبعي استخدام الفاظ كهذه ، لكنها تناسب خيانتهم لقضيتهم . وقلمي يُجبرني ان أصفهم بما يوصف به المُتاجر بعِرضه (… ؟ ) ، لأن الأرض كما العِرض . أنحني أمام القراء الكرام طالباً المعذرة على الفاظ لم يعهدوها مني .

يا حبيبي ، يا روحي ، أيها الليث صغير العمر ، كبير القدر والعطاء ، عظيم النضال الشهيد البطل / عمر ابو ليلى ، الذي وثب كما النمر على خنزير صهيوني وارداه قتيلاً رغم انه مدجج ب (( ٥٠ )) كغم من أحدث ادوات القتل . هذا هو رمز النضال الفلسطيني ، هذا هو الفلسطيني الحرّ ، هذا هو ممثل شعب الجبارين . لم تمهله اجهزة السلطة لينتشي بما حقق ، حيث وصل جنود الاحتلال مع اثنين من افراد شرطة السلطة بعد ان رصدته شرطة السلطة وابلغت عنه ، فنسفوا البيت الذي يأويه بحضور شاهد عيان ، سيدة فلسطينية مُسنّه ، حرّه ، فانهمرت دموعها وهي تقول بصوت أجش ، حزين ، مُنكسِر (( هاظا البيت اللي كان فيه عمر يمه ، اجوا جنود الاحتلال ومعهم شرطة ثنين من السلطة ونسفوا البيت ، واستشهد عمر ، الله يگسِر خاطر السلطة )) ، اللهم آمين .

كلما تبرد النار في جوفي على الشهيد البطل / عمر ابو ليلى ، يأتي حادث يُجدد خيانة السلطة ، فتشتعِل النار في صدري ، ويزداد حقدي عليهم ، كما يزداد استغرابي من سكوت الاحرار الفلسطينيين في الداخل ، على هكذا خيانات !؟ وعليه ارى ان النضال يجب ان يكون بداية ضد السلطة لإسقاطها ، ومن ثم التفرغ للنضال ضد العدو الصهيوني .

ليس من حق اي احد ان يلومني على اية كلمة يتضمنها مقالي هذا .كما ليس من حق اي احد التبجح والاحتجاج والاعتراض ولوم الدول العربية التي إنتهجت التطبيع مع العدو . إذا صاحب الدار خان ومهد الطريق الى الحرامي ، هل من المنطق ان نلوم الجيران لعدم رصد البيت ومراقبته وحفظ امنه وحمايته ممن إعتدى عليه !؟

قد يعتقد البعض انني أشتم ، والحقيقة انني أوصف ، وللتدليل على ذلك ، اود ان أسأل سؤالاً : من يدُل او يُساعد او يقبض على المناضلين من ابناء وطنه ويسلمهم للعدو المُحتل : ماذا يسمونه !؟ للعلم لم يضر القضية الفلسطينية ، ولم يضربها في مقتل ، اي طرف كان ، أكثر من ضرر لا بل خيانة السُلطة . وأختم بقولٍ للمناضل آرنستوتشي جيفارا ، حيث قال :- (( الثورة يصنعها الشرفاء ، ويرثها ويستغلها الأوغاد )) .

الاخبار العاجلة