التَغيير .. سُنَّةٌ كونيةٌ .. وضَرورةٌ وطَنيةٌ .. حَتْمِية

11 أبريل 2019
التَغيير .. سُنَّةٌ كونيةٌ .. وضَرورةٌ وطَنيةٌ .. حَتْمِية

صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

في العالم الثالث المتخلف ( وليس النامي ) تنتهج الأنظمة نهجاً ضد طبيعة الأشياء ، وضد مشيئة الله ، خالق الكون ، لأن الحركة ، والتغيير ، سُنة كونية ، فالحركة حياة ومن لا يتحرك ، يُعتبر ميتاً ، وعدم الحركة يؤدي الى الركود ” Stagnation ‘’ ، فالماء الراكد يكون ملوثاً ، والاقتصاد الراكد ، يعني انه ضعيف ، هزيل ، في طريقه الى الانهيار ، ومن يرفض التغيير ، يتغير قسراً ، ففي الإدارة علم قائم بذاته إسمه ” إدارة التغيير ” Managing Change ‘’ ، ظهر علم إدارة التغيير ، لان التغيير ضرورة حياتية ، حتمية ، ولمواجهة التغيير ، والتعامل معه ، لا بد من وجود آليات للسيطرة ، والتوجيه الأمثل ، وذلك لتقليل الضرر ، وإختصار الوقت ، وإحكام التحكم في أدوات التغيير ، والتأكد من بلوغ الهدف والغاية المنشودة التي تطلبها التغيير .


الحركة حياة ، تجدد ، تفعيل ، تغيير ، تبديل ، تنشيط ، فلا حياة بدون حركة ، ففي العالم المتحضر ، الحيّ ، المتجدد ، الفاعل ، النشط ، المتطور ، تجد التغيير ملازماً للتطور ، تتعايش معه الناس ، كحقيقة واجبة الحدوث ، مقبولة ، ومُتقبله ، فالمسؤول يتسلم المسؤولية في موقع ما ، وما ان يعطي كل ما لدية من قدرات وإمكانات ، الا وترك الموقع الذي يشغله ، الى مكان آخر ، يتمكن من خلاله من تقديم الجديد ، والإبداع في موقع آخر ، والأنظمة الجمهورية فيه ، لها مُدَدٌ محددة ، في مدة الدورة وعدد الدورات المسموح فيها بتسلم السلطة ، بعدها يغادر ليعيش كأي مواطن عادي ، أما في الأنظمة الجمهورية في البلدان المتخلفة ، مع ان النظام الجمهوري في الأصل يسمح ، لا بل يوجب تداول السلطة في مواعيدها ، وحسبما وردت في الدستور ، فان رئيس الجمهورية ، لا يغادر السلطة الاّ : بالموت ، او الانقلاب ، ويتفنن المصفقين أذناب ذلك النظام باختراع الأسباب الموجبة لبقائه في الحكم مثل : انه الزعيم الأوحد ، وانه لا يوجد بديلاً له ، وانه يضمن استقرار البلاد ، وان النساء عقيمات لا يمكن ان يُنجبن مثله ، وان المتغيرات الدولية ، والتهديدات الخارجية توجب بقائه لان أمن البلد واستقراره وضمان بقائه مرتبط بشخصه .. الخ من المبررات الساذجة ، الممجوجة ، المرفوضة ، المتخلفة ، والأعجب انه يُشعر شعبه ، بتعبه ، وإنشغاله ، وعدم راحته ، وتضحيته ، وانه استنزف كل قدراته من أجل الوطن ومواطنيه ، لكنه لا يغادر الكرسي طائعاً مختاراً ، بل ميتاً ، او مقتولاً ، او مُقالاً . أيها القائد المتفرد ،لقد صدقناك ، في كل مبرراتك الواهية ، الساذجة ، لماذا لا تغادر الكرسي ، وتعيش ما تبقى من حياتك ، لذاتك ، وترتاح ، وتريح غيرك ، وتنعم بما سرقت ، ونهبت ، ولتترك الوطن المنهوب ، المغلوب على أمره ان يجرب غيرك ، حتى لو ليعرف خيرك . 


هذا هو قدر البلدان المتخلفة ، حتى على مستوى المدراء ، تجد انه بعد مغادرته موقعه الوظيفي ، يشعر بالحسرة والأسف وعدم الوفاء وعدم تقدير عطائه، وان غيره ليس بمثل كفائته .


أما الأنظمة الملكية الوراثية فحدث أيضاً ولا حرج ، على الإبتلاء الوراثي ، الذي لا خلاص منه ، ما لم تكن ملكية وراثية ، الملك فيها يملك ولا يحكم ، ويعتبر فقط رمزاً بروتوكولياً للدولة ، أما إدارة شؤون الدولة فهي بيد مجلس الوزراء المنتخب والمفوض من السلطة التشريعية .

لإبتلاء ، قدر ، والصبر عليه ضرورة ، الى ان يأتي الفرج ، حتى لو طال الزمن .

الاخبار العاجلة