صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
تُبنى الأوطان وتزدهر وتتطور اذا ساد فيها القانون ، والمساواة ، والعدل لأن العدل أساس المُلك ، وتساوي الفرص ، وخلق البيئة الوطنية الإيجابية التي تُشعر جميع المواطنين بالأمن في الوطن وعلى الوطن ، مما يعزز الولاء ، والانتماء ، والعطاء للوطن من كافة المواطنين ، وان لا يكون هناك اي تمييز بين المواطنين سواء إكتسبوا جنسية الوطن بالولادة او بالتجنس ، ففي الدول المتحضرة بمجرد حصول المواطن على جنسية الوطن ، يتم نسيان كيفية إكتسابها ، ويحكم علاقته بالوطن شيئين لا ثالث لهما وهما : الحقوق والواجبات ، فيحصل المواطن على كافة حقوقه المكتسبة بالقانون ، دون زيادة او نقصان ، ويتوجب عليه تقديم كل الواجبات التي تفرضها عليه المواطنة .
في بلدي الحبيب ، المنكوب ، المبتلى بمسؤوليه ، الذين تسنم غالبيتهم مسؤوليه السلطة بغير وجه حق ، زوراً وبهتاناً ، بالوراثة ، والواسطة ، والرشوة ، والمحسوبية ، وتطييب الخواطر ، وتبادل المنافع ، على حساب المواطنين الأكفاء ، أصحاب الحق ، يحرص هؤلاء المسؤولون على الاستمرار في نهج توريث المناصب بين أبنائهم وأقاربهم ، وهم يعلمون ان التوريث هو تلويث للوطن ، ويتبجحون ويتمادون في نهجهم السقيم ، غير القويم ، ويتعاملون في التعيينات وتولي المناصب العليا ، وكأنهم يوزعون تركة موروثة تخصّهم وحدهم ، متناسين انه حتى التركة يحكمها ضوابط وقوانين وتشريعات إلاهية ربانية .
في بلدي المصاب بداء التوريث ، تجد مثلاً إبن رئيس الوزراء ، يجب ان يصبح رئيساً للوزراء او وزير على الأقل ، واذا حدثت المعجزة ، وأُجحف بحقه ولَم يتبوأ رئاسة الوزراء لابد من تعويضه بمراكز متقدمة اخرى تغدق عليه الأموال بسخاء شديد لدرجة الإفراط حتى يُتخم وتنتفخ حساباته في البنوك الخارجية وتتضخم حتى درجة الانفجار ، وأسلوب التوريث يُنتهج من قبل غالبية من تولوا مناصب متقدمة في الدولة الاردنية ، وللتدليل على ذلك نجد ان نهج التوريث طال تقريباً كل مؤسسات الدولة .
التوريث تلويث ، وفساد وإفساد ، وضياع لحقوق العباد ، ومن الغريب ان هذه الظاهرة ما زالت منتشرة رغم إنتقادات المواطنين ، ووعود المسؤولين ، فهل هناك دواء لهذا الداء ، وهل من خلاص من هذا الوباء !!؟؟