صراحة نيوز بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
كيف للسلطة التي ضيّعت القضية الفلسطينية ، بتنسيقها الأمني مع العدو الصهيوني الذي إغتصب الارض ، وشتت الانسان ، واهانه ، وقتله ، وهجَّره ، واستباح الاعراض وهتكها ، وأسال الدماء وأهرقها ، وجمع الصهاينة من شتات الارض ، لِيُقِيموا وطناً قومياً لهم . كيف لهم ان يدّعوا الدفاع عن القضية !؟الواقع يقول ان المتدينين اليهود — وليس الصهاينة — هم أكثر إخلاصاً للقضية الفلسطينية من السُلطة . لا بل السلطة ضيعت القضية ، واليهود ينشطون ليل نهار ، ويستخدمون سلاح الدين ضد الكيان الصهيوني . لان اليهود لا يعترفون به ، ودينهم يحثهم ويحضهم على رفضه والدعاء في صلواتهم لزواله .
كيف لمن كانوا يسمون انفسهم مناضلين ، وإدعوا انهم تجشموا عناء وكُلفة النضال في فنادق الخمسة نجوم لتحرير الارض وتحرر الانسان ينصهرون مع العدو ويلعبون ادواراً قاتلة ضد أعدل قضية في تثبيت اركان الكيان ، والقضاء على اي جذوة نضال تلوح بالافق من شعب الجبارين المناضلين الشرفاء .
أرجو الإطلاع على مايلي :- ١ )) صرح وزير الشؤون المدنية في السلطة( غير الوطنية ) الفلسطينية / حسين الشيخ . حيث قال — وكأن السلطة بذلت كل جهد ممكن لإخفاء ، او إخراج السجناء الستة الابطال خارج الاراضي المحتلة — يقول هذا العميل ، نصاً : —[[ اجهزتنا الامنية لم تشارك في عملية اعتقال الأسرى ، ولم تنصب حواجز تفتيش ، كما يدعي البعض ، فقط هناك تبادل معلومات عن اماكن تواجدهم ، وكنا حريصين كل الحرص على ارواحهم ، واعتقالهم دون دماء ، او تصعيد في مدن الضفة ، وخصوصاً في مخيم جنين — إسمعوا .. او إقرأوا قِلة الحياء ياناس ، عندما يقول : فخامة الرئيس — والأصح خيانة الرئيس وزمرته — وختم حديثه بأن : فخامة الرئيس / محمود عباس ، سيعمل على تحريرهم من السجن ، ولن يتركهم وحدهم ]] . ٢ )) والدليل على ان ( فخامة الرئيس !؟ ) لن يتركهم وحدهم ان وزير الدفاع الصهيوني / بيني غانتس شكر ( فخامة الرئيس ) على جهوده للوصول الى الأسرى في جنين . ٣ )) كما تبين ان ( فخامة الرئيس ) ، ولانه شديد التديُّن وملتزم جداً في تطبيق الشريعة الاسلامية حرفياً ، فان ( فخامة الرئيس )التزم بالفتوى التي تضمنتها خطبة الجمعة التي القاها ( الشيخ !؟ ) نعم ( الشيخ ) / محمود الهباش ( نعم هباش ، لكنه مذموماً وليس محموداً ) قاضي قضاة فلسطين الشرعيين ، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية والتي أفتى فيها بما يلي : —(( الهروب من السجن دون إكمال المدة يُعتبر إثماً كبيراً وسيحاسبون عليه أمام الله )) .
(( أحححح ما اسقع وجوهكم )) ، يتسابقون على النذالة والخيانة لأعدل قضية . اعتقد انه بما سُرد من أدلة على الخيانة واعترافهم بها ، وكأنهم يطمعون بالشكر ، لان اجهزة السلطة الأمنية لم تشارك في عملية الاعتقال . اما تبادل المعلومات مع العدو المغتصِب للارض ، وقاتل الاطفال شيء عادي ، وعمل وطني يخدم القضية ، ويساهم في تحرير الارض ، وتحرر الانسان !؟ ليس من طبعي استخدام الفاظ كهذه ، لكنها تناسب خيانتهم لقضيتهم . وقلمي يُجبرني ان أصفهم بما يوصف به المُتاجر بعِرضه (… ؟ ) ، لأن الأرض كما العِرض . أنحني أمام القراء الكرام طالباً المعذرة على الفاظ لم يعهدوها مني .
يا حبيبي ، يا روحي ، أيها الليث صغير العمر ، كبير القدر والعطاء ، عظيم النضال الشهيد البطل / عمر ابو ليلى ، الذي وثب كما النمر على خنزير صهيوني وارداه قتيلاً رغم انه مدجج ب (( ٥٠ )) كغم من أحدث ادوات القتل . هذا هو رمز النضال الفلسطيني ، هذا هو الفلسطيني الحرّ ، هذا هو ممثل شعب الجبارين . لم تمهله اجهزة السلطة لينتشي بما حقق ، حيث وصل جنود الاحتلال مع اثنين من افراد شرطة السلطة بعد ان رصدته شرطة السلطة وابلغت عنه ، فنسفوا البيت الذي يأويه بحضور شاهد عيان ، سيدة فلسطينية مُسنّه ، حرّه ، فانهمرت دموعها وهي تقول بصوت أجش ، حزين ، مُنكسِر (( هاظا البيت اللي كان فيه عمر يمه ، اجوا جنود الاحتلال ومعهم شرطة ثنين من السلطة ونسفوا البيت ، واستشهد عمر ، الله يگسِر خاطر السلطة )) ، اللهم آمين .
كلما تبرد النار في جوفي على الشهيد البطل / عمر ابو ليلى ، يأتي حادث يُجدد خيانة السلطة ، فتشتعِل النار في صدري ، ويزداد حقدي عليهم ، كما يزداد استغرابي من سكوت الاحرار الفلسطينيين في الداخل ، على هكذا خيانات !؟ وعليه ارى ان النضال يجب ان يكون بداية ضد السلطة لإسقاطها ، ومن ثم التفرغ للنضال ضد العدو الصهيوني .
ليس من حق اي احد ان يلومني على اية كلمة يتضمنها مقالي هذا .كما ليس من حق اي احد التبجح والاحتجاج والاعتراض ولوم الدول العربية التي إنتهجت التطبيع مع العدو . إذا صاحب الدار خان ومهد الطريق الى الحرامي ، هل من المنطق ان نلوم الجيران لعدم رصد البيت ومراقبته وحفظ امنه وحمايته ممن إعتدى عليه !؟
قد يعتقد البعض انني أشتم ، والحقيقة انني أوصف ، وللتدليل على ذلك ، اود ان أسأل سؤالاً : من يدُل او يُساعد او يقبض على المناضلين من ابناء وطنه ويسلمهم للعدو المُحتل : ماذا يسمونه !؟ للعلم لم يضر القضية الفلسطينية ، ولم يضربها في مقتل ، اي طرف كان ، أكثر من ضرر لا بل خيانة السُلطة . وأختم بقولٍ للمناضل آرنستوتشي جيفارا ، حيث قال :- (( الثورة يصنعها الشرفاء ، ويرثها ويستغلها الأوغاد )) .